حمص-سانا
توصلت دراسة أمريكية حديثة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الأكزيما الجلدية أكثر عرضة للإصابة بترقق العظام.
ويشير الدكتور جوناثان سيلفربيرغ من قسم الأمراض الجلدية والطب الوقائي والعلوم الاجتماعية الطبية في جامعة نورث وسترن في شيكاغو وأحد القائمين على الدراسة إلى وجود أسباب عدة تجعل الناس الذين يعانون من الأكزيما عرضة لهشاشة العظام أبرزها أن الالتهاب المزمن المرتبط بالأكزيما قد يؤثر بشكل مباشر على كثافة المعادن في العظام.
ويضيف أن المصابين بالاكزيما يميلون أيضا للخمول وعدم ممارسة الرياضة لأن الأخيرة تزيد التعرق الذي يهيج الاكزيما ما يعتبر سببا آخر لزيادة احتمال الإصابة بالهشاشة باعتبار أن من أهم أسباب الوقاية منها ممارسة الرياضة باستمرار للحفاظ على وزن المناسب إضافة إلى أن أدوية الاكزيما تخفض كثافة المعادن في العظام.
وهشاشة العظام حسب اختصاصي أمراض العظام والمفاصل وجراحتها الدكتور ميسر شعبان تعني تدهور النسيج العظمي وانخفاض كثافة العظام ما يجعلها أكثر قابلية للكسر وفي الحالات الخطيرة قد تتعرض للكسر نتيجة انشطة بسيطة كالعطاس والتصادم مع الأثاث.
ويوضح شعبان أنه ومنذ الولادة يهدم العظم ويبنى من جديد باستمرار وفي المرحلة العمرية التي تتراوح بين 30 و 40 عاما يستقر ثم تبدأ الخلية العظمية بالانهدام دون أن يبنى غيرها ما يسبب هشاشة العظام.
ويذكر الدكتور شعبان أن ترقق العظام أكثر شيوعا بين النساء ولاسيما اللواتي يتجاوزن سن الأربعين أي بعد انقطاع الطمث لأن هرمون الاستروجين يسهم في الحفاظ على كثافة العظام مؤكدا ضرورة أن تلتزم السيدات بنظام غذائي وصحي منذ الطفولة وممارسة الرياضة وتجنب التدخين والكحول.
ويبين الدكتور شعبان أن الاهتمام بالغذاء ونوعيته أفضل بكثير من استخدام بعض المركبات الكيميائية والدوائية للوقاية من ترقق العظام كونها غالبا ما تؤهب لسرطان الثدي لافتا إلى أهمية تعويض الهرمون الإنثوي بعد انقطاع الطمث من الغذاء الطبيعي وعلى رأسه فول الصويا ومنقوع اليانسون والقريص بجذوره وممارسة الرياضة والتعرض لأشعة الشمس لتشكيل فيتامين د حيث أن عملية اجهاد العظم تكسبه قوة اكبر.
وينفي الاختصاصي وجود علاقة للكالسيوم بشرب كميات كبيرة من الحليب ومشتقاته كما تروج له كبرى شركات تصنيع وانتاج الحليب بالعالم فمن المعروف أن الإنسان الكائن الوحيد الذي يشرب الحليب بعد فطامه مؤكدا أن ملعقتين من السمسم تعادل كأس حليب كما أن جميع الخضراوات تحتوي على الكالسيوم أضعاف ما يحتويه الحليب.
ويشير الدكتور شعبان إلى أن بعض الادوية تؤدي إلى فقدان كبير في الكثافة العظمية كما في مرض نقصان الشهية العصبي والتهاب المفاصل والكلى والكبد وامراض الغدة الدرقية كما تظهر لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب الحاد مستويات مرتفعة جدا من فقد الكتلة العظمية.
ويشخص ترقق العظام وفقا للاختصاصي عبر قياس كثافة المعادن في العظام أي كمية الكالسيوم والمعادن الأخرى وافضل وسيلة لتقييم مخاطر الكسور هي حساب كثافة المعادن عند العمود الفقري والورك بواسطة عيار خفيف من اشعة اكس لمعرفة درجة امتصاص هذه الأشعة ونفاذها في العظم.
تمام الحسن