دمشق-سانا
منذ 8 أعوام تحتفي دار الأسد للثقافة والفنون بآلة البزق من خلال مهرجان موسيقي يستضيف أشهر عازفي عائلة البزق “الطنبورة والباغلمة” السوريين إضافة إلى أمسيات ومشاريع فردية تعنى بالحفاظ على التراث الموسيقي المعني بهذه الآلة التراثية.
ولعائلة البزق باع طويل في الموسيقا السورية وخاصة في المنطقة الشمالية والشمالية الشرقية لتأتي أهمية مهرجان البزق في توثيق الألحان الموسيقية المخصصة لها إضافة إلى كونها تضع في متناول الموسيقيين الأكاديميين مادة خاما للاستفادة من التراث السوري العريق.
للبزق صوت صداح ويعود ذلك لأوتاره ومفاتيحها المعدنية كما يتيح زند الآلة وحبساته إصدار معظم أرباع الصوت في الموسيقا العربية وهو من الآلات الوترية ويشبه بشكله آلة البوزوكي اليونانية وغالبا ما يعزف عليه بشكل منفرد.
كما يعد البزق من ضمن آلات التخت التقليدية لاستخدامه في الموسيقا العربية الشائعة أواسط القرن العشرين ما أهله ليكون إحدى آلات التخت في كثير من الأحيان سواء في تسجيلات الاستديو أو الحفلات الموسيقية الحية.
ويعتبر أمير البزق الراحل محمد عبد الكريم من أبرز عازفي هذه الآلة ومن بعده أمير البزق سعيد يوسف حيث أوصى عبد الكريم أن تنتقل آلته إليه من بعده ولدى يوسف عدد كبير من المعزوفات الموسيقية والأغاني على آلة البزق كما قدم 10 معزوفات للموسيقار اللبناني زياد الرحباني وشكل يوسف لنفسه أسلوبا خاصا بالعزف مستندا إلى خليط موسيقي وأسس مدرسة تأثر بها أغلب فناني الجزيرة السورية كما سجلت له منظمة اليونيسكو أسطوانة ذهبية في أواسط سبعينيات القرن المنصرم تقديرا لأعماله.
المراجع الموسيقية السورية تتحدث عن آلة موسيقية شبيهة بالعود شاع استعمالها عند السومريين وبخاصة عند كثير من شعوب المشرق العربي وكانت تسمى “قنور” كما تدل الآثار المصرية على شيوع آلة موسيقية عند الكنعانيين شبيهة بالعود تسمى “القيثارة” أخذها اليونانيون عن السوريين وسموها “باندور” وفي أرمينيا سميت “باندير” وفي القوقاز “بانتوري” وسماها الإيرانيون “طان بور” وتدعى في العربية “الطنبورة”.
والطنبورة قريبة من آلة العود من حيث استخراج الأصوات بواسطة النقر ولمس الأصابع وشكلها أما صندوقها فهو بيت الصوت ويكون صغيراً بحجم الماندولين وزنده أقل من المتر بشيء قليل ويوضع على زنده ربطات من الأوتار تسمى الدساتين ومهمتها تعيين أماكن النغمات.
ولهذه الآلة عازفون بارعون اشتهروا بالماضي والحاضر ففي العصر العباسي كانت عبيده الطنبورية ومع بدايات القرن العشرين يعد محمد عارف الجزراوي من أشهر عازفيها.
أما آلة الباغلمة فيتسع مجال العزف فيها إضافة إلى قدرتها على إصدار كل أنواع النغمات مع إمكان إظهار الموسيقا بشكل واضح ونقي والقدرة على الغناء مع العزف وتختلف عن البزق والطنبورة من حيث المقاييس فالصدر أكبر والزند أقصر ودوزانها مختلف أما أشهر عازفيها فهو الموسيقي عارف ساغ.
ومن مشاريع الشباب السوري التي تستهدف آلة البزق كان مشروع “شماليات” للعازف الراحل ابن مدينة حلب إياد عثمان الذي وافته المنية مؤخرا وجاء مهرجان البزق الثامن الحالي إهداء لروحه حيث كان مشروعه عبارة عن ألبوم موسيقي لآلة البزق يقدم ألواناً من النسيج التراثي الشعبي الموسيقي الغنائي لشمال سورية من فراتي وسهلي وجزراوي بنسيجها الحضاري الغني والمتنوع من “عربي وكردي وسرياني ومارديني وآشوري”.
وجاء توزيع الألبوم ليعطي آلة البزق التفرد بأداء اللحن مع خلفية من الأكوردات في كل أغنية من التراث الفلكلوري الذي يؤدى ضمن طقوس الأعراس بكل منطقة لتعريف المستمع السوري والعربي بخصوصية آلة البزق وأنماط الموسيقا الشعبية والتراثية السورية وإنقاذها من الاندثار والتشويه والحفاظ على أصالتها كما تميز المشروع بجرأته في طرح فكرة جديدة عبر الاستخدام الجديد للبزق مع الحفاظ على هويته.
رشا محفوض
تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب:
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم 0940777186 بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: