الشريط الإخباري

الفن التشكيلي بالحسكة… مسيرة إبداع جاوزت نصف قرن

الحسكة-سانا

على مدى أكثر من نصف قرن من الزمن رسخت حركة الفن التشكيلي في محافظة الحسكة جذورها الفنية والجمالية في تربة الإبداع وخاضت مراحل تطورها المختلفة لتثمر أسماء فنية مبدعة نقلت هوية المحافظة الفنية من المحلية إلى العالم.

وتدرجت حركة الفن التشكيلي بالحسكة من التجربة العفوية الفردية في بداياتها إلى الدراسة المنهجية الأكاديمية والعلمية لتتألق خلال الفترة ما بين سبعينيات وتسعينيات القرن الماضي رافدة حركة الإبداع الفني بعشرات الأسماء المميزة التي خلدت بصمتها الواضحة ورسومات فنانيها في ذاكرة جمهور الفن إلا أن وهج الحركة بدأ يخبو خلال سنوات الحرب الإرهابية نتيجة ظروف عدة ليعاود خلال السنوات الأخيرة التوهج بعد ترسيخ واقع الأمن والأمان بفضل بطولات جيشنا الباسل آذنا بنهوض وعودة الحراك إلى سابق عهده.

الباحث والأديب أحمد الحسين يوضح لمراسل سانا أن حركة الفن التشكيلي في المحافظة مرت بثلاثة أطوار الأول هو طور البدايات والتأسيس من أواخر الخمسينيات وحتى مطلع السبعينيات من القرن الماضي والطور الثاني طور النضج والازدهار في الفترة من السبعينيات وحتى أواخر التسعينيات ومن ثم طور السكون والانكماش منذ العام 2000 وحتى تاريخه نتيجة هجرة الكثير من الفنانين باتجاه المحافظات الداخلية وإلى خارج البلاد وأثر الأزمة ورحيل أسماء بارزة من مؤسسي الحراك الفني.

ويضيف الحسين: “تم توثيق ما يقارب 160 اسما مميزا في عالم الفن التشكيلي في المحافظة ممن لهم أثر واضح وبصمة جلية في تطور حركة الفن” مشيرا إلى تنوع مدارس الفن التشكيلي التي نهل منها الفنانون من التجريبية والتجريدية والكلاسيكية والرمزية والسريالية والانطباعية والواقعية إضافة إلى أن قسما كبيرا منها كان يرسم النمط الحر غير المستند إلى أي مدرسة فنية.

ويرى الحسين أن نشأة حركة الفن التشكيلي ارتبطت بنمو المحافظة إداريا ومن ثم تطورها اقتصاديا وعمرانيا وإداريا وتعليميا وتنمويا وبشريا كما ساهمت عدة عوامل في تطور هذه الحركة منها التوسع في إحداث المدارس وانتشار التعليم إضافة إلى الجمعيات الثقافية والفنية.

ومن العوامل الأخرى لتطور حركة الفن التشكيلي بحسب الحسين إحداث المراكز الثقافية والفنون التشكيلية ومعاهد الفنون الشعبية التي احتضنت الفن والفنانين ونظمت المعارض ما ساعد على تنمية المواهب ونشر الثقافة الفنية وتبادل الخبرات مع باقي الفنانين في المحافظات إضافة إلى المنظمات الشعبية كاتحاد الشبيبة والطلبة والطلائع ونقابة الفنون الجميلة.

الفنان التشكيلي عيسى النهار يؤكد أن الحراك الفني في المحافظة الذي تعزز بوجود مبدعين مؤسسين نقل التجربة الفنية إلى العربية والعالمية أمثال الفنانين عمر حمدي وصبري روفائيل وحسن حمدان العساف وغيرهم ممن حفلت صالات العروض العالمية بأعمالهم الفنية.

من جهته يرى الفنان التشكيلي الشاب سلمان المنيتي أن واقع الفن التشكيلي في المحافظة تأثر بدرجة كبيرة خلال سنوات الأزمة نتيجة ظروف متعددة تأتي في مقدمتها الارتفاع الكبير في أسعار مستلزمات العمل والواقع المعيشي وغلاء أسعار متطلبات الحياة إلا أن ذلك لم يمنع الفنانين من الالتزام بقضايا الوطن وعكس نبض الشارع في رسوماتهم وتسخير ريشتهم وفنهم وإبداعهم خدمة لمجتمعهم لافتا إلى أن ملتقى الفن التشكيلي الأول الذي تقيمه حاليا مديرية الثقافة بادرة جيدة تؤذن بالنهوض بواقع الفن بشكل عام مع ضرورة بذل جهود إضافية لدعم شريحة الشباب المبدع للفن وتوفير مستلزمات العمل.

نزار حسن

تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency