دمشق-سانا
تتابع جمعية الرازي الخيرية بدمشق مشروعها لتأهيل الاطفال الذين يعانون من اضطرابات صعوبات التعلم والنطق الذي بدأته منذ 3 سنوات بالتشارك مع وزارة التربية حيث خصصت الوزارة جزءا من مبنى مدرسة سليمان الحلبي بمنطقة كفرسوسة ليكون مركزا لتاهيل هذه الحالات باشراف الجمعية التي أهلت عددا من الكوادر التربوية والتعليمية لهذه الغاية.
وبهدف زيادة عدد المستفيدين من خدمات الجمعية التي تشمل أيضا تأهيل الأطفال المصابين بالشلل الدماغي من خلال جلسات معالجة فيزيائية وتقديم تعليم مهني للاطفال من ذوي الاعاقة الذين تجاوزت اعمارهم 15 عاما خصصت الوزارة حسب رئيس مجلس ادارة الجمعية محمد منذر الخطيب جزءا من مبنى مدرسة نعيم معصراني في كفرسوسة تم تأهيله ليكون مركزا ثانيا لخدماتها وافتتح في أيلول الماضي.
وأوضح الخطيب ان الجمعية تقدم خدمات رعاية لهذه الفئات من الأطفال الذين بلغ عددهم لديها 400 طفل وطفلة كما قامت بتدريب اكثر من 30 معلمة تشرف على تقديم جلسات معالجة صعوبات التعلم والنطق باشراف اطباء مختصين اضافة إلى كادر للتدريب المهني لأعمال الخياطة والتريكو والاكسسوارات وآخر لجلسات المعالجة الفيزيائية.
وبين الخطيب أن الجمعية تقدم خدماتها للأطفال من خلال إحالة من مديرية التربية من مختلف المدارس او عن طريق التواصل مع الاهل بشكل مباشر وهي خدمات مجانية او بسعر رمزي جدا حيث تستقبل مختلف الحالات بمركزيها من الساعة الثامنة صباحا وحتى الثامنة مساء عدا عن يوم الجمعة وتقدم جلسات المعالجة وفق برنامج أسبوعي.
ولفتت رئيسة دائرة البحوث في مديرية تربية دمشق الدكتورة الهام محمد في تصريح لسانا الى أن الوزارة نفذت بالتعاون مع جمعية الرازي مشروع رعاية الأطفال الذين يعانون صعوبات التعلم في مدرستي سليمان الحلبي ونعيم معصراني معتبرة أنها “تجربة ناجحة جدا لتفعيل المجتمع الاهلي وتقديم خدمات رديفة للجهات الحكومية وتشكيل حالة تكاملية في تقديم خدمات رعاية الأطفال من ذوي الإعاقة”.
وأوضحت الدكتورة محمد أنه يوجد في دمشق 12 مدرسة دامجة إضافة إلى روضتي أطفال أحدثتا بهدف التدخل المبكر لمعالجة الإعاقة لدى الأطفال ولا سيما صعوبات التعلم للوصول إلى سوية أفضل.
وفي تصريح مماثل بينت مديرة البحوث في وزارة التربية الدكتورة سبيت سليمان انه يوجد في سورية 123 مدرسة دامجة ويتم التحضير لافتتاح مدارس اخرى مشيرة إلى أهمية مشروع الدمج وإلى أنه في كل مدرسة توجد غرفة مصادر تم تدريب المعلمات فيها على اليات تعديل السلوك والدمج وأنواع الإعاقات وصعوبات التعلم الاكاديمية والنمائية ليتمكنوا من التعامل مع الإعاقة من الناحية التأهيلية والتعليمية واشراك الطلاب ذوي الاعاقة مع اقرانهم بأنشطة رياضية وفنية متنوعة لتحقيق دمج تعليمي ونفسي واجتماعي.
وخلال زيارة مندوبة سانا للجمعية أوضح الدكتور حسن عماد اختصاصي في علم النفس المشرف على معالجة صعوبات التعلم بالجمعية أن اختيار الأطفال جاء بناء على إحالة مديريات التربية لهم أو عبر مراجعة الأهالي لها مباشرة وبعد إجراء مقابلة أسرية لتقييم حالة الطفل وتحديد مشكلته سواء صعوبة أو بطء تعلم أو تأخر دراسي من خلال اجراء اختبارات ادراكية وإعداد خطة علاجية تربوية حسب كل حالة مشيرا الى ان مدة تأهيل الطفل تختلف حسب درجة وشدة حالته ومنوها بأهمية دور الأهل في هذا المجال.
