الشاعر اسماعيل عامود أحد رواد قصيدة النثر المجهولين

دمشق-سانا

يعد الشاعر الراحل اسماعيل عامود أحد رواد قصيدة النثر وآبائها المؤسسين في سورية ويصنف إصداره الأول ديوان “كآبة” المنشور عام 1960 ضمن أوائل المجموعات الشعرية النثرية على مستوى الدول العربية كافة.

الشاعر الراحل الذي تمر ذكرى رحيله الرابعة ولد في مدينة سلمية عام 1928 وكان قدره منذ طفولته الباكرة أن يتعرف على مختلف صنوف البشر والثقافات لتظهر موهبته المبكرة فبدأ النشر أواخر أربعينيات القرن الماضي في صحف ومجلات متنوعة حتى أصدر ديوانه الأول “من أغاني الرحيل” عام 1959 معلناً عن تجربة مهمة له في الشعر العمودي.

إسماعيل الذي استهواه شعر النثر كتجربة وليدة أدار دفة موهبته عن شعر الشطرين ليصبح من كبار المناصرين والمؤيدين لقصيدة النثر التي كانت لا تزال تحبو فتابع إصدار دواوين كتبها ضمن هذه المدرسة وبعد “كآبة” صدر له “التسكع والمطر” عام 1962 و”أشعار من أجل الصيف” 1977 و”الكتابة في دفتر دمشق” 1978.

غير أن الراحل لم يعلن قطيعة نهائية مع الشعر الموزون فظل يكتب فيه بين الفينة والأخرى ومن أعماله كان ديوان “أغنيات للأرصفة البالية” الصادر سنة 1972 الذي ضم حصيلة منوعة جمعت الموزون والنثر و”العشق مدينة لا يسكنها الخوف” الذي كان بحد ذاته تجربة مختلفة سماها هو بالشعر الإيقاعي.

انهماك الشاعر إسماعيل في كتابة القصيدة لم يجعله بعيدا عن الحياة العامة فشارك مع جمع من الشعراء والأدباء في سورية بتأسيس اتحاد الكتاب العرب عام 1969 وتولى فيه بعد ذلك أكثر من مهمة أدبية.

في الثلث الأخير من حياة الراحل عمل في مجلة الثقافة التي كان يصدرها الأديب الراحل مدحة عكاش مساهما عبرها في رعاية الأدباء الشباب كما جعل من داره في سلمية مقصداً للأدباء والمهتمين فاشتهرت مصطبة “أبي الفداء” التي كتب عنها الكثير كما شارك في صالون محمد عزوز الأدبي وصار حضوره وحديثه الأسبوعي أساسا في لقاءات هذا الصالون بمدينة سلمية.

كرمته جهات عديدة في سورية ولطالما ترك ذلك في نفسه الانطباع الأجمل في حياته غير أن المرض العضال أقعده في البيت بسنوات عمره الأخيرة حتى أثقل عليه ليفارق الحياة في 3 شباط 2015.

وعن الراحل قال رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور نضال الصالح في تصريح لـ سانا: “يعتبر اسماعيل عامود من أهم الشعراء المعاصرين فهو من كتب الشعر بأنواعه بعد معرفته بكل أشكاله إضافة لكتابته في النقد ليأخذ لنفسه مكانا مهما في الأدب العربي فضلا عن مساهمته بإنجاح النشاط والحضور الثقافي ولا سيما مع اتحاد الكتاب”.

أما الأديب محمد عزوز الذي عرف الراحل لسنوات طويلة قال عنه: “كان شاعر التسكع والمطر والأرصفة البالية أحب الأرض والإنسان ورفض كل المغريات التي قدمت له كي يعيش بعيداً عن وطنه وعن مدينته وظل يعلن ذلك الحب وكانت دمشق هي المدينة العشق لديه فعاش فيها أكثر سنوات عمره العابق بالشعر بالكلمة والمحبة”.

محمد خالد الخضر