ريف دمشق-سانا
يعتبر القمح واحداً من أهم المحاصيل الغذائية وتتم زراعته في أنحاء العالم وتحتل سورية المركز الثاني عربيا بعد مصر أما عالميا فتحتل الصين المركز الأول وتليها الهند.
ونظرا لأهمية هذا المحصول اجتمع 16 خبيرا عربيا في مبنى المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد) لمناقشة سبل زيادة إنتاجية القمح في المناطق الجافة وشبه الجافة لافتين إلى دور التكنولوجيا الحيوية في تحسين إنتاجية القمح والمحاصيل المقاومة للجفاف والملوحة وأصناف أكساد المعتمدة في سورية والدول العربية.
مدير عام أكساد الدكتور رفيق صالح اشار في حديث لـ سانا إلى الأهمية العلمية التطبيقية للإسهام في بناء القدرات العربية في مجال تطوير زراعة القمح مبينا دور الهندسة الوراثية في استنباط أصناف قمح مقاومة للجفاف وكيفية الوصول إليها بالطفرات التي تحدث في الطبيعة والبحث عنها في المساحات المزروعة من أصناف القمح وإحداث الطفرات الصناعية بالأشعة أو المواد الكيميائية.
وقال صالح إنه تم استعراض تجربة علمية في سورية حول استنباط الأصناف الجديدة للقمح المقاومة للجفاف وللأمراض الشائعة من خلال الوصول إلى الاكتفاء الذاتي والتركيز على الأصناف الجديدة عالية الإنتاجية وزيادة المساحات المروية المزروعة من هذه المادة.
بدوره أشار الباحث الدكتور وليد الطويل إلى أحدث المستجدات العلمية في مجال التقانات الحيوية والهندسية الوراثية ونقل الجينات المفيدة من سلالة أو صنف أو نوع نباتي إلى آخر بالإضافة إلى البصمة الوراثية لكل صنف من أصناف القمح المستنبطة في المركز وطرق تحديد المورثات النباتية وبيان أهميتها وتوضعها على صبغيات القمح موضحا أنه تم الاتفاق على إعداد مشروعين للعمل العربي المشترك في مجال تطوير انتاج القمح وتحسين مواصفات الاصناف من خلال استنباط المزيد من الاصناف عالية الإنتاج والمقاومة للجفاف والمتحملة للحرارة والبرودة والملائمة للبيئات العربية بالإضافة إلى استخدام التكنولوجيا الزراعية الحديثة والتسميد الحيوي.
وفي تصريح مماثل تحدث الباحث المهندس علي شحادة عن واقع إنتاج القمح في البلاد العربية نظرا لما تعانيه من نقص في انتاجيته والتطلعات المستقبلية لتطويره من خلال تحديث أساليب الإنتاج وإدخال أصناف جديدة أعلى انتاجية بما في ذلك أصناف أكساد المتفوقة والتي دخلت فعلا في الإنتاج منذ سنوات مشيرا إلى أن أكساد استطاع استنباط 25 صنفا من القمح والشعير واعتمدت في معظم الدول العربية ما ساهم في رفع انتاجية القمح في تلك الدول التي هي بأشد الحاجة إلى مثل هذه الأصناف.
من جانبه لفت الباحث الدكتور حسام فرج رئيس برنامج حبوب (أكساد) إلى كيفية استصلاح الأراضي واستزراع القمح وإقامة منظومة زراعية متكاملة وكيفية التعامل مع محصول القمح والحصول على أعلى انتاجية وطرق مكافحة الحشرات والأمراض المختلفة التي تنتشر بين المحاصيل الزراعية.
يشار إلى أن أكساد عقد يوم الأحد الفائت ورشة عمل حول تطوير زراعة القمح في الدول العربية بمشاركة 16 خبيرا زراعياً من سورية والعراق والجزائر والسودان وتونس ولبنان وامتدت فعالياتها العلمية التطبيقية لخمسة أيام.
ويقوم أكساد سنويا بإرسال أكثر من 60 سلالة مبشرة من القمح القاسي والطري والشعير إلى الدول العربية المنتجة للحبوب بالإضافة لمواد وراثية قابلة للتطوير واستنباط أصناف جديدة في مراكز البحوث الزراعية العربية.