ريف دمشق-سانا
(عبق من سورية إلى الإنسانية) شعار حملته انطلاقة فعاليات مهرجان الوردة الشامية في قرية المراح بمحافظة ريف دمشق مساء أمس بمشاركة شعبية ورسمية واسعة.
المهرجان الذي يعد طقساً اجتماعياً سنوياً مليء بالأهازيج والدبكات والرقصات الشعبية يحرص أهالي قرية المراح على إقامته خلال أيام تفتح وردتهم المعروفة عالمياً تعبيراً عن محبتهم الكبيرة لهذه الوردة التي تعد مصدر رزقهم وتشكل قيمة مضافة لبلدهم باسمها ومنتجاتها.
عدد من أهالي القرية لفتوا في حديث لمندوبة سانا إلى سعيهم للتوسع بزراعة الوردة الشامية وتطويرها ومنهم المزارع فرزات عبد اللطيف ابراهيم الذي أكد أن زراعة الوردة الشامية موروث اجتماعي قديم لديهم وهم يعملون على تطويرها بدعم من الأمانة السورية للتنمية ومحافظة ريف دمشق وتوافقه الرأي فاطمة العربي من سكان القرية بالقول: “الوردة الشامية كل شيء بالنسبة لنا”.
وتتعدد المنتجات المستخرجة من الوردة الشامية فمنها التجميلي والطبي والعطري حسب وفيقة البيطار التي أوضحت أنه بعد قطاف الموسم تبدأ عمليات الفرز للورد والأزرار تليها عملية “فلاحة الشجيرات” ومتابعتها وتجهيزها للموسم التالي.
ونظراً لأهمية زراعة الوردة الشامية ومردودها الاقتصادي الوفير تعمل بلدية المراح على تأمين كل مستلزمات إنتاجها حيث أوضح رئيس بلدية المراح خالد شندير “أن البلدية تتواصل بشكل دائم مع الجهات المعنية بزراعة الوردة لزيادة المساحات المزروعة والمستصلحة وتأمين مختلف مستلزمات الفلاحين من مياه وسماد وفتح الطرق الزراعية إلى الحقول الجديدة”.
ومن الجهات الداعمة لزراعة الوردة الشامية ذكرت شيرين نداف من برنامج التراث الحي في الأمانة السورية للتنمية أن مشروع تطوير وتنمية زراعة الوردة الشامية ودعم مزارعيها باشرت به الأمانة منذ سنوات في قرية المراح وأن برنامج التراث الحي عمل على إعداد ملف الوردة الشامية وكل ما يرتبط بها من ممارسات وطقوس لترشيحها على قوائم التراث الإنساني العالمي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونيسكو” لافتة إلى أن هذا الملف تم تقديمه عام 2018 وسيتم إعلان النتيجة نهاية العام الجاري.
وأوضحت نداف أنه في حال فوز ملف الوردة الشامية سيتم تسجيله على قائمة التراث العالمي وعندها تستطيع سورية المشاركة على مستوى العالم بجميع ممارسات ونشاطات التراث السوري المتعلق بهذه الوردة مشيرة إلى أنه بالتوازي مع ذلك تعمل الأمانة على إطلاق خطة متكاملة لصون وتنمية هذا المشروع المرتبط بقرية المراح وأماكن زراعة الوردة الشامية في سورية لزيادة وعي المجتمع المحلي بأهميتها.
من جهة أخرى طالب رئيس جمعية مزارعي الوردة الشامية في قرية المراح أمين حمزة البيطار في تصريح لـ سانا بالإسراع في إحداث بئر جديد وضخ المياه بأنابيب حديثة عبر التلال المجاورة تفادياً للآثار السلبية التي قد تلحق بشجيرات الوردة نتيجة الجفاف.
وتبلغ إجمالي المساحة المزروعة بالوردة الشامية في محافظة ريف دمشق 265 هكتاراً موزعة في قرى المراح والسحل وقارة وفق مدير زراعة ريف دمشق المهندس عرفان زيادة مبيناً أنه تم استصلاح نحو 200 هكتار العام الماضي بهدف التوسع في زراعة هذه الشجيرة المهمة اقتصادياً إلى جانب وجود مشاتل خاصة بها في عدد من القرى ومنها الناصرية وتوزيع العقل للمزارعين بأسعار رمزية تشجيعا لزراعتها.
ويوجد بئران لدعم شجيرات الوردة الشامية بـ”الريات التكميلية” مجاناً للفلاحين واحد في قرية المراح والثاني في القسطل حسب زيادة الذي يؤكد أن بئر المراح يعمل بكامل طاقته بينما يحتاج بئر القسطل إلى إعادة تأهيل إضافة إلى التجهيز لإحداث بئر قيد التعاقد بقيمة 60 مليون ليرة سورية في المراح.
محافظ ريف دمشق المهندس علاء منير ابراهيم بين في تصريح لـ سانا أن زراعة الوردة الشامية زاد تألقها مع زيادة المساحات المزروعة ليس على مستوى المراح فقط بل في مناطق أخرى بالقلمون مؤكداً أن المحافظة حريصة على تأمين المياه للحقول الجديدة من أجل الريات التكميلية بالتنسيق مع وزارة الزراعة وتسعى معها لإقامة معمل خاص بالوردة لمساعدة الأهالي على استثمار كامل منتجات الوردة الشامية.
ويتراوح إنتاج هذا العام من الوردة الشامية بين 30 و35 طناً علماً أن سعر الكيلوغرام من الوردة بين 6 و8 آلاف ليرة سورية للمجفف وبين 2000 و 2500 ليرة للأخضر.
سفيرة اسماعيل
تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: