يأتي العام الجديد حاملاً معه الانتصارات والتحولات الكبرى في سياق الأزمة في سورية فها هي السفارات الموصدة تفتح أبوابها والقادة يحجون إلى قبلة العروبة والمعابر تعج بالقادمين، والقوات الأجنبية المحتلة تندحر مثقلة بخيباتها ونكساتها، وجيشنا الباسل يحرس ثغورنا الشمالية من غطرسة حاقد وأحلام طائش.
انتصارات متتالية ونجاحات باهرة تمت العام الماضي أحدثت علامة فارقة في دلالاتها وانعكاساتها العملية، على المستوى الداخلي والإقليمي والعالمي.. سورية عادت إلى دورها الريادي المحوري في المنطقة بمنطق المنتصر وأعادت معها إلى القلب النابض للعروبة بعض الدول العربية التي ابتعدت عن واقعها.
أحداث عميقة في بعديها الإقليمي والعالمي وفي جوانبها ولاسيما الثنائية قطفت سورية ثمارها بجدارة واقتدار، فقد فتحت دول عربية عدة علاقاتها بدمشق وزارها رئيس دولة أخرى إضافة لزيادة التنسيق الأمني مع الشقيق العراقي وفتح معبر نصيب مع الأردن وانتصارات البادية وإنهاء وجود تنظيم «داعش» الإرهابي من ريف السويداء الشرقي وإنهاء ملف المختطفين وإعادتهم إلى ذويهم مكرمين منتصرين.
ولعل الإعلان الأمريكي الانسحاب من سورية يعد من أهم الملفات الميدانية الحساسة التي حسمت الكثير من الرهانات الداخلية والخارجية لجهة المصالح الوطنية الكبرى فدخلت الشرعية إلى منبج شمال حلب وضاع الحلم الأردوغاني، والطريق إلى كامل الجزيرة السورية بات مفتوحاً أمام سيادة القانون وفرض الشرعية السورية على هذه القطعة الغالية.
ما جرى في العام المنصرم من انتصارات وتحقيق مكاسب كبيرة لسورية هو نتيجة يأس الأعداء المراهنين والمهرولين الآن إلى فتح أبواب العلاقات على مصراعيها بعد محاولتهم «إسقاط» الدولة السورية التي أظهرت صموداً أسطورياً خلال سنوات الأزمة من قبل كل مكوناتها وعلى رأسها الجيش العربي السوري.
ويبقى الباب مفتوحاً لمن يود العودة إلى الطريق الصحيح ولاسيما من أراد السوء بسورية بعدما قدمه جيشنا الباسل من دروس في القوة والفداء وبعدما أثبت مثلث المقاومة الذي يضم «سورية وإيران وحزب الله» مع الأصدقاء الروس أن المؤامرة لن تمر من هنا وأن زمن احتكار القوة ولى وبات هناك من يقرر على الأرض مستقبل المنطقة.
جمال ظريفة