دمشق-سانا
محمد حموية اسم منسي في القصة السورية…دراسة في مجموعة من القصص القصيرة أعدها الدكتور نضال الصالح بأسلوب منهجي يسلط الضوء على حياة أديب أغفلته الأقلام رغم أنه واحد من أهم المبدعين الذين كتبوا القصة القصيرة في سورية إضافة إلى أنه مترجم أتقن الفارسية والإنكليزية والتركية.
في الكتاب قدم الناقد الصالح لمحة عما أنجزه الأديب الراحل حموية لافتا إلى غزارة معرفته الموسوعية وكتاباته التي كانت مثاقفة ناجحة بين الفارسية والعربية.
ثم جاء في الكتاب قراءات في القصص الخمس التي نشرها الصالح بالجزء الأخير من الكتاب وهي “الربيع الحزين والطين والصدى وأسنان جديدة وقال
الله فليكن نور وأجنحة السماء واليد القوية” مبينا القيم الفنية التي تحتويها النصوص وقدرة الكاتب في ترك قصصه لتعبر التاريخ على جسر من ألق.
في القصص أيضا أشار الصالح إلى النضج الفني والمستوى الراقي الموجود في تلك القصص لافتا إلى أسماء الصحف والدوريات التي نشر فيها منذ أن بدأ تحصيله العلمي وحصوله على شهاداته بجامعتي دمشق وطهران وسفره إلى دول أخرى ليدرس فيها اللغة العربية.
ورأى الصالح أن الوصف ينهض بدور مهم في قصص حموية وامتزاجها مع البيئة التي تنتمي إليها الشخصيات وتتحرك فيها الأحداث لتبدو خبرة القاص في هذه البيئات واضحة ما جعل من أفعال الوصف تنجز الدور المنوط بها على نحو يحقق وظيفتين هما التعريف بالفضاء المكاني الحاضن للشخصيات والأحداث وتعميق مقاصد النص ودلالته.
كما أشار الصالح إلى شعرية القص في معظم النصوص والرهافة اللافتة للنظر في بناء الجملة القصصية التي غالبا ما تترقرق تاركة إيقاعا داخليا مع تحرر للمفردات من جفافها المعجمي لإطلاق مخيلة القارئء من فضاء الواقع إلى فضاء التخيل فيجد نفسه وهو يقرأ كما لو أنه يتابع مشاهد يراها بعينيه.
يشار إلى ان الكتاب صادر عن دار كنانة للنشر أما الدكتور نضال الصالح فهو أستاذ النقد الأدبي الحديث بجامعة دمشق ورئيس اتحاد الكتاب العرب في سورية والمدير المسؤول عن دورياته المختلفة له العديد من الكتابات والمؤءلفات في النقد والرواية والقصة منها “مكابدات يقظان البوصيري” و”الأفعال الناقصة” و”جمر الموتى” وفي النقد “النزوع الأسطوري في الرواية العربية المعاصرة” و”القصة القصيرة في سورية” وغيرها.
محمد خالد الخضر