نيويورك -سانا
أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن العدوان الثلاثي الأمريكي البريطاني الفرنسي على سورية يدعم التنظيمات الإرهابية ويؤدي إلى تدهور الأوضاع الإنسانية فيها.
وقال نيبينزيا خلال جلسة لمجلس الأمن دعت اليها بلاده لبحث العدوان الثلاثي الأميركى البريطانى الفرنسى على سورية “طلبنا عقد هذه الجلسة لمناقشة العمل العدواني لأمريكا وحلفائها على سورية الدولة ذات السيادة” لافتا إلى أن واشنطن وحلفاءها استهدفوا المنشآت والبنى التحتية في سورية دون ولاية من مجلس الأمن متخطين جميع القوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة.
ولفت نيبينزيا إلى أن الولايات المتحدة شنت العام الماضي عدوانا على مطار الشعيرات في ريف حمص بمزاعم استخدام المواد الكيميائية دون وجود أي أدلة كما هو الحال اليوم في الاعتداء الجديد حيث لم يعثر العسكريون الروس الذين زاروا دوما على أي دليل لاستخدام الكيميائي ولم يستطع أحد إثبات ذلك.
وأشار نيبينزيا إلى أن دول العدوان على سورية لم تنتظر نتائج تحقيقات بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في دوما وشنت عدوانا على سورية مؤكدا إدانة روسيا لهذا العدوان واستمرار موسكو بمساعد سورية في مكافحة الإرهاب.
وشدد المندوب الروسي على أن هذا العدوان يضر بالشعب السوري كما يدعم التنظيمات الإرهابية في المنطقة وقال “إن تصعيد الأوضاع الحالية ضد سورية يؤثر في سائر منظومة العلاقات الدولية” واصفا تصرفات دول العدوان “بالبلطجة في العلاقات الدولية”.
وأضاف نيبينزيا إن “روسيا تطالب الولايات المتحدة وحلفاءها بالتخلي عن هذه الخطوات وعدم زعزعة الأوضاع في الشرق الأوسط” مشيرا إلى أن “واشنطن ولندن وباريس قررت العمل دون الاحتكام للعقل السليم والولايات المتحدة ما زالت تستعرض انتهاكها الصارخ للقوانين الدولية وعلى أعضاء مجلس الأمن أن تصر على الالتزام بميثاق الأمم المتحدة فمن المخجل أن نسمع انه لتبرير هذا العدوان تم استخدام الدستور الأمريكي ولكن يجب على واشنطن أن تتعلم أن استخدام القوة يجب أن يأتي فقط وفقا لميثاق الأمم المتحدة”.
ودعا المندوب الروسي الشعبين البريطاني والفرنسي إلى الصحوة لأن حكومتيهما تتبعان الولايات المتحدة في أعمالها غير المحسوبة وقال إن الاستخدام غير الصحيح لميثاق الأمم المتحدة هو لتحقيق مصالحكم الشخصية والخاصة بحيث لا تقومون بالمناقشة والتنسيق معنا”.
وقال نيبينزيا “إن أعمالكم العدوانية تساعد فى تعقيد الأوضاع الإنسانية في سورية فكان بإمكانكم خلال 24 ساعة أن توقفوا الحرب في سورية وذلك من خلال إعطاء أمر من قبل الولايات المتحدة إلى الإرهابيين الذين يعملون دمى تحت أيديها لوقف هذه الحرب”.
وأوضح المندوب الروسي أن الدول المعتدية التي تدعى حماية حقوق الإنسان تقوم بدعم الإرهابيين في سورية وقال مخاطبا إياها “إن عدوانكم ضربة كبيرة للعملية السياسية برعاية الأمم المتحدة فأنتم تعيقون تقدم هذه العملية للأمام” داعيا واشنطن وحلفاءها إلى عدم تكرار أي عدوان ضد سورية مستقبلا.
وأشار نيبينزيا إلى أن روسيا قدمت لأعضاء مجلس الأمن مشروع قرار للتصويت عليه في نهاية هذه الجلسة.
مندوب الصين: من الضروري إجراء تحقيق مستقل في مزاعم استخدام المواد الكيميائية
من جانبه أكد مندوب الصين لدى الأمم المتحدة ما تشاو شيوي أنه من الضروري إجراء تحقيق مستقل في مزاعم استخدام المواد الكيميائية وأنه لا يمكن لأى طرف أن يستبق نتائج التحقيق مبينا أن الصين مستعدة لمواصلة دورها البناء والإيجابي في حل الأزمة في سورية عبر الحوار.
وشدد المندوب الصيني على أن أي عمل عسكري أحادي خارج مجلس الأمن يشكل خرقا لمبادئ ميثاق الامم المتحدة وينتهك المعايير الأساسية التي كرسها القانون الدولي داعيا إلى العودة لإطار القانون الدولي وحل المسائل من خلال الحوار والمشاورات.
بدوره أكد مندوب بوليفيا الدائم لدى الأمم المتحدة ساتشا سيرجيو لورنتي سوليز أن استخدام الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا القوة في سورية انتهاك لميثاق الأمم المتحدة وهو إجراء أحادي يتناقض مع مبادئ الأمم المتحدة وغير مقبول ونرفضه مبينا أنه يخدم مصالح من قام به فقط وهو ضد عمل بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وأشار المندوب البوليفي إلى أن الأمثلة على الإجراءات أحادية الجانب كثيرة بينها ما حدث في العراق عام 2003 وفي ليبيا 2011 مبينا أن هذه الإجراءات عبارة عن تدابير إمبريالية يجب أن يعترف بها مجلس الأمن.
إلى ذلك عرقلت واشنطن وحلفاؤها خلال الجلسة تبني مشروع القرار الذي قدمته روسيا لإدانة العدوان الثلاثي الأمريكي الفرنسي البريطاني على سورية.
ودعمت مشروع القرار الروسي الذي طالب أيضا بوقف العدوان على سورية ثلاث دول هي روسيا وبوليفيا والصين فيما عارضته 8 دول من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وامتنعت أربع دول عن التصويت.
وقال نيبينزيا في ختام الجلسة إن “اجتماع اليوم يؤكد أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن تواصل إغراق السياسة والدبلوماسية في أجواء الخرافات.. أساطير اخترعت في واشنطن ولندن وباريس” موضحا أن هذا انحراف خطير ونوع من دبلوماسية الأساطير والنفاق والخداع واستبدال المفاهيم.
وخاطب نيبينزيا الدول الثلاث قائلا “مجلس الأمن في شلل بسببكم وبسبب خداعكم أنتم تقفون فوق القانون الدولي وتحاولون إعادة صياغته”.