ليندا بيطار في احتفالية غنائية لدعم جرحى الجيش العربي السوري

اللاذقية – سانا

بحسه الوطني وتقديراً لتضحيات وبطولات الجيش العربي السوري حضر جمهور كبير من محافظة اللاذقية للاستمتاع بالأجواء الفنية الراقية التي عمت مسرح دار الأسد للثقافة لأكثر من ساعة من مساء ليلة عيد رقاد السيدة العذراء استمع خلالها الحضور لصوت الفنانة ليندا بيطار التي أطربتهم بباقة من أروع أغانيها المنتقاة بعناية لتكون احتفالية( ليندا تغني السلام) التي أطلقتها مجموعة شباب شدوا الهمة التطوعي بالتعاون مع مشروع “درب” في واحدة من أنجح التجارب التشاركية على الصعيدين التنظيمي والفني.

لم استغرب هذا الإقبال الكبير على الحفل فاللاذقية تمتلك جمهوراً ذواقاً لديه ثقافة فنية عالية ويقدر كل ما هو جميل بهذه الكلمات بدأت ليندا بيطار حديثها لنشرة سانا الشبابية مشيرة إلى أنها تحمست بشكل كبير لإحياء الإحتفالية وتكرار التجربة في اللاذقية رغبة منها بتقديم رسالة بإسم كل الموسيقيين والفنانين الملتزمين بوطنهم والذين وقفوا بجانب الحق رافعين شعار السلام والتمسك بالوطن والوقوف خلف الجيش العربي السوري الدرع الأول في مواجهة جميع قوى الإرهاب والظلام.2

وتتابع ليندا أن استمرار إقامة الحفلات الموسيقية وتفعيل دور الموسيقا والفن في هذا الوقت الحساس الذي تمر به سورية يؤكد على توجه السوريين لإعمار البلد بالثقافة والفن اللذين يعدان الأساس الأهم للنهوض بالسوريين وإعادتهم أقوى مما كانوا عليه قبل الأزمة وتشجعت بشكل أكبر لإحياء الحفل عندما علمت أن فريقين شبابيين شاركا في تنظيمه ما يعطي انعكاساً حقيقياً للدور الفاعل الذي يلعبه الشباب في جميع القطاعات ولاسيما الفنية منها لتقديم مادة ثقافية تليق بالجمهور وترتقي به ومعه.

وأدت ليندا أكثر من 12 أغنية منها أغانٍ للسيدة فيروز وأخرى لجوليا بطرس ولاسيما أغنية أحبائي التي افتتحت بها الحفل وقدمتها لدعم المقاومة والجيش العربي السوري كما أدت أغنيات شارات عدد من الأعمال الرمضانية (سنعود بعد قليل) و (بواب الريح ) بمشاركة الفنان حسين عطفة مغن في الفرقة الموسيقية المرافقة للفنانة بيطار الذي أكد أن البرنامج يأتي منوعاً قدر الإمكان لتلبية تعطش الجمهور لسماع أغاني ليندا لاسيما الجديدة منها.

ولفت إلى أن الحفل تضمن وصلة لمقام العجم ومعزوفات منوعة أظهرت خلالها الفرقة مهاراتها التقنية في العزف على آلات متعددة كالكلارينيت والغيتار الخشب والقانون والغيتار البايز إضافة إلى ضبط الإيقاع والمؤثرات الصوتية.

وأوضح أحمد حاتم منسق أعمال شباب “شدوا الهمة” التطوعي أن أهمية هذا الحفل تأتي من توجه القائمين عليه لدعم الجيش العربي السوري بتخصيص كامل ريعه لصالح جرحى الجيش الذين مازالوا يسطرون أروع البطولات في جميع الساحات للقضاء على الارهاب.

ويضيف قام شباب شدوا الهمة التطوعي بتنفيذ عدد كبير من الاحتفاليات مسبقاً لكن هذه المرة الأولى التي يتشارك بها مع فريق شبابي يعمل في نفس الإطار الإنساني والاغاثي الذي نعمل به وكانت تجربة رائعة وفريدة من نوعها لتعميم حالة من التشاركية بين الفرق التطوعية لنقل صورة إيجابية للمجتمع الأهلي تظهر التنسيق العالي بيننا كشباب سوري واعٍ يسعى للدفاع عن وطنه وتقديم جميع الإمكانيات لتحقيق هذه الغاية بعيداً عن الأسماء والتوصيفات فتقديم مادة فنية ملتزمة وعالية المستوى يصب أيضا في إطار عملنا الوطني الذي كرسنا أنفسنا له منذ انطلاقتنا.

بدورها قالت كندة نصار رئيسة مشروع “درب” أن شباب المجموعة يخوضون وللمرة الأولى منذ تأسيسهم تجربة المشاركة في تنظيم احتفالية ضخمة ولاسيما أنها تتزامن مع عيد انتقال السيدة العذراء تلك المناسبة الغالية على قلوب جميع السوريين ولعل اجتماعهم في الحفل من جميع الإنتماءات والشرائح ليغنوا للسلام دليل على تعطشهم لعودة الأمن والأمان الذي عرفت به سورية منذ الأزل.

وتقول يمكن أن نعتبر أننا حققنا ثلاثة أهداف إيجابية سعينا لها كمنظمين للحفل أولها دعوتنا لإرسال رسالة للسلام من الشعب السوري وبتوقيع صوت الرائعة ليندا بيطار وثانيها هدف إنساني يدعم جرحى الجيش العربي السوري ويطوع الفن لتحقيق هذه الغاية أما الغاية الثالثة فكانت وضع حجر الأساس لتعميم التنسيق والتشارك ما بين الفرق التطوعية ولم نصدق التفاعل الكبير الحاصل من الجمهور الذي أتى عدد كبير منه من مختلف المحافظات وتحمل عناء السفر ليسجل حضوره ومشاركته.

كما لفتت نور مرتكوش رئيسة المكتب الإعلامي لمشروع درب إلى سعي المجموعة لتوظيف تجربتها في تنظيم الحفل من أجل بناء علاقات مع جهات أو شركات تجارية وتنفيذ الإجراءات اللازمة لإقامة معارض أو احتفاليات مشابهة يذهب ريعها للجيش العربي السوري والمتضررين.
وأضافت أن وجود ليندا بيطار كإسم سوري كبير كان له وقعه في الإعلان للإحتفالية التي جذبت عدداً كبيراُ من المهتمين كما أنها فرصة للإضاءة على الفن الملتزم وتلبية حاجة الجمهور له الأمر الذي دل عليه نفاد جميع البطاقات ضمن المراكز المخصصة للبيع في جميع أنحاء المحافظة.

أما يزن حلاق عضو فريق شباب شدوا الهمة فقد قدم مع بشار عبدال وأكرم الشيخ سكتشاُ مسرحياُ بداية الحفل تضمن نقداً ذاتياً للعمل التطوعي الذي تقوم به المجموعة والإشارة إلى الأخطاء التي يمكن أن يقع بها المتطوعون في عملهم على اعتبار أنه مفهوم جديد دخل إلى المجتمع السوري ويجب تعميمه بالشكل الصحيح في محاولة للتوضيح بأن العمل التطوعي هو عمل إنساني خالص بعيد عن طلب الشهرة أو المنفعة وهذه هي الثقافة الصحيحة التي يجب أن تعمم في المجتمع.3

وكان للحضور رأي إيجابي ببرنامج الحفل ولاسيما أنه يتوجه لدعم الجيش العربي السوري الذي يمتلك مكانة متميزة في قلوب جميع السوريين حيث أكدت كفا كنعان مسؤولة الإعلام في مجموعة سيدات سورية الخير أن إقامة هذه الإحتفالية في مثل هذه الظروف التي يحتاج الشعب السوري خلالها لكل الحب والتضامن والتلاحم مع بعضه البعض تعتبر خطوة في طريق لملمة الجراح ولاسيما أن الفرق التطوعية الشابة هي من أشرف على إخراجه بهذا الشكل الناجح ما يدل على وعي الشباب لأهمية استثمار الفنون المختلفة لمرحلة الدعم والبناء التي تحتاجها سورية.

وهذا ما أكد عليه الفنان بشار اسماعيل الذي أثنى على الصوت الملائكي للفنانة ليندا واختيارها الموفق للأغاني المقدمة للجمهور مشيراً إلى أن الحرب الكونية التي تتعرض لها سورية سيكون لها عميق الأثر باستنهاض إبداعات فنية سورية ولاسيما في الموسيقا والدراما فالشباب السوري أثبت وعيه الشديد في هذه الأزمة وأنه على قدر المسؤولية في مختلف المجالات الفنية والإنسانية.

ياسمين كروم