دمشق-سانا
صعدت الولايات المتحدة حملتها المسعورة للتدخل بطريقة غير شرعية في الشؤون الداخلية لفنزويلا مطلقة تهديدات بشن عدوان على هذا البلد بعد أن أدركت أن رهاناتها المتكررة على زعزعة استقرار هذا البلد ذي السيادة فشلت فما كان منها إلا التلويح بورقة التدخل العسكري.
الذرائع المختلفة التي ساقتها واشنطن على مر الأشهر الماضية لتبرير تدخلها نفذت وباءت بالفشل في ظل صمود الشعب الفنزويلي وتلاحمه مع حكومة بلاده الشرعية في وجه المؤامرات الأمريكية الاستعمارية ما دفع ادارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى اتباع سياسة الترهيب عبر إعلان وزير خارجيتها مايك بومبيو أمس الأول أنه لا يستبعد التدخل العسكري في فنزويلا ضد الرئيس الشرعى نيكولاس مادورو وحكومته.
واشنطن حاولت مؤخرا تصعيد الاوضاع في فنزويلا عبر قضية ادخال مساعدات بشكل غير شرعي في مسعى منها للتحريض على القيام بعدوان عسكري أمريكي غربي إقليمي مشترك ضد حكومة مادورو وقد ظهرت ملامح هذه الحملة الشرسة خلال الاجتماع الذي نظمته مجموعة ليما المؤلفة من 14 بلدا لاتينيا مع كندا أمس في العاصمة الكولومبية بوغوتا بحضور خوان غوايدو زعيم المعارضة الفنزويلية اليمينية ونائب الرئيس الأمريكي مايك بنس بهدف استكمال المخطط الأمريكي ضد فنزويلا وحكومتها.
مادورو أكد اليوم أن الإدارة الأمريكية تحاول افتعال أزمة مفبركة في فنزويلا من أجل تبرير تدخل عسكري فيها والاستيلاء على نفطها مشيرا في مقابلة أجراها في كاراكاس مع شبكة /ايه بي سي/ التلفزيونية الناطقة باللغة الإسبانية إلى أن “كل ما تفعله حكومة الولايات المتحدة مصيره الفشل.. أنهم يحاولون اصطناع أزمة من أجل تبرير التصعيد السياسي والتدخل العسكري في فنزويلا تمهيدا لإشعال الحرب في أمريكا الجنوبية”.
الاستيلاء على النفط الفنزويلي هو مسعى الإدارة الأمريكية وفق ما أوضح الرئيس مادورو وهي مستعدة لخوض الحرب بسببه مشددا في الوقت ذاته على أن فنزويلا “دولة مسالمة”.
سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف حذر من أن الولايات المتحدة تستعد لغزو فنزويلا من خلال نقلها جنودا إلى بورتوريكو وكولومبيا المجاورتين لكاراكاس.
فصول المخطط العدائي ضد فنزويلا اتضحت بشكل كبير عبر الحملة الممنهجة التي تقودها وسائل الإعلام الغربية لتشويه وتزوير الحقائق حول الأوضاع فيها وذلك في محاولة لتأليب الرأي العام الداخلي والعالمي ضد مادورو وإظهار الاوضاع بصورة مغايرة للواقع وذلك ما بدا جليا في مشاهد مصورة بثتها قناة تيليسور الفنزويلية أظهرت ما جرى على الحدود الفنزويلية عند محاولة ادخال المساعدات حيث تم إضرام النيران في صناديق هذه المساعدات على الجانب الكولومبي من الحدود من متظاهرين يحملون مواد مشتعلة لإحداث وخلق فوضى مصطنعة تستغلها وسائل الإعلام الغربية والمعادية لفنزويلا.
كما أظهرت المشاهد ألقاء هؤلاء المتظاهرين الزجاجات الحارقة تجاه الجيش الفنزويلي والزعم فيما بعد بأن الجيش هو من هاجمهم وقام بإطلاق النار تجاههم.
ورغم انسداد أفق المخطط الأمريكي في فنزويلا إلا أن ما يجري من تصعيد يؤكد أن محاولات واشنطن العدائية لن تتوقف ولاسيما أن ترامب يضع نصب عينيه السيطرة على الثروات النفطية الهائلة التي يمتلكها هذا البلد.
باسمة كنون