حصار الاحتلال الإسرائيلي يتسبب بكارثة للقطاع الزراعي في غزة

يعاني القطاع الزراعي في غزة من كارثة حقيقية جراء استمرار الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 12 عاما حيث انخفضت كمية إنتاج الحمضيات بنسبة تزيد على سبعين بالمئة الأمر الذي انعكس على حياة الفلسطينيين ومعيشتهم لأن هذا القطاع يشغل نسبة كبيرة من اليد العاملة.

ووفق تقرير لوزارة الزراعة الفلسطينية فإن مجموع الأراضي المزروعة بالحمضيات في قطاع غزة كانت تتجاوز الـ 75 ألف دونم في عام 2000 وتنتج نحو 280 ألف طن لكن نتيجة انتهاكات الاحتلال وتضييقه الخناق على الفلسطينيين انخفضت هذه المساحة إلى 18 ألف دونم.

وفي تصريح لمراسل سانا يقول المزارع فتحي النباهين: إنه كان يملك بيارة مزروعة بالحمضيات مساحتها 30 دونماً شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة إلا أن الاحتلال قام بتجريفها بالكامل في عدوان عام 2014 لافتا إلى أن معظم المزارعين وخاصة في مجال الحمضيات فقدوا مزارعهم ومصدر رزقهم جراء انتهاكات الاحتلال وتجريفه لأراضيهم.

من جانبه أوضح المزارع محمود البسيوني من مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة والتي كان يطلق عليها اسم مدينة البرتقال لشهرتها بزراعته أن الاحتلال دمر خلال اعتداءاته المتكررة على المدينة منذ عام 2000 نحو 95 بالمئة من أشجار الحمضيات مشيرا إلى ان كل المزروعات في شرق قطاع غزة مستهدفة من الاحتلال بالتجريف تارة وبرش المواد السامة تارة أخرى إضافة إلى إطلاق الاحتلال النيران على كل مزارع يقترب من أرضه على طول المناطق الشرقية للقطاع.

مدير مركز التطوير الزراعي في غزة محسن أبو رمضان لفت إلى أن الزراعة في قطاع غزة تعرضت لعدوان إسرائيلي ممنهج منذ عام 2000 عبر استهدافها بالتدمير المباشر من خلال تجريف معظم الأراضي الزراعية وخاصة المزروعة بالحمضيات موضحا أن نحو 90 ألف مزارع كانوا يعملون في القطاع الزراعي في غزة قبل الحصار الإسرائيلي أما الآن فلا يتجاوز عددهم 25 ألفا وهذا تسبب في تدني القدرة الإنتاجية إضافة إلى منع الاحتلال للفلسطينيين من إخراج منتجاتهم خارج القطاع ما فاقم الأوضاع الكارثية التي يعانيها أبناء غزة.

بدوره قال الخبير الاقتصادي معين رجب.. إن الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة في أعوام 2008 و 2012 و 2014 تسببت بتدمير 80 بالمئة من القطاع الزراعي لتصل الخسائر المباشرة وغير المباشرة للزراعة إلى ستة مليارات دولار خلال السنوات الماضية.

وأكد رجب أن الكثير من المنتوجات الزراعية غابت عن الأسواق بعد أن كانت تشكل عصب الاقتصاد وبات قطاع غزة يستورد الحمضيات من الخارج نتيجة خطة التدمير الممنهجة التي اتبعها الاحتلال بحق الاقتصاد الفلسطيني.