اللاذقية-سانا
أطلق شباب فريق شدوا الهمة التطوعي في محافظة اللاذقية مشروعهم الإنساني الجديد والذي يحمل عنوان حلم وضيعة حيث يأتي هذا المشروع استكمالا للعمل الإغاثي الذي بدأته المجموعة منذ أكثر من ثلاثة أعوام ويتسم هذا المشروع عن سواه بأنه يتوجه تحديدا إلى أهالي المناطق الريفية في الساحل السوري والذين قدموا الشهداء في الحرب المسعورة ضد الإرهاب.
وفي هذا السياق يتحدث أحمد زملوط المنسق الإعلامي للفريق لنشرة سانا الشبابية “أن هذا المشروع يأتي في اطار مبادرة بسيطة لرد جزء من الجميل لاهالي الريف الساحلي ممن قدموا فلذات اكبادهم قرابين لتراب الوطن” مؤكدا أن هذه البيئة الريفية البسيطة والتي رسخت من خلال تضحياتها النفيسة منظومة من القيم النبيلة تستحق منذ اليوم تسليط الضوء على عطاءاتها الكبيرة والعمل على تنميتها بصورة حثيثة توفر لأبنائها مساحة من الطمأنينة والراحة والثقة بقدراتهم الذاتية.
وأضاف “أن المبادرة التي تأتي تحت شعار خلي حلمك حقيقة تتضمن العديد من الفعاليات والانشطة التي تكفل تحقيق التنمية المجتمعية المرجوة من هذا المشروع انطلاقا من التنمية المادية وخلق فكرة جديدة للمعونة الاغاثية عبر استبدال وسائل الاغاثة المادية الآنية بمشاريع صغيرة ومبادرات دائمة تؤمن دخلا شهريا لكل أسر الشهداء في كل قرية على حدة بالاضافة إلى دعم جرحى الجيش العربي السوري بطبيعة الحال عبر تقديم المساعدات الطبية والعلاجية الممكنة.
واشار زملوط إلى أن المشروع يقدم كذلك مجموعة من الخدمات الاساسية للقرية المستهدفة حيث تتنوع هذه الخدمات بين عمليات الصيانة والاصلاح والتأهيل والتحسين والتنظيف لمختلف المرافق العامة والخاصة موضحا انه تم اختيار قرية مزار القطرية في منطقة الهنادي للانطلاق في المشروع وهي خطوة اولى تتبعها العديد من المبادرات التي ستمتد لتشمل قرى الريف السوري.
ولفت إلى أن انشطة المخيم المقام حاليا تتضمن عددا من الملفات اولها نشر الفكر التطوعي الذي يسلط الضوء على اهمية العمل التطوعي ويتضمن بدوره ورشة عمل لاعداد وتأهيل كادر من أبناء القرية الراغبين بالعمل التطوعي بالإضافة إلى عدد من الأنشطة الحركية والذهنية والثقافية وذلك لخلق جو من التشاركية والتفاعل بين شباب الفريق والأهالي المحليين مشيرا إلى أن الحركة قامت باستقطاب متطوعين من مبادرات ومجموعات أخرى عبر نوع من التشبيك بين عدد من فرق العمل الأهلي التطوعي في المنطقة.
أما الملف الثاني كما لفت زملوط فهو ملف الدعم النفسي ويعمل على استقطاب الأطفال من أبناء الشهداء وأبناء القرية الاخرين من خلال مجموعة من الانشطة الحركية والذهنية والرياضية والانشطة الحرة التي تناسب مختلف الشرائح العمرية وتهدف إلى تنمية قدرات الاطفال وترفيههم بعيدا عن اجواء الحزن والحرب التي فرضتها الازمة الحالية.
وقال “يتضمن المشروع ايضا ملفا يتصل بالتنمية الذهنية والحسية يرمي إلى الخروج عن طريقة التفكير النمطية المعتادة والتركيز على نشاطات العصف الذهني والبرمجة اللغوية العصبية بالإضافة إلى تنمية الأحاسيس والمشاعر وربطها بالفكر باعتبارها الموجه الاساسي لتهذيب السلوك وذلك من خلال تقديم عروض ومحاضرات تدغدغ الوجدان وتحرك الحس الانساني”.
وهناك أيضا حسب زملوط ملف التوعية البيئية ويعنى بنشر الوعي البيئي عبر مجموعة من الانشطة الفنية وانشطة اعادة التدوير والجولات الميدانية في القرية لغرس شتول الاشجار والورود وحملات النظافة ومحاضرات التوعية بأهمية النظافة البيئية والحفاظ على الطبيعة.
ويهتم المشروع كما أكد زملوط بالادب السوري حيث يعمل على الاضاءة على الادباء السوريين المغمورين كما يفسح المجال للطاقات الادبية المتواجدة في القرية للمشاركة بأعمالهم وتقديم الدعم الممكن لهم الى جانب ما يتضمنه هذا الملف من مبادرة نوعية تحمل عنوان لنقرأ وتستهدف اليافعين فوق عمر 16 سنة للتشجيع على القراءة والتوعية بأهميتها كسلاح معرفي وتنظيم اعارة الكتب للراغبين وانشاء نواة لمكتبة ادبية دائمة في القرية وقراءة القصص المختلفة للاطفال دون سن 12 سنة.
وقال.. “نعمل من خلال هذا المشروع على الاهتمام بالمسرح حيث يجري التحضير لعروض مسرحية وموسيقية يومية تقدم على منصة عرض في الهواء الطلق بالاضافة الى ورشة عمل لاعداد ممثلين مسرحيين لليافعين والشباب من ابناء القرية ممن يمتلكون الموهبة والرغبة بالعمل في مجال المسرح”.
واشار زملوط إلى أن الملف السابع هو ملف احياء السينما السورية وفيه يتم عرض افلام سورية ذات بعد وطني في الهواء الطلق بهدف الاضاءة على المنجز السينمائي السوري كمبادرة مهمة في ظل غياب وجود السينما في الارياف السورية بالاضافة الى ورشة عمل للتدريب على التصوير الضوئي للراغبين من ابناء القرية موضحا انه سيتاح للمشاركين من ابناء القرية في ختام المخيم عرض وتقديم ما تم انجازه خلال الايام السابقة في ورشات العمل المختلفة لكامل الملفات السابقة.
واختتم زملوط بالقول “إن انطلاقة المرحلة الاولى من المشروع شهدت تضافر عدة جهود رسمية وغير رسمية قدمت دعما كبيرا على مختلف مستويات العمل انطلاقا من اهالي قريتي القطرية ومزار القطرية الذين قدموا التعاون الأكبر بالاضافة إلى الجهات الرسمية المختلفة متمثلة بقيادة المنطقة الساحلية ومجلس محافظة اللاذقية ومجلس مدينة اللاذقية وفرع حزب البعث العربي الاشتراكي ومنظمة طلائع البعث ومديرية التربية في اللاذقية ومدينة الاسد الرياضية واتحاد شبيبة الثورة والعديد من الافراد أصحاب الحس الوطني والفكر التطوعي الراقي”.
رنا رفعت