البروكار في طرطوس.. خطوة لإنتاج تتوفر كل مقوماته

طرطوس-سانا

من الحرير الطبيعي تصنع خيوطه ويوصف بأنه فن قائم بذاته يعتمد على الرسم والتناظر ويحتاج لاتقانه موهبة وقدرة عالية على التركيز أنه البروكار الدمشقي الذي دخلت صناعته حديثا إلى محافظة طرطوس التي يتوفر فيها كل مقومات صناعته.

مجموعة من السيدات في طرطوس اخترن تعلم صناعة البروكار والعمل بها حيث وجدت نغم حسن خريجة قسم الهندسة الزراعية أن إنتاج الأزياء باستخدام خيوط الحرير يضفي جمالية ورونقا خاصا عليها وهو ما دفعها لتعلم صناعة البروكار لدعم مشروعها المستقبلي وهو قسمان زراعي وصناعي يعتمد على زراعة شجرة التوت وتربية دودة القز لتنتج خيوط الحرير المادة الأساسية لصناعة البروكار.

والبروكار اسم مركب من البرو أي الحرير والكار أي المهنة ويصنع منه الألبسة والفساتين وأغطية الطاولات وهو مطلوب بكثرة من زوار سورية.

بدورها قالت إيمان سليمان خريجة معهد الفنون النسوية إنها تعرفت على هيكلية آلة النول في دورة تدريبية وبدأت بتجهيزها لإنتاج الألبسة من مادة الحرير الطبيعي الأمر الذي يوفر لها فرصة عمل في مهنة تستمتع بأدائها.

وكان إنتاج البروكار يتم عبر أنوال خشبية يدوية قبل تاسيس أول معمل في دمشق عام 1890 نقل صناعة البروكار من شكلها اليدوي إلى الشكل الآلي من خلال تحويل الأنوال الخشبية اليدوية إلى الأنوال الآلية.

وتمتلك ميادة علوش قدرة على صناعة الخيزران باشكال مختلفة إلا أنها بدأت تعمل بصناعة البروكار داعية السيدات إلى تعلمها لما فيها من متعة وفائدة على المستويين الشخصي والمادي.

ورأت شيرين دغمة الموظفة في إحدى المؤسسات الحكومية أن حبها لتعلم مختلف الأعمال اليدوية وخصوصا التراثية دفعها لمعرفة كيفية إنتاج البروكار مشيرة إلى تعرفها في دورة تدريبية على الرسومات والعمليات الحسابية والتقنيات الفنية والعملية التي تسبق صناعة البروكار.

الحرفي أحمد شكاكي الذي يعمل في حرفة البروكار الدمشقي منذ أكثر من 45 عاما تجاوب مع الدعوة الموجهة إليه لتعليم هذه الصناعة العريقة لعدد من أهالي طرطوس خلال معرض أقيم على الكورنيش البحري بالمحافظة خلال العام الحالي.

ولفت شكاكي إلى أن مهنة البروكار تحتاج لوقت طويل ودقة وانتباه من قبل المتدربين داعيا لإقامة منشأة في طرطوس وتجهيزها لتعليم وصناعة البروكار الدمشقي والتوسع في زراعة شجرة التوت لتربية دودة القز مروراً بإنتاج خيوط الحرير الطبيعي.

المهندسة سحر الموعي مديرة فرع هيئة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة بطرطوس أوضحت أنه تمت اقامة دورة تدريبية لتعليم صناعة البروكار في المحافظة في ظل توفر المادة الأولية لهذه الحرفة.

وتعود هذه الحرفة إلى خمسة آلاف عام ودلت الوثائق المكتشفة في مملكة إيبلا التي تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد إلى أن صناعة النسيج كانت ركناً أساسياً في ازدهارها كما أشارت الكتابات في الوثائق الهيروغليفية إلى أن الحرفيين السوريين هم سادة صناعة النسيج منذ الألف الرابع قبل الميلاد وأن المنسوجات السورية قد انتشرت في أكثر مناطق العالم منذ فجر التاريخ.

فاطمة حسين

 

تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

انظر ايضاً

المدرسة الدمشقية في إنتاج الحرير.. عراقة وإبداع

دمشق-سانا نسيج الحرير الدمشقي أو ما يسمى “البروكار” إرث سوري ضارب في القدم تمتد جذوره …