القدس المحتلة-سانا
وسط صمت دولي مطبق تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي جرائمها بحق الشعب الفلسطيني ضمن إطار تنفيذ مخططاتها الاستيطانية الرامية إلى تهجير الفلسطينيين وخاصة في مدينة القدس المحتلة بهدف تهويدها حيث هدمت اليوم عشرات المنازل السكنية في حي وادي الحمص ببلدة صور باهر جنوب شرق مدينة القدس المحتلة.
حي سكني كامل هدمته جرافات الاحتلال حيث لا تسمع في المكان إلا صرخات الأطفال والنساء جراء جريمة الاحتلال بحقهم بهدم 100 شقة سكنية كانت بالأمس تؤويهم واليوم حولها كيان الاحتلال إلى ركام وفق وصف رئيس لجنة أهالي حي وادي الحمص حمادة حمادة الذي أكد أن ما حدث هو نكبة جديدة للفلسطينيين.
وقال حمادة لمراسل سانا إن المئات من قوات الاحتلال ترافقهم جرافات كبيرة اقتحموا الحي منذ ساعات الصباح الأولى وأغلقوا مداخله ومخارجه ومنعوا الصحفيين من الوصول إليه وأجبروا الفلسطينيين على إخلاء منازلهم بالقوة دون أن يتمكنوا من إخراج أي شيء من احتياجاتهم الشخصية.
وأوضح حمادة أن قوات الاحتلال احتجزت أصحاب المنازل أمام منازلهم كي يشاهدوا عملية الهدم وسط إطلاق وابل من قنابل الصوت الحارقة والغاز السام والرصاص المطاطي ما أدى إلى إصابة العشرات بجروح وحالات اختناق مشدداً على أن ذلك جريمة حرب يجب أن تلاحق عليها سلطات الاحتلال.
الرئاسة الفلسطينية أكدت أن عمليات الهدم التي تنفذها قوات الاحتلال في حي وادي الحمص عدوان موصوف بحق الشعب الفلسطيني داعية المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقفها.
بدورها طالبت الخارجية الفلسطينية محكمة الجنايات الدولية بتحمل مسؤولياتها إزاء هذه الجريمة وفتح تحقيق رسمي في جرائم الاحتلال ومحاسبة المسؤولين عنها.
منظمة التحرير الفلسطينية أكدت من جهتها أن هدم سلطات الاحتلال منازل الفلسطينيين في حي وادي الحمص هو جريمة تطهير وتهجير قسري لمئات الفلسطينيين في القدس المحتلة لتوسيع عمليات الاستيطان وجدار الفصل العنصري.
عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي أشارت إلى أن هذه الجريمة هي الثمن الباهظ الذي يدفعه الشعب الفلسطيني جراء صمت المجتمع الدولي المتواصل عن جرائم الاحتلال اليومية كما أنها نتيجة مباشرة للانحياز الأمريكي غير المسبوق للاحتلال في خرق القوانين والأخلاق والقيم الإنسانية الراسخة في المنظومة الدولية.
من جانبه قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف إن أعمال الهدم هذه تشكل جريمة حرب ولا سيما أنها الأكبر منذ عام 1967 وتطول بداية أكثر من 100 شقة وبعد إتمام ذلك ستعمل سلطات الاحتلال على تنفيذ عملية هدم أخرى في المنطقة ستشمل نحو 225 شقة أخرى مبيناً أن هذه الجرائم تهدف إلى فصل القدس المحتلة عن بيت لحم وقطع تواصلها مع الضفة الغربية.
الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي وصف ما يحدث في حي وادي الحمص بأنه أوسع “عملية تطهير عرقي” تستهدف القدس المحتلة مشيراً إلى أن عملية الهدم تأتي ضمن مخطط “صفقة القرن” التي تهدف إلى تهويد مدينة القدس بالكامل في حين وصف مدير مركز القدس الدولي حسن خاطر عملية الهدم بأنها أكبر جريمة جماعية تتعرض لها مدينة القدس منذ احتلالها.
معاناة الفلسطينيين في حي وادي الحمص تفاقمت عام 2005 عندما بدأت سلطات الاحتلال بإقامة جدار الفصل العنصري على أراضيهم مقسمة الحي الذي تبلغ مساحته ستة آلاف دونم إلى شطرين وصعد الاحتلال من اعتداءاته عبر اقتحامات قواته اليومية للحي ومحاولتها ترهيب الفلسطينيين وصولاً إلى هدم منازلهم بقصد تهجيرهم وفصل الحي عن مدينة القدس المحتلة.
الفلسطينيون يؤكدون على الدوام أنه مهما بلغت جرائم كيان الاحتلال بحقهم وبحق أرضهم فإنهم لن يحيدوا عن مقاومته بكل السبل المتاحة وتمسكهم بأرضهم وحقوقهم المشروعة وفي مقدمتها حق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: