الشريط الإخباري

مشروع دعم سينما الشباب.. لبناء جيل سينمائي يقود المسيرة الفنية

دمشق-سانا

يشهد الموسم الحالي من مشروع دعم سينما الشباب الذي أطلقته المؤسسة العامة للسينما قبل ثلاثة أعوام حراكا مبشرا بين صفوف الموهوبين الشباب الطامحين إلى الكتابة والإخراج السينمائي حتى لو لم يكونوا أكاديميين في هذا المجال.

ويندر أن يمر يوم دون أن نقرأ أو نسمع عن بدء عمليات التصوير أو انتهاء العمليات الفنية لفيلم من أفلام هؤلاء الشباب في دمشق أو غيرها من المحافظات ما يشير إلى حماس سينمائي يعد بالكثير على مستوى الإخراج السينمائي ولتكون هذه المواهب المبشرة رديفا حقيقيا وأساسيا في صناعة السينما السورية.

بدأ المشروع عندما أحدثت المؤسسة العامة للسينما في العام 2012 وحدة لدعم السينما الشابة تابعة لمديرية شؤون الانتاج السينمائي مهمتها دعم مواهب الإخراج السينمائي ممن لم يتلقوا تعليما أكاديميا وليسوا مصنفين في نقابة الفنانين وتعرض هذه الوحدة السيناريوهات والأفكار والمشاريع التي يتقدم بها الشباب على لجنة خاصة تشكل لهذا الغرض وفي حال الموافقة عليها تنتقل الى مجلس شؤون الإنتاج ومن ثم مجلس الإدارة لإقرارها ولا يتم البدء بتصوير الفيلم إلا بعد موافقة مجلس الإنتاج ومجلس الإدارة على المشروع وميزانيته وخطة تصويره.

سانا الثقافية التقت منير جباوي مشرف الغنتاج المسؤول عن منح دعم الشباب الذي أكد أن الهدف من المشروع هو إتاحة الفرص أمام الشباب لاظهار مواهبهم الفنية وإعطائهم فسحة من الأمل سواء في مجال الكتابة أو في مجال الإخراج على ألا تتجاوز مدة العرض خمس عشرة دقيقة لافتا إلى أنها فرصة نادرة لا مثيل لها في الوطن العربي ويأمل أن يستمر هذا المشروع ويؤدي النتائج المرجوة منه لبناء جيل سينمائي يقود المسيرة الفنية في سورية.

2

وأضاف إن المؤسسة لم تضع قيودا على أفكار الشباب الذين وجدوا فرصة من خلال هذه المنح لطرح أفكارهم كما تقدم لهم كافة التسهيلات اللازمة لصناعة أفلامهم القصيرة فتندب على نفقتها مدير إنتاج ومحاسبا ومصورا وفني إضاءة ومساعد مونتير ومستشارا سينمائيا وتقدم لصاحب المنحة وبلا مقابل معدات التصوير والإضاءة والمونتاج طيلة الفترة التي يحتاجها إنجاز فيلمه وفق الخطة المقررة.

وأشار إلى أنه في البداية أعطيت المنح لعشرة أفلام وفي السنة التي تلتها أعطيت المنح لخمسة وعشرين فيلما وفي العام الحالي تقدم 1200 شاب وشابة ليتم إعطاء 1ثلاثين منحة على أساس النص والموهبة ومنهم من فاز بهذه المنح في السنوات السابقة أي إن بإمكان المتقدم أن يحظى بفرصة ثانية وثالثة مشيرا إلى أن بعض الفائزين بالمنح هم ممثلون معروفون ممن لديهم موهبة الكتابة والإخراج كالفنانة نادين تحسين بك التي أنجزت فيلمها بعنوان “غزل” وكذلك الممثل حسام الشاه وسندس برهوم زوجة الفنان الراحل نضال سيجري التي بدأت عمليات التصوير لفيلمها بعنوان “الحاجز” بعد أن كتبت له السيناريو وتقوم باخراجه وأسندت البطولة فيه إلى طفلها آرام نضال سيجري.

ولفت جباوي إلى أن عددا من نجوم الدراما المعروفين يقومون بأداء بعض الأدوار في أفلام المخرجين الشباب الحاصلين على المنح وباجور زهيدة كنوع من التشجيع للمواهب الشابة حتى إن أيا من هؤلاء النجوم لم يرفض أي فرصة للتمثيل في الأفلام القصيرة للمخرجين المبتدئين دون النظر إلى المردود المادي بل كانوا متجاوبين لأبعد الحدود كالفنان علي كريم في زهرة القبار والفنانة نادين تحسين بيك والفنانة ريم عبد العزيز ورامز الأسود وغيرهم.

وأوضح المشرف الإنتاجي أن منح مشروع دعم سينما الشباب ليست محصورة في العاصمة دمشق وانما تم تنفيذ النصوص حسب طبيعة الأمكنة التي حددتها سيناريوهات الأفلام وتبعا لظروف الأزمة التي تعيشها سورية فقام عدد من الشباب بتصوير أفلامهم في المحافظات الآمنة كفيلم “شايف البحر شو كبير” لمخرجه الشاب علي منصور الذي تم تصويره في طرطوس.0

ويطمح جباوي إلى إقامة ورشات عمل وندوات للمخرجين الجدد لكي تتاح لهم فرصة الاستفادة من تجارب المخرجين المخضرمين وخبرات مديري التصوير وذلك قبل البدء بتصوير أفلامهم نظرا لتوقف المنح الخارجية.. كما يقترح جمع أبرز الموهوبين في عمل واحد تحت إشراف مخرج قديم مشيرا إلى أنه كخبير في إدارة التصوير وكمشرف إنتاجي فإنه يضع خبرته في تصرف هؤلاء الشباب الذين يستشيرونه في بعض الأحيان فيساعدهم دون أن يملي عليهم ما يجب أن يفعلونه بل يوجههم لتسهيل أمورهم وصقل مواهبهم.

وتتحدث ديمة القائد الحاصلة على منحة في إطار هذا المشروع لعام 2014 لـ سانا الثقافية عن فيلمها الوثائقي بعنوان “حكاية يوم واحد” من تأليفها وإخراجها والذي يدور موضوعه حول مرضى السرطان والطفلة “فرزات” كنموذج وكيف يمكن لها أن تستمر بالحياة بعد أن تعثر الحصول على الأدوية بسبب فرض العقوبات على سورية.

وترى ديمة أن الموضوع الذي تتناوله في فيلمها هو موضوع مهم تجب إثارته وعدم الانشغال عن الأطفال في ظل الأزمة مشيرة إلى أن مؤسسة السينما مشكورة لما قدمته من الحصول على الموافقات سواء لدخول مشفى الأطفال أو المدارس أو البيوت وأماكن التصوير الأخرى إضافة إلى تقديم كافة مستلزمات العمل والمساعدة في كل ما تحتاجه مشيرة إلى أن الصعوبات كانت في التعامل مع الأطفال المرضى بحذر وطريقة تصوير معاناتهم في المشفى.

وتعتبر المخرجة الشابة أن مشروع دعم سينما الشباب هو مشروع مفيد وممتع وهي كخريجة إعلام تعتبر نفسها محظوظة لكونها وجدت الجهة التي تدعم رغبتها في صنع أفلام وثائقية بطريقة مهنية احترافية كما انها سعيدة لكون المؤسسة تساعدها في الانتقال من مرحلة إلى مرحلة أخرى أكثر تقدما.

وبدورها تخوض المخرجة الشابة نادين الهبل تجربتها الثالثة في إطار هذه المنح بفيلم عنوانه “قهوة ومقبرة” من إخراجها وتأليف الدكتورة رانيا الجبان ومن بطولة ريم عبد العزيز ورنا ريشة إذ انتهت عمليات تصويره إلا أنه لم يدخل العمليات الفنية بعد وتدور مقولة الفيلم حول الأنثى التي ليس لها سند في الحياة والمصاعب التي تواجهها.

ونادين هي خريجة إعلام أيضا إلا أنها اتجهت إلى السينما لكونها تحبها ومشروع دعم الشباب حقق لها هذه الرغبة وجعلها تغني تجربتها وتستفيد من فريق العمل الذي هيأت لها المؤسسة العمل معه كما ساهم المشروع في دعم الشباب الذين يطمحون الى العمل في السينما وقدم لهم فرصة من ذهب لإنجاز أحلامهم ووضعهم على الطريق الصحيح وخصوصا في ظروف الأزمة التي تعيشها بلدنا معتبرة أن السينما سلاح كأي سلاح آخر.

كما انتهت قبل أيام عمليات تصوير فيلم “ليلة دمشقية في زمن الحرب” ضمن مشروع دعم سينما الشباب.. سيناريو وإخراج “عمر ريمون بطرس” وبطولة عوض القدرو وريهام كفارنة.

يذكر أن المؤسسة العامة للسينما أعلنت مؤخرا عن إطلاق الموسم الرابع من مشروعها الرائد ويستمر حتى آخر الشهر الحالي وتشترط على المتقدم أن يكون سوريا وأن يكون فيلمه قصيرا وأن يتم تنفيذه خلال ثلاثين يوما بما فيها مرحلة المونتاج وألا يتجاوز عمر المتقدم أربعين عاما.

سلوى صالح