الثعلة..مناخ معتدل وخضرة دائمة أضفت عليها جمالا أخاذا

السويداء-سانا

تتمتع قرية الثعلة الواقعة إلى الغرب من مدينة السويداء على السفح الغربي لجبل العرب بمناخها المعتدل وبيوتها القديمة المبنية من الحجارة البازلتية وخضرتها الدائمة التي أضفت عليها جمالا أخاذاً.

وقد سميت الثعلة بهذا الإسم تشبهاً بالرجل الأثعل الذي تضفي أسنانه امتدادا على شفته السفلى نظراً لموقعها الجغرافي بأرض منخفضة بين هضبتين الأولى تسمى الحدبة والثانية تسمى رقة الغزلان إلى جانب كونها منطقة لأودية فصلية تجري بها وهما وادي الذيب ووادي الزيدي الذي يأتي من مرتفعات مصاد والكفر في أعالي جبل العرب.

ويشير الباحث في منطقة جبل العرب أكرم محمود رافع إلى أن الثعلة التي تشكل صلة الوصل بين جبل العرب وسهل حوران تشتهر بتربتها الحمراء الخصبة وأراضيها المنبسطة الواسعة التي تزينها أشجار الزيتون التي تحيط بالقرية من جهاتها الأربع والتي تحول موسم قطافها إلى أحد المواسم الخيرة التي يشارك فيها جميع أفراد الأسرة ما ساهم في زيادة الدخل وتحسين الظروف الاقتصادية لأهالي القرية خاصة بعد أن حققت القرية خلال العقد الأخير الاكتفاء الذاتي من الزيتون وزيت الزيتون حيث ينتح كل منزل مؤونته بشكل كامل في ظل وجود معصرة الثعلة التي تعتبر أحد أهم المشاريع الحيوية في القرية.

ويلفت رافع إلى أن الثعلة تتميز بإعمارها القديم وأوابدها الأثرية التي تعود إلى مختلف العصور النبطية والرومانية والبيزنطية والعربية الإسلامية ومن أبرزها التي مازالت باقية إلى يومنا هذا بقايا منازل متهدمة وأقواس وأجزاء من أبواب حجرية تزينها عناصر من كورنيشات وأفاريز وقواعد وأقواس وقطع أعمدة وتيجان وكتابات موزعة في أنحاء القرية بالإضافة إلى وجود ثلاث برك ماء مستديرة مبنية جدرانها بحجارة منحوتة.

ويضيف رافع أن الثعلة تشتهر بزراعة الحبوب الغذائية التي تعتمد على مياه الأمطار بالإضافة للزراعات البعلية وفي مقدمتها القمح الذي يتجاوز إنتاج الدونم الواحد150 كغ إلى جانب محاصيل العدس والشعير والحمص وكذلك الأشجار المثمرة كاللوزيات والتين حيث يعمل معظم سكان القرية البالغ عددهم حوالي 8 آلاف نسمة بالزراعة.

وشهدت القرية نهضة تعليمية والأمية فيها شبه معدومة و تزدهر فيها صناعة السجاد اليدوي علماً أنها تقع على بعد12 كم إلى الغرب من مدينة السويداء وتمثل صلة الوصل بين مدينتي السويداء و درعا .

سهيل حاطوم