حمص-سانا
في صورة تعكس ولادة الحياة الآمنة المبشرة بالخير والسلام يعود أهالي قريتي العامرية التابعة لناحية عين النسر والطرفاوي التابعة لناحية جب الجراح بريف حمص الشرقي يحدوهم الأمل بغد أفضل بعد أن هجروا عنوة من منازلهم تحت ضغط العصابات الإرهابية المسلحة إلى أن حررها بواسل الجيش العربي السوري.
سانا زارت قريتي العامرية والطرفاوي ورصدت آراء الأهالي العائدين إلى منازلهم ويقول رئيف علي رئيس الجمعية الفلاحية في قرية العامرية بعد تهجيره وعائلته لنحو ست سنوات إنه عاد اليوم ليرمم ما تهدم في بيته وليزرع أرضه مجددا كما حال باقي الفلاحين بالمنطقة بأشجار اللوز والكرمة والزيتون ولن يفضل العيش بغير قريته ومنزله الذي يمثل له وطنا يجد فيه عزته وكرامته.
وتشاطره الرأي أسرار الأحمد زوجة ابنه التي تزرع البصل أمام منزلها وبعض الخضار الموسمية فيما أرسلت ابنتها في الصف السادس إلى مدرسة بلدة المشرفة ريثما يتم تأهيل مدرسة القرية فيما يذهب ابنها حسن علي إلى الثانوية في المدينة لمتابعة دراسته كونه اختار تعلم اللغة الروسية.
وفي أجواء مشمسة ودافئة افترش يحيى الجردي أمام منزله بعض الاسفنج والحصر ليجلس ويستمتع بلحظات طالما تاق إليها وحلم بها طوال فترة غيابه عن بيته وليحتسي القهوة مع زوجته بينما يلهو الصغار بأمان بعيدا عن الخوف والرعب وأصوات القذائف داعيا جميع الأهالي الذين تحررت قراهم وبلداتهم للعودة إلى منازلهم.
وتقوم أم سارة بإزالة الأنقاض والركام من منزلها وتعيد ترتيب أثاثه مؤكدة أن الحياة عادت إليها برجوعها إلى بيتها وجيرانها وسط أجواء الأمان والاستقرار.
أما أيمن عثمان أب لخمسة أولاد وبعد غياب نحو سبع سنوات فقد بدأ بإزالة الأنقاض استعدادا للعودة والسكن من جديد مع عودة مئات العائلات للقرية وإحلال الأمن والأمان بالمنطقة.
ويقول أحمد قساوات ولديه 3 أطفال إن ما شجعه على العودة هو عودة الأمان وحبه لأرضه وقريته داعيا جميع المهجرين للعودة.
وفي قرية الطرفاوي التي تبعد نحو 73 كم شرقي مدينة حمص شمال شرقي قرية أبو العلايا عاد يوسف أحمد الجاسم مع عائلته لممارسة حياته الطبيعية في تربية الأغنام وزراعة الأرض بالشعير بعد معاناة بسبب وجود إرهابيي /داعش/ الذين أجبروا الأهالي على إخلاء منازلهم غير مرة إلى أن حرر قريتهم الجيش العربي السوري.
وفي مدرسة القرية حكاية سورية عادت لتثبت أن سورية كانت ولا تزال أسرة واحدة حيث تضم نحو 30 تلميذا من عمر 6 حتى 12 عاما تشرف بشرى الحسن من قرية المسعودية المجاورة على تدريس وتعليم ابناء القرية إلى جانب اثنين من الكوادر التدريسية من المسعودية أيضا بينما تبرع أحد أهالي القرية بالبناء المؤلف من غرفتين ريثما يتم تأهيل المدرسة التي دمرها إرهاب /داعش/.
ووسط حماسة وجدية في اكتساب العلم والمعرفة يجلس الصغار باهتمام يتابعون دروسهم بشغف ويصرون على متابعة تحصيلهم الدراسي ومسيرة العلم والنور في مواجهة ما حاول التكفيريون نشره بينما وجدت كل من رجوى الجاسم وفطيم المحمد وخديجة الجدوع الحياة الطبيعية التي يحلمن بها في القرية التي تغمرها البساطة وطيب العيش مع عائلاتها فالأولاد بالمدارس والشباب في صفوف الجيش العربي السوري ولا سيما مع عودة الأمن والاستقرار للمنطقة.
تمام الحسن