دمشق-سانا
استفسارات ممزوجة بعبارات الفرح تسبق خطوات زوار معرض دمشق الدولي الذين اختاروا القطار لنقلهم إلى مدينة المعارض في رحلة قصيرة تبعدهم عن متاعبهم ومشاغلهم اليومية وتعيد اليهم بهجة أبعدتها الحرب عن القلوب.
وفي الحافلة المخصصة لنقل الركاب مجانا من مركز المدينة “البرامكة” إلى محطة القدم تبدأ مشاهد الرحلة المعنونة بالفرح والشغف.
فاتنة ومنال تتحدثان عن تاريخ معرض دمشق الدولي وتستذكران أيام طفولتهما وزياراتهما للمعرض بينما يسأل طفل والدته عن مدة الوصول وطول القطار وعدد مقطوراته معبرا عن سروره ببسمة ترتسم على وجهه يلتفت بعدها إلى النافذة لينطلق بمخيلته التي تنسج صورا حول هذه الرحلة.
تصل أعداد كبيرة إلى المحطة يستقبلهم شبان حفظ النظام ببسمة وترحيب طالبين منهم التقيد بتعليمات المحطة حفاظا على الهدوء والسلامة وبعد قطع تذكرة مجانية يتوجه الركاب الى صالة الانتظار التي تتصاعد فيها وتيرة الشغف مع ترقب لحظة الصعود إلى القطار.
تعرب أم حمزة السبع في حديث لـ سانا عن سعادتها باصطحاب أطفالها في رحلة القطار إلى المعرض والأجواء الجديدة التي يتعرفون عليها خلال هذه الرحلة بينما تتمتم امرأة ستينية الحمد والشكر لعودة الأمان والسلام لربوع الشام وأهلها وتقول: “كنت أتمنى أن أرى هذا اليوم الذى تعود به الحياة إلى هذا البلد الذي لا يموت وكتب لي ذلك.
الحاجة لكسر روتين فرضته ظروف الحرب تحمل الراغبين بزيارة المعرض عبر القطار للخوض فى تجربة قد تكون الأولى من نوعها وبخلاف كل التنقلات عبر وسائط النقل تبدأ الرحلة بتصفيق الأطفال الذين سرعان ما يتركون مقاعدهم متشبثين بالنوافذ ليطلوا منها على الطريق والأماكن التى سيمر بها القطار.
وبعد أكثر من 40 دقيقة وما أن تطل أضواء مدينة المعارض التي تصل الأرض بالسماء يدرك الركاب وصول رحلتهم القصيرة مستبشرين ببداية يوم مفعم بالمتعة والتسلية ثم يتابعون بعد ذلك طريقهم الى مدينة المعارض حيث معرض دمشق الدولي والتي تبعد أكثر من 500 متر عن المحطة عبر باصات نقل داخلي مخصصة لذلك.
وكانت كوادر مختصة عملت على مدار شهرين على تجهيز ما يقارب 55 عربة خاصة بنقل زوار معرض دمشق بدورته الستين الذي تستمر فعالياته لغاية الـ 15 من الشهر الحالي.
مها الأطرش