قطاع الثروة الغنمية في ريف حمص يستعيد عافيته تدريجيا

حمص-سانا

يستعيد قطاع الثروة الغنمية في ريف حمص وباديتها عافيته تدريجيا في ظل الإجراءات التي اتخذت لمساعدة المربين وتأمين احتياجاته وعودة الأمن والاستقرار للمنطقة والهطلات المطرية الغزيرة التي شهدها العام الحالي.

وأبدى المربي سمي حميدي العفنان في تصريح لـ سانا تفاؤله بعودة تعافي قطاع الثروة الغنمية بحمص بعد الخسائر التي لحقت به جراء الأزمة وعودة الهدوء إلى أغلب مناطق البادية وتوفر المراعي العشبية.

ومن قرية البصيري التابعة لمنطقة القريتين قال المربي محمود المطر.. “كنت أملك اكثر من 6000 رأس من الأغنام عام 2011 وقد خسرت أكثر من 25 بالمئة منها بسبب قلة المراعي وتواجد الإرهابيين ما اضطرنا إلى ترحيل غالبية القطيع إلى مناطق أخرى وبيع قسم كبير منه بأسعار زهيدة”.

وطالب المطر بتقديم التسهيلات اللازمة للمربين لتمكينهم من نقل مواشيهم وآلياتهم من المحافظات الأخرى إلى أماكن تواجدهم حاليا في البادية بعد عودة الأمن والاستقرار إليها.

بدوره طالب المربي نوري شاهر السلامة من قرية جباب الفواعرة ببادية حمص بإعادة تشغيل بئري “أبو طوالة و قصر الحير” لتأمين المياه للقطعان.

وعزا خالد مطورة رئيس رابطة المركز الشرقي الفلاحية والتي كانت تضم اكبر تجمع للثروة الغنمية بحمص سبب تراجع تعدادها بالدرجة الأولى الى حالة عدم الاستقرار التي شهدتها مناطق كبيرة في البادية جراء الازمة ما ادى الى صعوبة التواصل مع المربين والتكاليف الباهظة لايصال المحروقات والأعلاف إلى أماكن تواجدهم ما اضطر غالبيتهم إلى البيع الجائر لأنثى العواس لتأمين الأعلاف للقسم المتبقي ونفوق أعداد منها بسبب الأمراض.

وعاد مطورة ليبدي تفاؤله بإمكانية تعويض النقص بالثروة الغنمية بعد توفر المراعي بشكل كبير بسبب عودة الأمن والاستقرار إلى أغلب مناطق البادية والهطلات المطرية التي شهدتها ورغبة المربين بالحفاظ على المواليد والفطام الصغيرة ما يبشر بسرعة تعافي هذا القطاع.

واعتبر ماجد عازار رئيس مكتب الثروة الحيوانية في اتحاد الفلاحين بحمص أن الثروة الغنمية مرت بأزمة خلال السنوات الماضية ما أدى إلى تراجع عددها من نحو مليونين و400 الف راس الى ما يقارب نصف هذا العدد حاليا والسبب الرئيسي هو الاحداث التي شهدتها مناطق البادية وهجرة السكان والبيع لتأمين الأعلاف مشيرا في الوقت نفسه إلى التسهيلات المقدمة حاليا للمربين وتأمين كل ما يلزم لعملهم.

ودعا عازار المربين الى المحافظة على القطيع وخاصة في ظل توفر المراعي بشكل واسع في مناطق البادية نظرا للظروف المناخية المبشرة بالخير هذا الموسم مشيرا إلى أنه يجري التواصل مع الجهات المعنية لتمكين المربين من نقل قطعانهم والاليات المرافقة لها من المحافظات الأخرى إلى مناطق إقامتهم الدائمة.

زياد اليوسف مدير فرع المؤسسة العامة للأعلاف بحمص أشار إلى توفر الاعلاف في مستودعات المؤءسسة ويتم توزيعها بشكل دوري ومدروس وبسعر مقبول حيث يبلغ سعر الكيلوغرام الواحد من النخالة 42 ليرة.

مدير جمارك حمص سليمان شميس أكد جاهزية عناصر الضابطة في كل محاور المحافظة لضبط أي حالات تهريب للأغنام إن وجدت.

ويشكل قطاع الثروة الغنمية مصدر رزق للآلاف من المربين وعائلاتهم ويؤمن فرص عمل لعدد كبير من العمال في معامل تصنيع مشتقات الحليب إضافة إلى كونه يوفر مصدرا غذائيا وفيرا من اللحوم والحليب ومشتقاته.

عبد الحميد جنيدي