الموسيقي الشاب خالد النجار..تجربة لافتة انتقلت من الارتجال إلى الدراسة الأكاديمية

حمص-سانا

بدأت قصة الشاب الموهوب “خالد النجار” مع الموسيقا عبر ارتجاله للإيقاع دون تعلم أو تدريب مسبق فإذ به يذهل الحاضرين من حوله بعزف انفرادي لافت وهو ابن سنوات قليلة من العمر ما لبثت أن امتدت لتجعل منه موسيقيا بارعا يصقل الموهبة بالدراسة ويحفز قدراته الذاتية عبر تدريب متواصل ليصبح واحدا من نجوم الفرق الموسيقية في حمص بعد ان انتقل بين مختلف آلات التختين الشرقي والغربي.

وعن بداياته الفنية تحدث الشاب النجار لنشرة سانا الشبابية موضحا انه اهتم منذ صغره بالإيقاع والذي مثل بالنسبة له بوابة عريضة للولوج إلى عالم الموسيقا واكتشاف ميوله الفنية التي ما لبثت أن تحولت إلى ميل جارف تمت تنميته بفعل اهتمام الأهل وتشجيعهم الأمر الذي نتج عنه تفوق لافت في هذا المجال استحق به وسام الرائد الطليعي الأول على القطر في العزف على الطبلة رغم انه لم يكن حتى ذلك الوقت قد قام بدراسة الموسيقا أكاديميا.

وتابع.. كانت محاولاتي الأولى مجرد ترجمة لهواية حاولت خلالها استخراج الأصوات الإيقاعية بالصورة الصحيحة مع تعلم وإتقان بعض الإيقاعات الشرقية والتعرف على الإيقاعات الشعبية الأكثر شيوعا وتطبيقها ضمن أنماط و مناسبات مختلفة فكان ما أقوم به محط إعجاب الآخرين كوني أعزف بالفطرة دون سابق تدريب أو تعلم فكانوا يصفقون لي بحرارة حفزتني أكثر فأكثر.

تدريجيا صار لابد لهذه الهواية من أن تصقل على نحو أكاديمي سليم بالنسبة للشاب الذي اختار الالتحاق بكلية الموسيقا ليدرس علومها وفنونها ناهضا بشغفه الموسيقي إلى أرقى مستوياته حيث أشار إلى ان الموسيقي المحترف لا يصل إلى درجة التميز المطلق دون أن يجمع بين الموهبة والدراسة في ان معا.

وأضاف النجار ان الدراسة الأكاديمية تعمل على بناء شخصية الطالب وصقلها من خلال مجموعة العلوم المنهجية التي يتلقاها ليرفدها لاحقا بمجموعة من الأنشطة والبرامج التي تساعد على تكوين عادات ومهارات وقيم وأساليب تفكير مهمة تدعم مسيرته الإبداعية وتوجهها إلى المسار الصحيح.

وقال الفنان الشاب .. عملت في الوقت نفسه على إذكاء جذوة الموهبة لدي وتعزيزها من خلال اتباع العديد من الدورات التدريبية على مختلف الآلات الشرقية والغربية لإدرك الإيقاع الخاص بكل منها حتى وصلت إلى درجة احترافية عالية جعلت من حولي يصفقون طويلا في كل مرة لاجتهد فيما أفعله أكثر فأكثر إيمانا مني بأن الموسيقا هي في الجوهر قصة حياة يعيشها الإنسان ويلامس من خلالها كل مواطن الجمال من حوله بما فيها علاقته مع الآخر بطريقة روحانية خالصة فهي لغة تترجم طاقاتنا المختزنة إلى أحاسيس ومشاعر وتحررنا من الوحدة والانعزال كما تشرع الآفاق أمامنا.

ولفت إلى ان عشق الموسيقا قابع في أعماق كل انسان لأن هذا الفن من الناحية الفلسفية هو روح الحياة فالموهبة موجودة بالضرورة داخل كل فرد لكنها تحتاج دوما لظروف وإدراك واسع لإظهارها وتطويرها مؤكدا على دور الفن في التطور المعرفي لدى الشباب لما توفره صنوفه المتنوعة من مهارات تنمي القدرات الاجتماعية والعاطفية والإبداعية.

وتابع النجار ان الأثر الإيجابي العميق بفن الموسيقا لا يتوقف عند هذه الحدود بل يتجاوزها إلى تطوير الشخصية وتنمية الثقة بالنفس وتعزيز السمات الفردية انطلاقا من قدرة هذا الفن على التعبير عن الذات وهو ما يتطلب دعم الشباب الموسيقي وتأمين كل ما يلزم لهم للتطور والارتقاء عبر الدراسة والتدريب والمشاركة المتواصلة في الفعاليات الفنية.

يذكر ان النجار هو طالب في السنة الرابعة في كلية التربية الموسيقية في جامعة البعث وقد انضم سابقا إلى عدد من الفرق الموسيقية في المدينة ويعمل حاليا في فرقة “خماسي حمص للجاز”.

لمى الخليل