اتفاق الحديدة بين سندان الحصار ومطرقة العدوان السعودي

دمشق-سانا

بعيد ساعات قليلة على بدء سريانه وفيما يواجه اتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة غرب اليمن امتحان الصمود انتهك نظام بني سعود باعتداءات جديدة الاتفاق الذي تم التوصل إليه الخميس الماضي في العاصمة السويدية بين الأطراف اليمنية وبدأ سريانه ليل الاثنين.

طيران العدوان السعودي حلق اليوم في سماء الحديدة وقواته قصفت قرية الزعفران مستهترا بالاتفاق كما دأب على استهتار جميع القوانين والأعراف الدولية بشنه عدوانا وحصارا جائرا على اليمن.

نظام بني سعود الذي يقود منذ أربع سنوات عملية إبادة جماعية حقيقية للشعب اليمني وبتواطؤ من الدول الغربية ودعم من الولايات المتحدة الأمريكية يواصل عدوانه غير آبه بالجهود الرامية لوقف مجازره بحق الشعب اليمني الذي كان صموده مع الجيش واللجان الشعبية الرد الأقوى على وحشية ذلك العدوان التي لم توفر المدنيين من الأطفال والنساء وكبار السن.

فإضافة إلى القصف المتواصل للبنى التحتية المدنية ولمؤسسات الدولة والذي أودى بحياة آلاف الضحايا والذين معظمهم من المدنيين فإن أحد الإجراءات المفروضة على اليمنيين هو الحصار الجوي والبحري الذي يعيد إلى الأذهان الحصار الجوي البحري الذي تفرضه سلطات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ عام 2007.

جنون العدوان دفع المنظمات الدولية إلى الخروج أخيرا عن صمتها رغم مهادنتها له سابقا وسكوتها تحت ضغط أمريكي فاضح إذ اتهم مسؤولون أمميون النظام السعودي بانتهاك القانون الدولي مشيرين إلى أن الضربات الجوية التي تنفذها طائرات العدوان على المناطق السكنية “سواء بتحذير مسبق أو دونه تتنافى مع القانون الإنساني الدولي”.

منظمتا “أنقذوا الأطفال” و”قائمة مراقبة الأطفال والنزاعات المسلحة” الدوليتان وجهتا دعوة إلى الأمم المتحدة لإدراج تحالف العدوان الذي يقوده النظام السعودي في قائمة منتهكي حقوق الأطفال بمناطق الصراع.

واستشهد تقرير للمنظمتين بحالة لقي فيها رضيعان مصرعهما أثناء وجودهما في الحاضنات بسبب نقص الأوكسجين بعدما تعرضت المستشفى لأضرار في غارة جوية شنها العدوان.

ويقول متابعون لما يجري في اليمن: إنه قد يكون بمقدور النظام السعودي أن يشن عدوانه على اليمن بدعم أمريكي ولكن من المؤكد أن تحقيق أهداف هذا العدوان أو التحكم بنتائجه وتداعياته المحلية والإقليمية وحتى الدولية لن يكون بمقدور هذا النظام وحتى أمريكا بل وحده الشعب اليمني من يقرر وهو يرى صواريخ وقنابل بني سعود تمزق أجساد أطفاله ونسائه وشيوخه.

ويرى المتابعون أن النظام السعودي الذي أفشل المحادثات اليمنية سابقا قبل توصلها إلى أي اتفاق يسعى اليوم إلى إفشال اتفاق أبصر النور لتوه، ففي الـ7 من أيلول من العام الحالي عرقل نظام بني سعود سفر وفد الحكومة الوطنية اليمنية إلى جنيف بعد أن أفشل محادثات مماثلة في نيسان 2016 بالكويت.

وفي محاولة جديدة لوقف سيل الدم النازف اجتمعت الأطراف اليمنية في استوكهولم وتوصلت إلى اتفاق برعاية الأمم المتحدة ينص على وقف فوري لإطلاق النار وتؤكد الأخبار الواردة من الحديدة أن الساعات الأولى لتطبيقه لا تبشر بنتائج جيدة.

دليانا أسعد