مساعدات أمريكية لـ«داعش»

كيف يمكن لإدارة أن تحارب «داعش» الإرهابي وتساعده في الوقت نفسه؟ هذا الأمر غريب على السياسات التي تنتهج المبادئ، أما سياسات «الغاية تبرر الوسيلة» فلا مانع لديها من سلوك كل المتناقضات لتحقيق أهدافها وأطماعها.

في تقرير أمريكي نشره موقع «ديلي بيست» الشهير بتاريخ 19/10/2014 جرى تأكيد أن المساعدات الأمريكية الغذائية والطبية وسواها والممولة من الوكالة الأمريكية للتنمية «usaid» ما زالت تصل إلى المناطق التي يُسيطر عليها إرهابيو «داعش» وخاصة في دير الزور والرقة، وقد أكد مصدر في الخارجية الأمريكية هذا الأمر، وبيّن التقرير أن «داعش» يستفيد ويستثمر هذه المواد الأمريكية ليظهر أمام السكان أنه «دولة تقدم لهم الأغذية والأدوية والخدمات الطبية»، وفي الوقت نفسه فإن عناصر من «داعش» تبيع هذه المواد في السوق السوداء.

منذ أيام قليلة تحدثت وسائل الإعلام عن قيام الطائرات الأمريكية برمي المساعدات العسكرية والأٍسلحة للمدافعين عن عين العرب ضد «داعش»، وهذه الأخبار يتلقاها الرأي العام، بالتزامن مع تقرير «ديلي بيست» عن استمرار وصول المساعدات الأمريكية إلى «داعش»، ما يعني أن المساعدات الأمريكية تقدم للطرفين المتقاتلين، الأمر الذي يؤكد أن الإدارة الأمريكية تسعى لإشعال القتال وتأجيج استمراره، إضافة إلى غاراتها الجوية المستمرة، لأن المطلوب أمريكياً تدمير المجتمعات تدميراً شاملاً.

بالأمس صرحت «شخصية معارضة» عملت مع «الإخوان» وفيما يسمى «مجلس اسطنبول» وفي «ائتلاف الدوحة» أن «داعش» صناعة إخوانية- أمريكية أي شهد شاهد من أهلها.

الأمر انفضح واتضح أن أمريكا تصنع مع الإخوان «داعش» وتستمر بمساعدتها ـ وفي الوقت نفسه تساعد المتصدين لها في عين العرب ويستمر التحالف بغاراته- يريدون تدمير المجتمعات وقتل الحياة وحرق الأرض لأن حضارة الشعب العربي السوري وقوته تؤرقهم وتقلقهم وستنتصر عليهم حتماً.

بقلم: فؤاد شربجي