القيشاني… حرفة تراثية تتميز بها مدينة حماة

حماة-سانا

أكثر من 25 عاما أمضاها الحرفي محمود أبو الركب في حرفة القيشاني والتي تتطلب الكثير من الصبر والدقة.

وفي ورشته بخان رستم باشا الأثري يؤكد أبو الركب أن القيشاني يصنع من الصلصال النقي الأبيض وتختلف سماكته حسب الطلب وهناك زبائن يطلبونه على شكل أواني طعام ومنهم من يطلبه على شكل إطارات مرايا أو لوحات وهناك من يفضله بلاطا لأرضية محددة في المنازل أو لتزيين الفسح السماوية في المنازل القديمة.

وتمر صناعة القيشاني بعدة مراحل حسب أبو الركب ففي البداية يتم صنع القالب وبعد تقدير السماكة يدخل القالب في فرن حراري ليتم حرقه ومن ثم الرسم عليه بالألوان المخصصة للمادة وأغلب الألوان من درجات الأزرق الفيروزي ويمكن استخدام الألوان حسب طلب الزبون وبعدها توضع القطعة مرة أخرى في الفرن بدرجات حرارة عالية جداً كي يكتسب القيشاني الطبقة الزجاجية التي يتميز بها.

الرسامة كهرمان أورفلي التي تعمل بهذه الحرفة منذ عشر سنوات أشارت إلى أن القيشاني هو خزف ملون ولكنها ككلمة في القاموس العربي تأتي بمعنى (أنظر) ومن هذه الكلمة تنطلق الحرفية كهرمان إلى الاجتهاد والمثابرة في تنفيذ أعمال الرسم باستخدام أكاسيد أشباه معادن موضحة أنها تقوم بالرسم على بلاطات قد تكون مستطيلة أو سداسية أو مثلثية تنقش على كل بلاطة منها موضوعات زخرفية متكررة أو أجزاء متقطعة يكون مجموعها موضوعاً زخرفياً كبيراً متناسقاً كما يتم استخدام الخط العربي من خلال فن رسم الحروف العربية بأشكال جميلة وبفن راق جذاب.

وتعاني حرفة القيشاني كما هو حال الحرف الأخرى من قلة الزوار أو السياح خلال فترة الأزمة بعد أن كانت تشهد إقبالا كبيرا قبلها ما يدعو لإقامة معارض داخلية لها ولا سيما مع توقف المشاركة في المعارض الخارجية.

ووفق عدد من حرفيي القيشاني في حماة فان سنوات الحرب أثرت على أعمالهم لكن ذلك لم يمنعهم من مواصلة العمل وخاصة بعد عودة الأمان والاستقرار لمعظم المناطق السورية ما يبشر بعودة محبي تحف القيشاني الذين كانوا يزورون حماة ويضعون في قائمة برنامجهم زيارة البيوت التقليدية لمشاهدة إبداعات الحرفيين ومن ثم زيارة ورشاتهم ومشاهدتهم وهم يبدعون بأناملهم وأيديهم واقتناء ما يعجبهم منها.

سهاد حسن

 

انظر ايضاً

قسم شرطة الصالحين في حلب يلقي القبض على أحد اللصوص ويسترد عدد من المسروقات في المدينة ويعيدها لأصحابها