مزارعو غزة: استهداف الاحتلال أراضينا بمواد سامة لن ينال من صمودنا

القدس المحتلة-سانا

كان ينتظر نضوج محصوله الزراعي من الخضار بفارغ الصبر ليوفر قوت أطفاله لكن الاحتلال الإسرائيلي أحرق محصوله من خلال رشه بمواد كيميائية من الجو فتكبد بذلك خسائر فادحة تضاف إلى خسائره السابقة من خلال تجريف الاحتلال أرضه التي كانت مزروعة بالحمضيات قبل سنوات.. هذه هي حال المزارع الفلسطيني صابر البسيوني الذي تقع أرضه شرق مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة وحاله لا تختلف عن حال آلاف المزارعين في القطاع.

ويقول البسيوني لمراسل سانا إن زراعة الأرض شرق القطاع باتت صعبة للغاية والاحتلال يتعمد بشكل مستمر رش المزروعات بمواد سامة محرمة دولياً مدعيا أنها مبيدات زراعية وهذا يتسبب بموتها وتسمم التربة لتصبح غير صالحة للزراعة إضافة إلى إطلاقه النار على كل من يحاول الاقتراب من أرضه.

المزارع عارف أبو جراد الذي تقع أرضه في بيت لاهيا شمال القطاع له حكاية ممزوجة بالألم والمعاناة فقد تسببت عمليات الرش من قبل طائرات الاحتلال لمزرعته في خسائر فادحة وخاصة أن عملية الرش تزامنت مع نضوج المحصول لافتاً الى أن الاحتلال يحاول بأساليب متعددة منع الفلسطينيين من زراعة أرضهم لكن على الرغم من ذلك يستمر المزارعون بزراعة أرضهم تأكيدا على تمسكهم بها.

مدير المركز العربي للتطوير الزراعي محسن أبو رمضان أوضح أن الاحتلال استهدف 25 ألف دونم من الأراضي الزراعية شرق القطاع بعمليات الرش بمواد سامة محرمة دوليا باستخدام الطائرات وهذه المساحة تشكل 17 بالمئة من مجمل مساحة الأراضي الزراعية في قطاع غزة ما تسبب بفقدان 20 ألف مزارع في القطاع عملهم ونقص حاد في المحاصيل الزراعية فضلا عن تدمير البيئة والتربة.

وقدم تقرير وكالة الأبحاث البريطانية فورنسيك أركيتكتشر الصادر مؤخرا تحليلا لعمليات الرش الجوي للمبيدات الزراعية التي قامت بها سلطات الاحتلال في القطاع من العام 2014 حتى 2018 معتمدة بشكل كبير على أبحاث ميدانية قامت بها مؤسسات حقوق الإنسان مسلك وعدالة ومركز الميزان لحقوق الإنسان في غزة أقرت فيها سلطات الاحتلال بأنها قامت بثلاثين عملية رش لمواد كيميائية من الجو خلال خمس سنوات بالقرب من أطراف القطاع.

بينما وثقت مؤسسات حقوقية فلسطينية في تقرير صدر في آذار الماضي استهداف طيران الاحتلال المشاركين في مسيرات العودة والأراضي والمزارع الفلسطينية شرق القطاع بسائل كيميائي يلتصق بالجسم لفترة طويلة ويسبب أعراضا خطيرة لا يزال المئات يعانون من آثارها مبينة أن هذا السائل يحوي مواد سامة من بينها مادة “غليفوسات” التي صنفتها منظمة الصحة العالمية ضمن المبيدات المسببة للسرطان.

محمد أبو شباب