ولادة جديدة

ولادة جديدة هي الوصف الأكثر تعبيراً عن حال العائدين من مخيم الركبان من المهجّرين السوريين بفعل الإرهاب عبر معبر جليغم على مدى الأسابيع الماضية، فمئاتُ الأسر السورية العائدة من «مخيم الموت» كما يصفونه عبّروا بملء الفم عن ألمِ الأسرِ والاعتقالِ التعسفي والجوعِ والعطشِ والإذلالِ داخل المخيم لمدة تزيد على الأربع سنوات على يد قوات الاحتلال الأمريكي ومرتزقتها من الإرهابيين العملاء.

من بين الخارجين من «مخيم الموت» أطفالٌ فقدوا نعمة الأمن والدراسة وروح الابتسامة لكثرة ما اشتموا «رائحة الحرب والبارود» في ظلّ سيطرة الإرهابيين على المخيم بسبب ما لمسوه من ظلم وتعسف وإرهابٍ عابرٍ للحدود أدمى قلوب السوريين بدعمٍ من راعي الإرهاب الأمريكي ومن النظام السعودي مموله.

تعابير وجوه أولئك الأطفال الخارجين من المخيم تشي بالكثير من الألم بينما ابتساماتهم تخفي خلفها ظلمةَ القهر، لكنهم رغم ذلك لم يخفوا فرحهم بالخروج من «مخيم الموت والألم», معبرين عن أمنياتهم بالعودة إلى مقاعد النور والعلم والدراسة في أقرب الآجال.

هو «مخيم العار» كما وصفه العديد من الدوائر المعنية بمجال حقوق الإنسان في العالم، مخيم فضح الغرب المتشدق «بالدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان», كما فضح هيئات الأمم المتحدة الصماء تجاه ما جرى ويجري من احتجاز قسري لعشرات الآلاف من السوريين المهجرين في مخيم الركبان وعلى مرأى ومسمع الدول التي تدّعي الحضارة والإنسانية والرقي بينما أدواتها الإجرامية تحيك من سواد قلوبها مآسي الشعوب والدول التي لا تخضع للإملاء الأمريكي وتحت العناوين ذاتها والتي لم تعد تنطلي على أحد في هذا العالم الذي يصم معظمه آذانه عما يجري في سورية من إرهاب موّلته بعض مشيخات الخليج وسهّل مروره النظام التركي واحتضنه الغرب الاستعماري وكيان الاحتلال الإسرائيلي ودعمه بالعدوان المباشر على سورية بكل وقاحة.

الخارجون من هذا المخيم دعوا من تبقى فيه إلى الخروج السريع منه ولو «سيراً على الأقدام» فالولادةُ الجديدةُ شاهدوها بأمِّ العين في حضن الوطن الأمِّ سورية وفي كنفها وتحت راية علمها وبين سياج حماتها الجيش العربي السوري حامي الحمى والعرض والأرض.

بقلم: أديب رضوان