نيويورك-سانا
جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دعوته إلى حل سياسي للازمة في سورية يضمن استقرارها وسلامتها ووحدتها.
وقال السيسي في كلمة له خلال أعمال الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة “رغم ما خلفته الأزمة في سورية من دمار وضحايا أبرياء فأنني أثق بإمكانية وضع إطار سياسي يكفل تطلعات شعبها وبلا مهادنة للإرهاب أو استنساخ أوضاع تمرد عليها السوريون وأؤكد دعم مصر لتطلعات الشعب السوري في حياة آمنة تتضمن استقرار سورية وتصون سلامتها الإقليمية ووحدة شعبها وأراضيها”.
ورحب السيسي بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة والجهود نحو تحسين الأوضاع وتحقيق الاستقرار واستعادة المناطق التي وقعت تحت سيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي والحفاظ على وحدة الأرضي العراقية ووقف نزيف الدماء.
وبين السيسي أن مصر طرحت بالتوافق مع دول جوار ليبيا مبادرة ترسم خطة واضحة لإنهاء محنة هذا البلد ويمكن البناء عليها للوصول إلى حل سياسي يدعم الموءسسات الليبية المنتخبة ويضمن وقف الاقتتال ويحفظ وحدة الأراضي الليبية.
وأكد السيسي أن الإرهاب وباء لا يفرق في تفشيه بين مجتمع وآخر وأن الإرهابيين ينتمون لمجتمعات متباينة لا تربطهم أي عقيدة دينية حقيقية ما يحتم تكثيف التعاون والتنسيق لتجفيف منابع الدعم الذي يتيح للتنظيمات الإرهابية مواصلة جرائمها امتثالا لمبادىء ميثاق الأمم المتحدة وتحقيقا لأهدافها.
واعتبر السيسي أن ما تعانيه المنطقة من مشكلات ناجم عن إفساح المجال لقوى التطرف المحلية والإقليمية وحالة الاستقطاب التي وصلت إلى حد الانقسام والاقتتال حتى أضحى خطرا جسيما يهدد بقاء الدول ويبدد هويتها ما خلق الإرهاب وتنظيمات وبيئة خصبة للتمدد وبسط النفوذ.
وقال السيسي “إن الأزمات التي تواجه بعض دول المنطقة يمكن أن تجد سبيلا للحل يستند على محورين رئيسين لدعم بناء الدولة القومية يشمل تطبيق مبدأ المواطنة وسيادة القانون بما يحصن المجتمعات من الاستغلال والانسياق خلف الفكر المتطرف إضافة إلى المواجهة الحاسمة لقوى التطرف والإرهاب ولمحاولات فرض الرأي بالترويع والعنف وإقصاء الآخر بالاستبعاد والتكفير”.
وأضاف السيسي إن “الشعب المصري يدرك أن تحقيق أهدافه بدأ ببناء دولة مدنية ديمقراطية من خلال الالتزام بخارطة المستقبل التي توافقت عليها القوى الوطنية أمام إرهاب ظن أنه بمقدوره اختطاف الوطن وإخضاعه”.
ولفت السيسي إلى أن الشعب المصري انتفض ضد قوى التطرف والظلام التي ما لبثت أن وصلت إلى الحكم حتى قوضت أسس العملية الديمقراطية ودولة المؤسسات وسعت إلى فرض حالة من الاستقطاب”.
من جهته قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن “تنظيم داعش الموجود في سورية والعراق لا يشكل خطرا على البلدين فقط بل يهدد العالم عن طريق إمكانية القيام ببعض الهجمات وتنظيم عمليات الاختطاف وتجنيد المحاربين”.
وأشار هولاند إلى أن يد الإرهاب طالت مواطنا فرنسيا في الجزائر اليوم على يد مجموعة إرهابية متصلة بتنظيم داعش الإرهابي الذي لا يمس فقط كل من يختلف معه في الفكر بل يمس أيضا المسلمين والأقليات معتبرا أن ذلك يجب أن يدفع المجتمع الدولي للعمل على مواجهة الإرهاب.
