دمشق-سانا
ينتشر اللوف بكثرة في الأرياف السورية وتقوم ربات البيوت المعمرات بقطفه وطبخه فهو يحتاج الى خبرتهن للتخلص من سميته وتناوله كوجبة رئيسية.
سانا المنوعة التقت السيدة أم رزق البالغة من العمر 70 عاما والتي تقوم بقطف اللوف “نبات عشبي يشبه الهندباء” الذي ينتشر بكثافة في قريتها بريف حماة حيث تقوم بطبخه وارساله هدية لابنائها وبناتها في دمشق حيث حدثتنا قائلة ان اللوف من الاكلات التي دابت والدتها وجدتها على طبخها ويعتبر من الاكلات المميزة بالنسبة لأبناء المدن الذين يصعب عليهم قطفه وطبخه لانه يحتاج الى خبرة ووقت طويل في الطهي .
وأضافت أن اللوف نبتة سامة وبها مادة تعقد اللسان “قد تسبب شللا في اللسان” فمن ياكلها نية لا يستطيع التحدث لانها تعقد لسانه لافتة الى ان طهي اللوف يحتاج الى نحو تسع ساعات ويفضل ان يتم طبخه على نار هادئة كالحطب .
وتابعت أم رزق أن قطف اللوف يحتاج الى مهارة لانه يحسس الجلد ويفضل ارتداء قفازات اثناء قطفه وبعد غسله وتنظيفه يتم تقطيعه وتنشيفه ثم يوضع في قدر فيه ماء يغلي مع حمص ويترك على نار هادئة ريثما يغلي ونضيف اليه كمية كبيرة من زيت الزيتون وبعد ان يغلي جيدا نضيف اليه السماق أو حمض الليمون حسب الرغبة ونستمر في تحريك الخليط مع الحرص على ان يبقى مغمورا بالماء لان نقص الماء يوءدي الى جفاف الخليط وبعد ان يقترب الخليط من الطهي نقوم باضافة كمية قليلة من البرغل ونحرك المزيج الى ان يصبح جاهزا لافتة الى ان البعض يضيف اليه رب البندورة لاعطائه نكهة مميزة .
وأوضحت أم رزق ان اللوف بعد ان يصبح جاهزا يترك ريثما يبرد وبعد ذلك يتم تناوله والكميات المتبقية يتم وضعها في البراد وقد يبقى فترة طويلة دون ان يتعرض للتلف أو يفقد خواصه.
وأشارت أم رزق الى ان ابناء القرى كانوا يستخدمون اللوف لمعالجة الجهاز الهضمي وكانت جدتها تستخدمه لمعالجة الديدان في المعدة لانه يغني عن كل الادوية.
وذكر داوود الانطاكي في تذكرته ان اللوف يشفي من السرطان وله فوائد طبية متعددة مثل معالجة الالتهابات الرئوية وتسكين الم المعدة ومداواة الامراض الجرثومية في المعدة والامعاء ويهدئ الاعصاب وهو حسب بعض الباحثين مفيد في الوقاية من امراض جلدية مثل التحسس والثعلبة ووقاية اللثة من الالتهابات ويساعد من يعاني من الامساك ولكن سميته تحتاج الى من يجيد سر طبخه حيث يحتاج الى نحو تسع ساعات متواصلة من الطهي .
سكينة محمد