الشريط الإخباري

سبعون عملا نحتيا في معرض”تحية لأرواح شهداء عكرمة الأطفال”بطرطوس

طرطوس-سانا

ضم المعرض الفني الذي حمل عنوان “تحية لأرواح شهداء عكرمة الأطفال” الذي دعت إليه جمعية العاديات بالتعاون مع مجلس مدينة طرطوس في صالة المعارض بمدينة طرطوس القديمة للفنان النحات علي بهاء معلا سبعين لوحة فنية منحوتة بأنواع مختلفة من الأخشاب جسدت مواضيع إنسانية وواقعية تحاكي الطبيعة والبيئة الساحلية والحياة اليومية للمواطن السوري في ظل الأزمة الحالية.

وتنوعت الأعمال المقدمة في المعرض بين المدارس الواقعية والواقعية التعبيرية والكلاسيكية والتجريدية أخذت أشكالا وأحجاما مختلفة تتراوح بين 20 سنتيمترا و5ر2 متر مثل منحوتات السيدة العذراء والعولمة وقارئة الفنجان والقيامة والمرأة.1

وضم المعرض جانبا تراثيا أوضح فيه المشاركون مراحل صناعة السفينة الفينيقية وسفينة الكورينا البريطانية القديمة المؤلفة من 10 آلاف قطعة والسفينة الفينيقية من خشب الميغانو التي اعتمد في تنفيذها على خريطة توثق تفاصيل بنائها إضافة إلى صور متنوعة لحطام هذه السفينة يمكن الاسترشاد بها في بناء المجسم بدءا من الهيكل وصولا إلى الشراع مرورا بتفاصيل في غاية الدقة.

وأوضح معلا في تصريح لسانا الثقافية أنه اختار لمعرضه عنوانا يحاكي واقع الأزمة في سورية التي أثرت فيه بشكل كبير وخاصة قتل الأطفال الأبرياء ومنهم أطفال مدرسة عكرمة الذين كانوا يتلقون علومهم فقتلتهم يد الإرهاب دون ذنب حيث كانت أرواحهم تستعد لتكون نواة لطاقات علمية فكرية وإبداعية فنية وغيرها تسهم في تطوير الوطن وبنائه.

وأشار معلا إلى أن المرحلة التي يمر بها البلد حالياً ساهمت في ظهور الكثير من الأفكار النحتية لديه وهذا بدا واضحا من خلال الجناح الخاص الذي أفرده لأعمال استلهم أفكارها من واقع الأزمة التي تمر بها سورية اليوم بما تحمله من آلام وقسوة يومية حيث طبق مجسمات تنطق بالحياة أبرزها منحوتته ضحايا الإرهاب التي يظهر فيها الموت والخوف والتضرع والفرار سعيا للنجاة.

ولفت معلا من خلال منحوتة إلى موضوع العودة إلى الوطن وتشييع الشهيد التي جسدها من خشب الزيتون الذي يعتبر من الأشجار القديمة والمعمرة في سورية ورسم من خلال عروقها عبق التاريخ حيث يمثل كل خط من خطوط المنحوتة قصة مؤلفة من عدة عناصر ضريح الشهيد الذي يحمله الناس وأم الشهيد التي تتسلم العلم والجندي السوري الذي يقسم على متابعة مسيرة الشهيد أما الناس فيهتفون لروح الشهيد وللنصر القادم لافتا إلى أنه دعا من خلال منحوتة أخرى تظهر خريطة سورية كل يد صالحة في الوطن للعمل على حمايته فسورية في لوحته شمعة تمتد فوقها يد مواطن صالح لتحميها من الانطفاء.1

ويتقن معلا إنجاز أصغر التفاصيل مجسدا الانسجام والإيقاع والتوازن وتفاعل المنحوتة على الخشب الذي يراه من أكثر خامات الطبيعة طوعا وقدرة على نقل الإحساس بواقعية الجسم المنحوت حيث يستخدم خشب الجوز والسنديان والزيتون الذي يمكن أن تراه في أعماله أكثر من أي نوع آخر حيث مستفيدا من ليونته التي تنسجم إلى حد كبير مع ضربات الإزميل فضلا عن انتشار أشجاره على مد النظر في أغلب أجزاء ريف طرطوس.

واعتبر معلا أن الأعمال الواقعية البعيدة عن الانطباعية هي الأقرب الى فكره ووجدانه من بين الأعمال المعروضة حيث يرى في منحوتة الصياد مثلا المنحوتة من خشب الزان تعبيرا عن بيئته البحرية التي يعيش فيها موضحا أنه يختار لكل فكرة كتلة خشبية تناسب صياغتها نحتيا من ناحية العروق والتموج والمتانة مبينا انه تأتي متعة الفنان بالعمل النحتي من خلال الاستماع إلى صوت صدى ضربات الازميل على الخشب موضحا أنه يستعين ببعض الآلات الحديثة في إنجاز أعماله النحتية بغية الإسراع في الإنجاز.

أما الفنان علي حسين نقيب الفنانين التشكيليين بطرطوس فرأى أن الفنان علي معلا استطاع من خلال الأعمال الموجودة في المعرض تروض ما بداخله من ثقافة وخبرة ومعرفة لإنجاز العمل النحتي الفني بشكل يتمازج مع خياله الإبداعي وقد ظهرت أعماله بطابع شرقي روض من خلاله مدارس الفن العالمية لإخراج عمل فني عربي ذو طابع شرقي.

يشار إلى أن الفنان علي بهاء الدين معلا له أكثر من150 عملا نحتيا ونحو 12 مجسما لسفن متنوعة وشارك بعدة معارض محلية وحاز على العديد من الجوائز المحلية.

غرام محمد وشذى حمود

انظر ايضاً

أطفال حمص يزرعون أشجاراً بأسماء شهداء مدرستي عكرمة

حمص-سانا إكراماً لأرواحهم الطاهرة أحيا اليوم أطفال مدرستي عكرمة المخزومي والمحدثة بحمص الذكرى الأربعين لاستشهاد …