القدس المحتلة-سانا
بدت عليها علامات التعب والإرهاق وهي تعد الوجبات الشعبية الفلسطينية مع أربع سيدات أخريات في مطبخهن الخاص بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة بهدف إعالة أسرهن في ظل انعدام فرص العمل بسبب الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ أكثر من 12 عاماً.. هذه هي حال الفلسطينية نداء صباح وهي واحدة من آلاف الفلسطينيات في القطاع المحاصر اللواتي دفعتهن ظروف الحصار لمساعدة عائلاتهن في توفير الغذاء والدواء من خلال الانخراط في سوق العمل وابتكار مشروعات إنتاجية مثل التطريز وتصنيع مواد غذائية وحتى اقتحام مهن الرجال مثل النجارة وغيرها.
وتقول صباح 29 عاماً لمراسل سانا إن فكرة إقامة هذا المشروع القائم على تصنيع مواد غذائية تولدت لديها بهدف مساعدة عائلتها وهذا العمل يوفر لها مستلزمات المنزل لافتة إلى أن العمل يمتد لساعات طويلة وهو مرهق ومتعب “لكنني أشعر بسعادة وأنا أعمل على الرغم من مشقته وعلينا كأمهات فلسطينيات التغلب على الحصار الظالم الذي يفرضه الاحتلال على القطاع”.
وأشارت صباح إلى أن هناك أنواعا متعددة من الأطعمة والحلويات الشعبية الفلسطينية التي تقوم هي وزميلاتها بإعدادها مثل المفتول والمعجنات والحلويات بأنواعها المختلفة والتي يتم تسويقها في المحال التجارية في قطاع غزة.
الناشطة الفلسطينية غدير فارس أوضحت أن المشروعات الإنتاجية التي عكفت السيدات في قطاع غزة على تنفيذها هي نتيجة لظروف الحصار الإسرائيلي الذي تسبب بارتفاع معدلات الفقر والبطالة وهذا النوع من العمل يوفر الحد الأدنى من مستلزمات أسر تلك النساء اللواتي أخذن على عاتقهن التغلب على الحصار الظالم المفروض على القطاع مشيرة إلى أن هناك مؤءسسات عدة تقدم الإرشادات للنساء في غزة وتدربهن على تنفيذ المشروعات الإنتاجية.
أما ميسون جمال فلها حكاية أخرى حيث عكفت على تطريز ملابس تراثية فلسطينية بهدف توفير لقمة عيش لأطفالها الخمسة بعد أن فقد زوجها عمله نتيجة إغلاق المصنع الذي كان يعمل فيه بسبب الحصار الإسرائيلي.
وبينت جمال أنها تقوم بتطريز الأثواب الفلسطينية وقطع القماش التراثية وتسويقها لمواجهة الظروف الصعبة لافتة إلى أنها شاركت في العديد من المعارض التراثية التي نظمت في قطاع غزة لتسويق منتجاتها التراثية.
الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني ذكر في تقرير له بمناسبة اليوم العالمي للعمال أن معدل البطالة في قطاع غزة بلغ خلال عام 2018 نحو 52 بالمئة مقارنة مع 44 بالمئة في عام 2017 موضحا أن فئة الشباب 19 حتى 29 عاما هي الأكثر معاناة من البطالة حيث بلغت نسبتهم 69 بالمئة في قطاع غزة.
اللجنة الشعبية الفلسطينية لمواجهة الحصار حذرت من تفاقم معاناة أكثر من مليوني شخص في قطاع غزة جراء استمرار حصار الاحتلال الإسرائيلي حيث يعيش أكثر من 85 بالمئة من أهالي القطاع تحت خط الفقر كما ارتفع عدد العاطلين عن العمل إلى أكثر من 300 ألف شخص يعانون ظروفا اقتصادية وإنسانية في غاية الصعوبة في ظل عدم قدرتهم على الحصول على مستلزمات الحياة الأساسية مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل والعمل على رفع الحصار الإسرائيلي الجائر.
محمد أبو شباب