القدس المحتلة-سانا
كارثة مائية وبيئية تتهدد قطاع غزة جراء الحصار الذي تفرضه سلطات الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ أكثر من 12 عاماً ما أدى لوصول معدلات التلوث والملوحة إلى مستويات قياسية إثر منع الاحتلال تنفيذ مشاريع تحلية المياه وتصريف مياه الصرف الصحي.
95 بالمئة من مياه قطاع غزة وفق تقارير سلطة المياه الفلسطينية ملوثة وغير صالحة للاستهلاك البشري حيث بلغت نسبة العجز في المياه 300 بالمئة بما يقدر بنحو 140 مليون متر مكعب نظراً لعدم وجود مصادر مياه بديلة عن مياه الخزان الجوفي الذي يتعرض لقرصنة الاحتلال عبر مصائد المياه التي أقامها شرق القطاع حيث يضخ تلك المياه للمستوطنات عبر مضخات ضخمة إضافة إلى منعه تدفق مياه الأمطار عبر الأودية للقطاع ما تسبب بحرمان الخزان الجوفي في غزة من مصدر مهم للمياه الطبيعية.
الخبير في مجال المياه والبيئة توفيق البنش قال لمراسل سانا: إن الاحتلال منع طيلة سنوات الحصار تنفيذ مشاريع تحلية مياه البحر في القطاع ومنع إدخال أجهزة التحلية للعديد من المشاريع التي كان من الممكن أن تخفف من أزمة المياه الحادة التي وصلت إلى مراحل باتت تشكل خطراً على حياة الفلسطينيين.
ولفت البنش إلى أن نسبة الملوحة والتلوث المرتفعة تسببت بانتشار الأمراض حيث تعادل نسبة الأملاح بالمياه في غزة عشرة أضعاف النسبة المسموح بها عالمياً وهذا يرجع إلى نضوب الخزان الجوفي في القطاع والذي تقدر نسبة التخزين فيه سنوياً ب 60 مليون متر مكعب بينما نسبة الاستهلاك تزيد على 200 مليون متر مكعب وأن نسبة النترات في المياه يجب ألا تزيد على 50 مللغراما في اللتر الواحد بينما تصل في اللتر الواحد في قطاع غزة إلى 600 مللغرام.
الباحث الحقوقي حسين حماد أكد أن استمرار حصار الاحتلال أدى إلى مشكلات مائية خطيرة في قطاع غزة وأن معظم المشاريع المتعلقة بتحلية المياه والتخلص من مياه الصرف الصحي متوقفة نتيجة الحصار ومنع الاحتلال إقامة محطات تحلية وتكرير لمياه الصرف الصحي التي باتت تضخ في البحر بسبب عدم قدرة البلديات على التخلص منها لعدم وجود محطات متخصصة في هذا المجال بسبب استمرار الحصار.
ولفت حماد إلى أن الاحتلال منع تنفيذ مشروع إعادة تكرير مياه الصرف الصحي شمال قطاع غزة مشيرا إلى أن تعطيل إقامة هذه المشاريع تسبب بأزمات خطيرة تتعلق بالمياه التي باتت ملوثة ولا تصلح للاستهلاك البشري وسيكون عام 2020 عام جفاف الخزان الجوفي في قطاع غزة.
وأوضح حماد أن عدد سكان قطاع غزة يبلغ أكثر من مليوني شخص وباتت إمكانية توفير المياه لهم في ظل الحصار واستغلال الاحتلال لمياه غزة تواجه صعوبة كبيرة ما يتطلب تدخلا دوليا عاجلا من أجل الضغط على الاحتلال وإلزامه بإدخال الأجهزة والمعدات الخاصة بعمليات تحلية المياه إلى القطاع.
وكشفت مؤسسات حقوقية فلسطينية أن تلوث المياه في قطاع غزة تسبب بانتشار العديد من الأمراض في صفوف الفلسطينيين وخاصة الأطفال وكبار السن محذرة من استمرار الأزمة لسنوات جراء استمرار حصار الاحتلال الإسرائيلي وقرصنته لمياه غزة في انتهاك لكل القوانين الدولية التي تؤكد ضرورة حماية الشعوب الواقعة تحت الاحتلال.
تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب:
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم 0940777186 بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: