دمشق-سانا
انطلقت اليوم فعاليات الملتقى الوطني الأول لواقع الطفولة المبكرة في سورية بعنوان “واقع وتداعيات” والذي تقيمه وزارة التربية والمركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق.
ويناقش الملتقى على مدار يومين واقع الطفولة المبكرة في سورية قبل وأثناء الأزمة ووضع رؤية وطنية ومستقبلية لحماية مستقبل الطفل السوري ورسم سياسات مشتركة لتحصين الطفولة وضمان حمايتها من المخاطر.
وأوضح وزير التربية الدكتور هزوان الوز في كلمة له خلال الافتتاح “أن الطفولة صارت ضحية ثقافة مشوهة سلبتها معناها ودفعت بها إلى أتون العتمة فكرا ووعيا وسلوكا” مؤكداً أن المستهدف الأول في سورية من هذا الإرهاب هو إرداة الإنسان وتدميرها.
وبين الوزير الوز أن أطفال سورية وجهوا رسالة واضحة للعالم تقول إنهم لا يخشون الإرهاب الذي طالهم في مدارسهم وأنهم سيواصلون حياتهم الطبيعية.
وأكد وزير التربية أن الوزارة ستكون الحاضنة لأحلام الطفولة وآمالها داعيا إلى تعزيز الوعي بأهمية الطفولة وضرورة استعادة قيمها المهدورة بما يليق بهذا الوطن.
بدورها رأت وزيرة الشؤون الاجتماعية الدكتور كندة الشماط أن شريحتي النساء والأطفال تعتبران من أهم الشرائح التي يجب إيلاء الاهتمام بها لاسيما أنهما أول من تطالهما الآثار الناجمة عن الأزمة مشيرة إلى أن عامي 2014 و2015 هما لحماية النساء والأطفال في سورية وملف الحماية أصبح منجزا تقريبا وسيتم إطلاقه في اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة.
ولفتت الوزيرة الشماط إلى أن لدى الوزارة العديد من المشاريع والبرامج والأهداف المتقاطعة مع وزارة التربية والكثير من الوزارات الأخرى حيث يأتي دور وزارة الشؤون من خلال عملية الرعاية ومن ثم الدمج وإعادة التمثيل في مراحل لاحقة.
من جهتها أشارت مديرة المركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة كفاح الحداد إلى أن الملتقى سيعمل على توحيد جهود جميع الجهات لدعم الطفولة والنهوض بواقع الطفولة المبكرة.
وأوضحت الحداد أن الملتقى سيرصد البيانات والمعطيات المتعلقة بواقع الطفولة المبكرة في سورية وتوثيقها من خلال تقديم أوراق عمل من قبل الجهات المشاركة وتوضح المشاريع التي قامت بها في مجال الطفولة المبكرة قبل الأزمة وأثنائها والمشاريع التي تخطط لها ومناقشتها وصولاً إلى توصيات ومقترحات تسهم في وضع سياسات وبرامج للارتقاء بواقع الطفولة المبكرة .
ويشارك في الملتقى ممثلون عن وزارات التربية -الثقافة- الشؤون الاجتماعية -الإعلام -الصحة -الأوقاف -التعليم العالي ومحافظة دمشق ومنظمتي طلائع البعث والاتحاد النسائي بالإضافة إلى ممثلين عن منظمة الهلال الأحمر العربي السوري ومنظمتي الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو وللطفولة اليونيسيف وشبكة الآغا خان.
كما يشارك في الملتقى ممثلون عن الأمانة السورية للتنمية وهيئة التخطيط والتعاون الدولي والهيئة السورية لشؤون الأسرة ومنظمة آمال للمعوقين.
وتابع الملتقى جلساته ظهر اليوم بمناقشة واقع الطفولة المبكرة في سورية قبل وأثناء الأزمة ورسم السياسات المشتركة لتحصين الطفولة وضمان حمايتها من المخاطر.
وقدمت مديرة ثقافة الطفل بوزارة الثقافة ملكة ياسين ورقة عمل أشارت فيها إلى المشاريع المجتمعية التي ينفذها فريق الدعم النفسي في الوزارة لإعادة الأطفال إلى حياتهم الطبيعية ودعمهم ماديا ومعنويا موضحة أن مشروع الدعم النفسي للأطفال واليافعين في الوزارة يشمل أربع محافظات “اللاذقية وطرطوس وحمص ودمشق” ويتضمن لقاء فرق الدعم النفسي والاجتماعي وزيادة ورشات العمل ونشاط الأطفال والتعرف على أحوالهم النفسية خلال تعاملهم مع المجتمع المصغر.
بدوره أوضح مدير برنامج التنمية للطفولة المبكرة بمؤسسة آغا خان يامن مصطفى أن المؤسسة عملت على تأهيل مجموعة من الموجهين والمشرفين التربويين والعاملين مع الأطفال ليقوموا بدورهم بتدريب الأهل ومعلمي الرياض والمتطوعين من المجتمعات المحلية للعمل مع الأطفال من خلال الأندية الصيفية لافتا إلى اعتماد البرنامج في هذه المرحلة على الدعم النفسي للطفل بالتعاون مع وزارة التربية والاتحاد العام النسائي والاونروا وقرى الأطفال والجمعيات الأهلية.
من جهته لفت المثنى خضور مدير التوجيه بوزارة التربية إلى الجهود التي قامت بها وزارة التربية وتخطي الصعوبات الناجمة عن الأزمة التي تمر بها سورية مبينا أن الوزارة ومديرياتها في المحافظات وأطرها الإدارية والتربوية في المدارس تعمل على تخفيف آثار الأزمة من خلال تنظيم أنشطة متنوعة رياضية فنية موسيقية مبينا أنه تم تشكيل فريق مركزي في الوزارة بالتعاون مع اليونيسيف حول مشروع بناء القدرات في مجال الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي بهدف تعزيز خدمات الصحة العقلية والنفسية في سورية فضلا عن التعاون القائم مع العديد من الجهات والمنظمات المعنية في هذا المجال .