حمص-سانا
أدب الطفل ضرورة ملحة فهو وسيلة فعالة من طرق التربية وبناء الذوق لدى الأطفال والناشئة وتشكيل الوعي لديهم عبر إصدار كتب مخصصة لهم تراعي مستواهم العلمي وتتماشى مع متطلباتهم الثقافية والتربوية.
وعن واقع أدب الطفل وخصوصيته والصعوبات التي تواجهه أشارت الكاتبة (أميمة ابراهيم) في تصريح لـ سانا إلى أن الكتابة إلى هذه الشريحة تحتاج إلى مقدرة ودراية وخبرة كبيرة في طرائق التعامل معها فلابد أن يتمتع أديب الأطفال بمقدرتين الأولى سيكولوجية وتتمثل بفهم شخصية الطفل والثانية معرفية وثقافية وفنية تتعلق بالجنس الذي يكتبه.
وتعول إبراهيم على أهمية اللقاءات مع الأطفال إذ تتيح للأديب أن يعرف وجهة نظرهم بالنص المطروح كمقدمة لتشجيع الأدباء والكتاب على الكتابة للأطفال بما يتلاءم مع معطيات العصر وتوفير منابر إعلامية خاصة بالأطفال وعقد ندوات ومؤتمرات يتم فيها بحث ونقد وتأريخ الإبداع المتعلق بالأطفال وإيصال الكتب إليهم في البيوت والمدارس وتدريس أدب الأطفال في كليات التربية والاداب.
بدوره الشاعر طالب هماش أشار إلى أن الكتابة الموجهة للطفل تعاني من مشكلات متعددة ان كان على مستوى القصيدة أو القصة أو المسرحية وأهمها استخدام الحيوانات والطيور كرموز لإيصال فكرة النص والابتعاد عن رموز أخرى استهلكت لم تعد قادرة على مخاطبة خيال الطفل الخلاق واثارته لافتا إلى ضرورة البحث عن أشكال جديدة لمواكبة تطور الطفل العقلي وازدياد وعيه ونمو خياله نتيجة عوامل متعددة أهمها وسائل الاتصال والإعلام.
ميزات أدب الطفل بحسب هماش تتمثل في القدرة على الادهاش والتشويق والفكرة المبتكرة وإثارة الخيال وتفريغ الشحنات الانفعالية والاسلوب السهل وتنمية القدرة على التعبير واعتماد لغة من عالم الطفل تنحو للموسيقا والإيقاع الداخلي اضافة إلى احترام ذكاء الصغار ومعرفتهم ووعيهم وإثارة الخيال بمشاهد بصرية غير نمطية والمزج بين الدمعة والابتسامة في النص الواحد واكتشاف عوالمهم الداخلية والابتعاد عن الكتابة التعليمية والتركيز على المتعة الفنية.
الشاعرة خديجة الحسن استشهدت برأي للأديب المصري الراحل توفيق الحكيم استصعب فيه الكتابة بأدب الأطفال لأسلوبها السهل الذي يشعر السامع بأنه جليس معه وليس معلما له مشيرة إلى ضرورة خلق الثقة لدى الطفل بنفسه وعدم تصغيره في النصوص وأن نشعره بالأمن العاطفي وخصوصا في هذا الزمن الصعب وتنمية القيم والأخلاق والشعور بالانتماء للوطن وغرس شعور المحبة والتعاون وتنمية معرفته بحقوقه وواجباته.
وأكدت الحسن أن المضمون هو المعيار الأساسي الذي يجعل الطفل راغبا بمتابعة القراءة بمتعة إضافة إلى القيم الأخلاقية والثقافية التي يحققها الكاتب بأسلوبه الموجه وهذا يستلزم قواعد الكتابة من حيث البناء النصي واللغة والمفردات التي ستكون رصيد الطفل اللغوي في المستقبل مع التركيز أيضا على التصميم والصور والألوان التي تجذب عين الطفل مع تفعيل الرقابة الخاصة بأدب الطفل لما لها من أهمية في تكوينه مستقبلا.
صبا خيربك