دمشق-سانا
قضايا عدة تهدد بعزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدأت تتفاعل أكثر فأكثر وتأخذ أبعادا غير مسبوقة لتشكل اسوأ فضيحة سياسية تهز أركان البيت الأبيض منذ فضيحة “ووترغيت” في سبعينيات القرن الماضي وتعلن بداية أيام عصيبة سيمر بها ترامب خلال الفترة المقبلة مع تخبطه في مواجهة الاتهامات بالخيانة من جهة وتحركات الكونغرس السريعة لعزله من منصبه.
ترامب لم يوفر منذ وصوله إلى البيت الأبيض عام 2017 أي فرصة لاستغلال منصبه تحقيقا لمصالحه الشخصية مرتكبا الانتهاك تلو الآخر وضاربا بالأعراف والقوانين الأمريكية والدولية عرض الحائط ولعل فضيحته الأخيرة المتعلقة بالتماس مساعدة أجنبية من أجل التدخل في الانتخابات الأمريكية لصالحه وتشويه سمعة منافسه الديمقراطي جو بايدن كانت بمثابة القشة التي أوقعته في شر أعماله ومنحت الديمقراطيين في مجلس النواب الجرأة على البدء رسميا بإجراءات مساءلة ترامب على أمل عزله في آخر المطاف.
شبح العزل الذي واجهه ترامب منذ شهور بسبب سياساته المتهورة والأزمات الدبلوماسية المتكررة التي أقحم الولايات المتحدة بها حتى مع أقرب الحلفاء لواشنطن بدأ يهدده على نحو جدي هذه المرة والسبب هو اتصال هاتفي سري أجراه مع نظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي وهدد فيه بوقف المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا ما لم تساعد الأخير بتشويه سمعة بايدن لكن مسؤولا في الاستخبارات الأمريكية اعترض الاتصال وتقدم بشكوى رسمية ضد الرئيس الأمريكي ليبدأ اسوأ كابوس يمكن أن يعيشه ترامب بعد أن أعلنت رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي فتح تحقيق رسمي قائلة إن “الرئيس الأمريكي نكث بقسم اليمين بسعيه للحصول على مساعدة دولة أجنبية وإن تصرفاته كشفت عن الحقائق المشينة لخيانته”.
وسرعان ما بدأت حقائق الفضيحة الجديدة تتكشف ما اضطر ترامب إلى الاعتراف بأنه اتصل مع زيلينسكي محاولا اللف والدوران حول مقاصد الحديث الهاتفي الذي جرى بينهما عبر إطلاقه سلسلة من التصريحات المتناقضة التي تراوحت بين إنكاره إيقاف المساعدات العسكرية لأوكرانيا واستمرارها من جهة أخرى وبين إقراره بالحديث عن بايدن ونجله ومحاولة تبرير ذلك بعمليات فساد تجري في أوكرانيا.
تخبط ترامب أمام الأزمة الداخلية التي تواجهه بدا واضحا في مقر الأمم المتحدة بنيويورك حيث حاول خلال حضوره فعاليات الدورة الـ74 للجمعية العامة تشتيت الانتباه وصرف الأنظار عن الانقسامات والمشكلات التي تعاني منها الإدارة الأمريكية فيما بدأ الديمقراطيون في الكونغرس بتحركات واسعة لبدء إجراءات المساءلة والعزل بطريقة لم تدع أمام البيت الأبيض مجالا كبيرا للمراوغة والتستر على انتهاكات ترامب كما جرت العادة في فضائح أخرى سابقة تورط بها.
وأمام الضغوط التي يمارسها البيت الأبيض في محاولة لاحتواء فضيحة الاتصال الهاتفي مع الرئيس الأوكراني هدد مدير الاستخبارات الأمريكية بالوكالة جوزيف ماغوير بالاستقالة من منصبه بسبب “حملة الضغط الكبيرة التي يتعرض لها من قبل مسؤولين فى البيت الأبيض لعدم تقديم كل المعلومات خلال شهادته بشأن المكالمة التي أجراها ترامب مع نظيره زيلينسكي”.
ترامب الذي أصبح أخيرا في مرمى الكونغرس بدأ بمهاجمة الديمقراطيين متهما إياهم بمحاولة تقسيم الولايات المتحدة فيما تتالت هجمات المسؤولين الأمريكيين السابقين والحاليين وتصريحاتهم المطالبة بعزله حيث أعلنت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون دعمها لإجراءات عزل ترامب معتبرة أن الأمر يمثل حالة طارئة وأن سلوك الرئيس الأمريكي الأخير تجاه أوكرانيا ومحاولاته ابتزاز زيلينسكي مقابل تقويض سمعة بايدن يمثل جريمة خالصة.
كلينتون ذهبت أبعد من ذلك بوصفها ترامب بأنه “إعصار بشري أرعن وفاسد لا يهتم إلا بنفسه” مشددة على ضرورة البدء بإجراءات عزله في سبيل مصلحة الأمن الأمريكي.
من جهته طالب نائب الرئيس الأمريكي السابق بايدن في وقت سابق بالتحقيق في الاتصال الهاتفي بين ترامب وزيلينسكي مؤكدا أن ما قام به الرئيس الأمريكي استغلال للسلطة بطريقة فجة وتصرف مشين.
وعلى الرغم من أن الطريق نحو مساءلة الرئيس الأمريكي وعزله قد تبدو طويلة نوعا ما وشائكة إلا أن التحرك بهذا الاتجاه أصبح واضحا وسط ترجيحات بان يلاقي ترامب مصير الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون الذي أجبر على الاستقالة من منصبه عام 1974 قبل إمكانية مساءلته بسبب “فضيحة ووترغيت” ويبدو أن التاريخ يعيد نفسه بعد أن أصبح ترامب “بطل فضيحة أوكرانيا”.
باسمة كنون
تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: