حرب الاحتلال لهدم منازل الفلسطينيين تواجه بصمود وتشبث بالأرض

القدس المحتلة-سانا

عشرات آلاف منازل الفلسطينيين في القدس المحتلة والضفة الغربية مهددة بالهدم بعد تسليم سلطات الاحتلال الإسرائيلي أصحابها إنذارات ضمن مخططها لتهجير الفلسطينيين وإقامة مستوطنات جديدة على أرضهم لكن حرب الهدم هذه تقابل بصمود فلسطيني من خلال إعادة بناء هذه المنازل للتشبث بالأرض التي يريد الاحتلال إفراغها من أصحابها الحقيقيين بهدف تهويدها.

واعتمد الفلسطينيون أساليب مقاومة جديدة لعمليات الهدم كما يحدث في الخان الأحمر شرقي القدس المحتلة التي يتصدى الفلسطينيون فيها لعمليات الهدم من خلال الاعتصام للشهر السادس على التوالي في المنطقة ومواجهة هذا الاحتلال حيث سجل الخان الأحمر صمودا أسطوريا في وجه الاحتلال.

ويقول أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي لمراسل سانا إن “ما يجري من هدم للمنازل الفلسطينية في القدس المحتلة والضفة الغربية هو عملية مخططة يقوم بها الاحتلال في محاولة منه لفرض واقع استيطاني جديد في القدس والضفة وثانياً تدمير أكبر قدر ممكن من المنشآت الفلسطينية وهذا جزء من مخطط الضم والتهويد”.

وأشار البرغوثي إلى أن الاحتلال يهدف من عمليات الهدم إلى إنهاء الوجود الفلسطيني حيث بات الواقع في القدس والضفة خطيرا للغاية من خلال استمرار الاحتلال بسياسة التطهير العرقي محملا المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عما يحدث من عمليات تطهير عرقي وتهجير للفلسطينيين عبر تجاهله لجرائم الاحتلال.

وأوضح البرغوثي أن هناك 750 قرارا صدرت عن الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد ما يقوم به الاحتلال ولم تنفذ تلك القرارات كما صدر 86 قرارا عن مجلس الأمن الدولي وهي لم تنفذ أيضا مشيرا إلى أن الاحتلال لم يكن ليمعن في جرائمه وحربه ضد الوجود الفلسطيني لولا صمت المجتمع الدولي على هذه الجرائم.

من جانبه أشار مسؤول ملف مقاومة الجدار والاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس إلى أن سلطات الاحتلال كثفت مؤخرا من هدمها لمنازل الفلسطينيين فهناك 20 الف منزل على الأقل مهددة بالهدم في الضفة وحدها من بينها 200 منزل في مدينة نابلس تلقى أصحابها إنذارات بالهدم مشددا على أن الشعب الفلسطيني لم ولن يستسلم للهدم وعلى الفور يقوم أصحاب المنازل بإعادة بنائها فالتمسك بالأرض الفلسطينية يعد من أهم أشكال مقاومة المحتل الإسرائيلي.

من جانبه كشف الخبير في شؤون الاستيطان صلاح الخواجا أن الاحتلال هدم 6000 منزل في الضفة المحتلة خلال السنوات الماضية وأن مدينة القدس المحتلة كانت مسرحاً لأوسع عملية هدم وتطهير عرقي حيث هدم فيها نحو 7000 منزل للفلسطينيين يضاف إلى ذلك أن هناك آلاف المنازل على قائمة الهدم حالياً لافتا إلى أن عمليات الهدم هي جزء من مخطط الاحتلال لتعزيز نظام الفصل العنصري والتطهير العرقي بهدف تهجير الفلسطينيين.

وأوضح الخواجا أن الاحتلال يخطط خلال الأيام القادمة لهدم 46 تجمعا سكنيا للفلسطينيين في محيط القدس والاغوار إضافة إلى وجود أكثر من ألفي منزل مهددة بالهدم في القدس المحتلة وثمانية تجمعات تقطنها مئات العائلات الفلسطينية مهددة بالترحيل جنوب الخليل.

ولفت الخواجا إلى أن تكثيف الاستيطان داخل بلدة سلوان قرب القدس المحتلة وهدم المزيد من المنازل في المدينة القديمة والاستيلاء على عقارات ومنازل الفلسطينيين إضافة إلى عمليات الهدم الأخيرة في مخيم شعفاط تهدف لإلغاء أي وجود فلسطيني في القدس المحتلة وطمس تاريخ وحضارة المدينة المقدسة.

وحملت الحكومة الفلسطينية المجتمع الدولي مرارا المسؤولية الكاملة عن ممارسات الاحتلال القمعية بحق الفلسطينيين من قتل واستيطان وتهجير لافتة إلى أن الدعم الأمريكي اللامحدود وصمت المجتمع الدولي يشجعان الاحتلال على الاستمرار في جرائمه والتمادي في تهجير الفلسطينيين في انتهاك سافر لكل القوانين والمواثيق الدولية.