ولفت الدكتور عماد إلى أن مثل هذا النوع من الاضطرابات اصبح منتشرا بشكل واسع نتيجة ظروف الازمة وعدم انتباه الاهل لهذا النوع من الاضطراب وإهماله احيانا ما يتسبب بالتقصير الدراسي للطفل.
وفي مدرسة سليمان الحلبي أشارت المعلمة رغد التحفة اختصاصية في معالجة صعوبات النطق إلى أن جلسات التأهيل الفردي المستمرة تسهم بتجاوز هذه الصعوبات عبر خطة علاجية توضع من قبل الاخصائي ويتم تقييم الحالة بشكل مرحلي لمعرفة مدى تجاوبه بينما لفتت المعلمة /ياسمين حمادي/ معالجة تأهيل وتعديل سلوك إلى أنها تقدم جلسات التأهيل الفردي لأربع حالات ثلاث مرات بالأسبوع مدة كل جلسة نحو 45 دقيقة مؤكدة على دور الاهل في متابعة بعض التدريبات بالبيت لتطوير الناحية المعرفية والسلوكية للطفل.
ويتلقى كل من الطفلين شهد درغام في الصف الرابع و مالك غباش في الصف الخامس وهما من طلاب مدرسة سليمان الحلبي جلسات معالجة صعوبات التعلم منذ نحو عامين قبل او بعد الدوام المدرسي إضافة إلى يوم السبت حيث عبرا عن سعادتهما بالوصول الى مراحل متقدمة لتجاوز الصعوبات.
وخلال جلسة معالجة اضطراب التوحد للطفل مؤيد 10 سنوات بينت والدته أنها تعرفت على خدمات مركز الجمعية حديثا حيث كان يتلقى مثل هذه الخدمة في مركز خاص معتبرة ان وجود مثل هذه الخدمات بجمعيات اهلية يسهم بتقديمها لعدد كبير من الأسر.
من جانبه أوضح المعالج الفيزيائي قاسم ادريس المتخصص في تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقات الحركية بالجمعية ان مركز الجمعية يستقبل مختلف حالات الأطفال المصابين بالشلل الدماغي بمختلف درجاته او اذيات اعاقات ذات منشأ ولادي او مكتسبة دون سن 13 عاما وبعد تقييم كل طفل يتم وضع جلسات معالجة أسبوعية للوصول الى دمجهم بالمجتمع وتحسن الحالة الحركية بما يضمن استقلاليتهم.
وبحسب والد الطفل عامر التقوى يتلقى ابنه العلاج الفيزيائي منذ سبع سنوات وتشهد حالته تطورا بسيطا نظرا لصعوبتها لوجود شلل في الأطراف الأربعة في حين استطاعت اخته التوءم تجاوز هذه الاعاقة نسبيا بعد عدد من الجلسات بمركز التاهيل بالجمعية.
وفي قسم التأهيل المهني بمركز الجمعية بمدرسة نعيم معصراني الذي مضى أكثر من شهرين على افتتاحه بينت المدربة راما بطحيش أنها تقدم التعليم المهني لأكثر من عشرة أطفال فوق سن 15 عاما من ذوي الاعاقة حيث يتعلمون شك الخرز واعمال الرسم والتريكو واعادة تدوير المواد التالفة والخياطة لافتة إلى وجود مهارات متنوعة لديهم يمكن استثمارها باقامة معارض لانتاجهم مستقبلا.
وأشارت هبة الزبيدي وحنين الحسين 15 عاما الى ان عدم مواصلة التعليم نظرا لظروف الاعاقة لديهما لن تمنعهما من تعلم مهن يدوية بسيطة يمكن أن تكون مصدر رزق لهما مستقبلا.
يشار إلى أن جمعية الرازي تأسست عام 2008 وتقدم خدمات رعاية صحية وتعليمية للاطفال من ذوي الاعاقة كما عملت منذ عام 2012 في الجانب الإغاثي.
إيناس السفان