الشريط الإخباري

صناعة الجلديات في الحسكة… مهنة يدوية تتوارثها الأجيال

الحسكة-سانا

تعد صناعة الأحذية يدويا في مدينة الحسكة من الصناعات الجلدية العريقة التي امتهنتها وتوارثتها عدد من أسر المدينة لتلبي حاجة أبناء المدينة من مختلف صنوف الأحذية ذات الجودة والتصاميم المريحة.

محال تصنيع وبيع الأحذية تتوسط السوق المركزي في مدينة الحسكة فهي امتداد لسوق المأمون القديم وتعتبر هذه المهنة من المهن القديمة التي لايزال أهلها يحافظون عليها على الرغم من المنافسة الشديدة التي تفرضها الأحذية الجاهزة إلا أنها تبقى المفضلة لدى الأهالي لجودتها .

ويقول الحرفي جوزيف عيسى لمراسل سانا “إن هذه الصناعة بسيطة وفي الوقت ذاته تحتاج إلى دقة بالعمل والأكثر رواجا هي الأحذية الصيفية التي يتم تصنيعها يدويا والإقبال عليها جيد حيث اعتاد أهالي المحافظة على تفصيل الأحذية وفق الطلب وهناك أنواع كثيرة من المواد التي تدخل في صناعتها ولكن يفضل الأهالي الجلد الطبيعي في التصنيع رغم ارتفاع سعره”.

ويتابع عيسى “التصنيع لا يقتصر على الأحذية الصيفية “صندل” إنما هناك منتجات يتم تصنيعها يدويا باستخدام الجلد الطبيعي أهمها الحقائب من مختلف المقاسات والسيور حيث ينتج السوق الكثير من الأحذية وبكميات جيدة تلبي كل الأذواق .

ويبين انترانيك نوركيان الذي يختص بتصنيع الجلديات الخاصة بحمل وحفظ الأسلحة الفردية أن تصنيع الجلديات الخاصة بالأسلحة وحملها صناعة تراثية قديمة ويتجاوز عمرها في محافظة الحسكة أكثر من 70 عاما وخاصة أن الجلد يحافظ على السلاح ويضفي عليه رونقا خاصا ولا سيما أن حمل السلاح أو احتواءه يدخل ضمن الموروث التراثي لأبناء المحافظة الذين يتباهون بتعليقه على جدران المضافات والدواوين المنتشرة بمدينة الحسكة.

من جانبه يقول جوزيف ألبير أحد حرفيي السوق “إن المهنة قديمة جدا وهي موروثة من الآباء والأجداد وعمرها يتجاوز الـ75 عاما في المحافظة وكانت من المهن الأساسية ولا تزال وشهدت توسعا وتنوعا في ظل توافر المواد الأولية وسهولة وصولها إلى المحافظة وتنتج في محال التصنيع الأحذية بكل أشكالها ومقاساتها وأنواعها إضافة إلى ما يخص السلاح والحقائب اليدوية المصنوعة من الجلد الطبيعي .

سعود محمد أحد مرتادي محلات تصنيع الأحذية يقول “هناك فرق كبير جدا بين المنتج المصنوع يدويا وبين المنتج التجاري هنا تعرف ما نوعية الجلد والخيط إضافة إلى المقاس والدقة في التصنيع فهي مريحة وجيدة وأسعارها مناسبة” .

ويضيف محمد “إن الأمر لا يقتصر على الأحذية والحقائب وغيرها من المنتجات فبإمكان الحرفيين أن يصنعوا الكراسي والطاولات ومستلزمات عمل المكاتب المغطاة بالجلد الصناعي أو الطبيعي” لافتا إلى أن هذه الصناعة رغم التحديثات التي طرأت عليها بفعل التطور لا تزال تحافظ على حرفية عالية ورونق وجمال وخبرة اليد العاملة .

جوان حزام