دمشق-سانا
يعتبر الشيخ عز الدين القسام من أبرز الشخصيات التي كان لها دور فاعل في مرحلة المقاومة في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي وهو رمز كبير من رموز الحركات الوطنية الثورية فضحى بماله وروحه من أجل القضية الفلسطينية واختط في حياته وموته منهجا نضاليا مقاوما وأعطى القضية الفلسطينية بعدا جديدا لاتزال ثماره تؤتي أكلها حتى اليوم.
بهذه المقدمة يفتتح فادي غانم العدد 28 من سلسلة أعلام للناشئة ضمن منشورات الطفل الصادرة عن الهيئة السورية للكتاب تحت عنوان “الشيخ المناضل عز الدين القسام” بغلاف صممه عبد الناصر الشعال ويقع في 86 صفحة من القطع الصغير.
يبدأ الكتيب بالحديث عن ولادة الشيخ القسام في مدينة جبلة على الساحل السوري في أسرة فقيرة ماديا غنية بالعلم والإيمان حيث درس وتعلم في زاوية الإمام الغزالي وساعده تفوقه الدراسي على السفر إلى الأزهر وطلب العلم في مصر وهناك تعرف الى الاستعمار البريطاني وعايش الصراع الدائر بين المفكرين الغربيين والعرب أمثال جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده.
كما اطلع القسام في مصر على أهداف الحركة الصهيونية وأطماعها بفلسطين وآمن بأن المقاومة المسلحة ضد الإنكليز والصهاينة في فلسطين هي الوسيلة الوحيدة لإنهاء الانتداب البريطاني والحيلولة دون قيام دولة صهيونية فيها وذلك في وقت كان فيه أسلوب النضال المسلح أمرا غير مألوف للحركة الوطنية الفلسطينية إذ كان نشاطها يتركز على المظاهرات والمؤتمرات.
وكان للقسام دور في إشعال فتيل الثورة السورية ضد الفرنسيين وكان أول من رفع راية المقاومة وحمل السلاح في قرية الحفة بريف اللاذقية فخاض مع الفرنسيين معارك ضارية وكبدهم كثيرا من الخسائر ثم توجه الى حلب وانضم إلى ابراهيم هنانو حتى بسط الفرنسيون نفوذهم على سورية وحكموا على المجاهدين بالإعدام غيابيا فقصد دمشق ثم غادرها قاصدا فلسطين ليبدأ بتأسيس حركته النضالية ضد البريطانيين والصهاينة.
في حيفا بدأ القسام بالإعداد النفسي للثورة يساعده رفاقه السوريون الذين دخلوا المدينة معه في مواجهة البريطانيين واليهود في فلسطين وقال في إحدى خطبه “إن الإنكليزية الغربية والصهيونية الفاجرة تريد ذبحكم كما ذبحوا الهنود الحمر في أمريكا.. تريد إبادتكم أيها العرب حتى يحتلوا أرضكم من الفرات الى النيل”.
وكان يدعو في دروسه الدينية إلى محاربة السماسرة وباعة الأراضي لليهود.
وبدأ في عام 1929 بتكوين مجموعات سرية تضم كلا منها تسعة أشخاص وقسم رجاله الى خمس وحدات عسكرية منظمة بدأت بتنفيذ عمليات فدائية موجهة ضد المستوطنات الصهيونية عن طريق اعداد كمائن بهدف دفع اليهود في الخارج إلى وقف هجرتهم إلى فلسطين ووقف التبرع للحركة الصهيونية.
واختتم غانم الكتيب بالقول: إن المجاهد الشيخ عز الدين القسام الذي استشهد عام 1935 كان أول من عمل عملا مركزا للثورة في فلسطين وترك وراءه عشرات المخلصين الذين قاموا بالدور الرئيسي في الثورة الفلسطينية الكبرى التي اندلعت عام 1936.
سلوى صالح