ولفت هولاند إلى أن فرنسا استجابت لطلب السلطات العراقية مساعدتها في حربها ضد التنظيم وقدمت للعراق المساعدة العسكرية عبر تزويدها بالأسلحة أولا ومن ثم الدعم الجوي.
وأضاف هولاند “إننا نود أن نضعف هذا التنظيم ونحد من قدراته ونحن نعي أيضا أنه طالما ليس هناك تسوية للأزمة في سورية فإن كل الجهود التي نبذلها قد تقوض ولذلك فإن الرهان الأساسي لا يقتصر على العمل لمكافحة تنظيم داعش ولكن يجب العمل للتوصل إلى حل سياسي”.
وزعم هولاند الذي لطالما دعم الإرهابيين في سورية ولا يزال أن بلاده تدعم ما سماها “المعارضة الديمقراطية السورية” وتعتقد أنها “الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري” ولكنه لم يحدد من هي هذه المعارضة وأين توجد وما هو مدى تأثيرها أو نفوذها داخل سورية.
ورغم أن فرنسا اختارت التحالف بطريقة غير قانونية خارج إطار المنظمة الدولية ضد تنظيم داعش الإرهابي إلا أن هولاند زعم أن بلاده ستعمل من أجل قوة الأمم المتحدة وإعلاء رايتها.
بدورها أعربت رئيسة جمهورية التشيلي ميشال باشيله جيريا عن قلقها من تهجير ملايين السوريين جراء الأعمال الإرهابية التي تقوم بها التنظيمات الإرهابية كتنظيم داعش.
وشددت جيريا على ضرورة أن يجد المجتمع الدولي حلا سياسيا للأزمات في المنطقة ويجري مفاوضات شاملة لتيسير الأعمال التي يقوم بها مجلس الأمن معربة عن استعداد بلادها لزيادة ما تتعهد به من التزامات إنسانية.
من جهته أكد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز أن الأوضاع الخطيرة في سورية والعراق ناتجة عن تفاقم الإرهاب لافتا إلى أنها تشكل مصدر قلق بالغ للمنظومة الدولية.
ودعا عبد العزيز “جميع الأطراف في سورية إلى نبذ العنف والجلوس إلى طاولة الحوار لتجنيب بلدهم المزيد من الدمار”.
في حين أوضح الملك الإسباني فيليب السادس في كلمته أن منطقة الشرق الأوسط تعاني من آفة “الوحشية غير المقبولة والعنف المنبوذ والإجرامي” الذي يهدد كل المجتمعات والحضارة البشرية موءكداً أن اسبانيا ملتزمة في المساهمة بجهود تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط والعالم ككل.
وقال الملك الاسباني إن “الوحشية عندما تنتصر في منطقة من العالم يمكن أن تتفشى ويصبح الجميع ضحيتها وأن النزاعات المسلحة ليست الخطر الوحيد المحيط بالمجتمع الدولي”.
بدوره قال الملك الأردني عبد الله الثاني إن الأوقات الحالية التي يمر بها العالم “تتطلب ممارسة القوة العظمى بشكل كامل ولا سيما في منطقة الشرق الأوسط التي تكبر فيها التحديات”.
وأشار عبد الله الثاني إلى أن الإرهابيين يهاجمون سورية والعراق وغيرهما من البلدان التي انتشر فيها التطرف وهو ما يعكس تهديداً عالمياً كبيراً جداً معتبرا أن أمن كل دولة يعتمد على الأمن في الشرق الأوسط ولذلك يجب الوصول إلى حلول مستدامة للأزمة التي تعاني منها المنطقة.
ودعا الملك الأردني إلى العمل من أجل “التوصل إلى مصالحة وحلول لمشاكل المنطقة وخاصة سورية والعراق ولبنان” لافتا إلى أن الأردن يدعم “المسار السياسي في العراق وسورية من أجل التوصل إلى حل سياسي مبني على إصلاحات تعطي كل الأديان دوراً في إعادة بناء البلاد”.