دير الزور-سانا
تصر مدينة دير الزور التي كسرت أغلال الإرهاب قبل عامين على تربعها على عرش محبة السوريين مخترقا ضجيج الحياة وصخبه فيها صدر من أرادا لها الانكسار والسقوط في يد الإرهاب ليحل فيها شهر رمضان هذا العام وقد عادت إلى ألقها المعهود.
أسواق المدينة تعج بالحركة وأحياء دبت فيها الحياة من جديد وأصوات الباعة تصدح في المكان.. هو المشهد اليومي لمدينة دير الزور في شهر رمضان لهذا العام حيث بقي لسان حال أهلها يقول إن إرهاب “داعش” لم ينل من عزيمتنا بل كان إيماننا بجيشنا وثقتنا بقدرته على تخليصنا من الإرهاب هو سر صمودنا ووصولنا إلى بر الأمان مؤكدين أن مدينتهم التي ضمدت جراح ثلاث سنوات من الإرهاب ستبقى لؤلؤة الفرات المضيئة وأنه لن ينال من عزمهم الإرهاب ولا داعموه.
تبدد الخوف الذي كان يخيم على دير الزور مع اندحار إرهابيي “داعش” لتعيش المدينة على وقع لحن الحياة الذي بدت تفاصيله جلية في كل شارع وحي من أحيائها.. اللحن الذي لطالما اعتاد السوريون عزفه بلغة المحبة والألفة التي تجمع الأهل والأقارب خلال شهر رمضان المبارك.
مدينة دير الزور التي بدأت تعيش حالة من التعافي على مختلف الصعد منذ أن فك الجيش العربي السوري الحصار عنها يصر أهلها اليوم على التمسك بعاداتهم التي ألفوها خلال الشهر الفضيل وللعام الثاني على التوالي.. الطمأنينة والسكينة التي فرضتها حالة الأمن والاستقرار بعد دحر الإرهاب عنها أصبحت بالنسبة لأهالي دير الزور عنوانا لحياتهم اليومية ولأيامهم القادمة فيما بات الإرهاب صفحة من صفحات الماضي المرير طويت إلى غير رجعة.
محمود سليمان رأى أن العام الفائت كان أيضا له رونقه الخاص لأن الأهالي احتفلوا فيه بالنصر على الإرهاب وعودة مدينتهم آمنه ومطهرة من الإرهابيين لكن في هذا العام عادت الأحوال إلى طبيعتها بكل مفاصل الحياة “تقريبا”.
وتعود ريم المحمود بذاكرتها إلى شهر رمضان قبل ثلاثة أعوام لتؤكد أن ما كان يحصل أمر لا يمكن مقارنته بشيء آخر فكانت أسرتها تضطر في معظم أيام الحصار أن تتناول الماء والخبز فقط كوجبة إفطار فيما كانت فرحة الحاجة أم محمد وسعادتها بالاجتماع على مائدة الفطور مع أبنائها وأحفادها لا توصف ولا سيما أنها تنتظر عودة أخواتها وأولادهم للعيش بجانبها بعدما اضطروا بفعل الإرهاب للانتقال إلى مدينة أخرى.
الأطباق الرمضانية والمأكولات الشعبية والمنتجات المحلية التي تشتهر بها المحافظة عادت تتصدر موائد الإفطار التي تجمع الأهل والجيران الأصدقاء لتتجدد الذكريات القديمة مع عودة السهرات في المطاعم والخيم الرمضانية بينما يتبادل الأقارب والجيران أطباق الطعام والحلويات في تقليد توارثته المدينة عبر أجيال لكنه غاب خلال حصار إرهابيي “داعش” وفق ما تؤكد السيدة وصال الضويحي التي بينت أن تنظيم “داعش” الإرهابي فرض خلال وجوده واقعا مليئا بالخوف والحرمان والألم وقطع كل سبل الحياة عن المدينة وأهلها.
ومنذ كسر الجيش العربي السوري وحلفائه حصار إرهابيي “داعش” على مدينة دير الزور في الخامس من أيلول عام 2017 شهدت المدينة حالة من التعافي في مختلف القطاعات بعد أن عانى أهلها على مدار أكثر من 3 سنوات من ويلات حصار إرهابيي “داعش”.