واشنطن-سانا
كشف تقرير رسمي أمريكي أن فصل أبناء المهاجرين عن عائلاتهم بدأ في الولايات المتحدة منذ عام 2017 وشمل عددا أكبر “يزيد بالآلاف” عن التقديرات التي أعلنت حتى الآن.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن التقرير الذي أصدره المفتش العام لوزارة الصحة الأمريكية قوله: “إنه في غياب معطيات مركزية يبقى عدد الأطفال المعنيين مجهولا”.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تبنت سياسة صارمة حيال المهاجرين غير الشرعيين شملت فصل الأبناء عن أسرهم حيث أثارت معاناة هذه العائلات استياء حتى في صفوف نوابه الجمهوريين وتراجع ترامب في حزيران عن هذه السياسة ثم أمر قاض بلم شمل العائلات التي تم فصل أفرادها.
وأشار التقرير إلى أن الحكومة الأمريكية تعرفت على 2700 طفل يجب ضمهم إلى عائلاتهم وعثر على معظمهم.
لكن معدي التقرير قالوا إن سياسة تفريق العائلات بدأت تتسع منذ صيف 2017 وإن “آلاف الأطفال” الذين فصلوا عن أسرهم مروا عبر مؤسسات مخصصة للقاصرين الأجانب المعزولين قبل قرار القضاء لكن هؤلاء لم يكونوا محتجزين في 28 حزيران الماضي لذلك لم يتم احتسابهم.
أما الذين كانوا في مراكز الإيواء في هذا التاريخ فقد وجدت السلطات صعوبة في إحصائهم وفي غياب تجميع مركزي للمعلومات اضطرت لدراسة ستين قاعدة بيانات مختلفة وكانت أولها تضم 3600 اسم حسب التقرير.
وشطب نحو ألف شخص مع إعداد اللائحة الرسمية لأنهم كانوا أطفالا غادروا مراكز الإيواء أو فصلوا عن أفراد آخرين في العائلة من أخ أو أخت أو عم لكن ليس عن آبائهم.
وتعليقا على هذا التقرير طالب السيناتور الديمقراطي كوري بوكر وزيرة الأمن الداخلي كريستين نيلسن بالاستقالة مشيرا إلى تغريدة كانت كتبتها في حزيران 2018 وأكدت فيها أنه “لا تطبق أي سياسة لتفريق العائلات على الحدود”.
وقال بوكر إن الأمر “ليس كذبا فقط” موضحا أن هذا التقرير يدل على أنه “بقدر ما نتعمق نجد الأسوأ” وأضاف: “لم نر من وزيرة الأمن الداخلي سوى وحشية وعدم كفاءة وعليها الاستقالة”.
وزعمت الحكومة الأمريكية في تقرير نشر في تموز الماضي أن نحو 1400 طفل من أصل 2500 فصلوا عن ذويهم عند الحدود المكسيكية عادوا مجددا إلى أسرهم وأن هناك 711 طفلا آخرين اعتبروا غير مؤهلين للم شملهم بذويهم وفي 431 حالة أخرى تم ترحيل الآباء من الولايات المتحدة.
وكان آلاف الأشخاص خرجوا في العديد من المدن الأمريكية في مظاهرات في تموز الماضي احتجاجا على فصل أفراد عائلات المهاجرين وإبعاد أكثر من ألفي طفل عن ذويهم بينما اعتقلت الشرطة الأمريكية أكثر من 500 امرأة بينهن عضو في الكونغرس الأمريكي خلال مشاركتهن في مظاهرة احتجاجية على سياسة الهجرة قبلها بيومين.