الشريط الإخباري

الشاعرة سوسن شتيان: قصيدة النثر تحتاج إلى ذائقة شعرية

دمشق – سانا

يرى بعض النقاد أن قصيدة النثر تليق بالمرأة أكثر ويتعزز هذا الانطباع بدراسة للحراك الشعري المعاصر ومن مسيرة بعض الشاعرات وآرائهن كالشاعرة سوسن شتيان التي تجد أن اتجاه عدد من الشاعرات لكتابة قصيدة النثر استجابة لطبيعتهن العاطفية وقدرة هذا النوع في التعبير عن معاناتهن الشخصية بحرية.

وتقول شتيان في حديث مع سانا طبيعة المرأة العاطفية تؤثر على ما تصوغه من أفكار مع وجود بعض الحالات الاستثنائية والتي تمكنت فيها المرأة الشاعرة من النجاح بنقل وصياغة هموم مجتمعها وما يعانيه الانسان أو المجتمع بطريقة تفوقت فيها وأبدعت بطرح مواضيع ترتبط بالرأي العام وحاولت ايجاد حلول لبعضها.

ولكن شتيان ترى أن المستوى الثقافي والوضع الاجتماعي أثر على ما تقدمه الشاعرة من نصوص كما ان هناك مشاكل قد تتعرض لها ومنها المجتمع الذكوري والذي يستخف بها وبما تقدمه من ابداع مؤكدة في الوقت عينه ضرورة خروج المرأة من دائرة العاطفة الوجدانية والتعمق في ميدان الكتابة والشعر ومواكبة النظريات النقدية الحديثة.

شتيان التي تكتب قصيدة النثر تعتبر أن هذا النمط فرض وجوده بين فنون الشعر وتغلب على الأنماط الأخرى من فنون الكتابة رغم اقتناعها بأن قصيدة النثر تحتاج إلى ذائقة شعرية وجمهور يتمتع برقي ثقافي لأنها مع مواكبتها للواقع تستفيد من تراكم التجارب البشرية الفلسفية والدينية والاجتماعية وبإمكانها ان تستشرف الآتي فهي حاملة لمشروع ثقافي ابداعي.

وتقول شتيان “النمط الحديث من الشعر استقطب الجمهور المثقف واستطاع ان يقدم لهم ما لم يقدمه الشعر التقليدي أو شعر التفعيلة من دهشة وخيال يدفع المتلقي إلى التبحر والتفكر في معانيه وصوره الساحرة والجذابة”.

وعن رؤيتها كشاعرة للنتاج الشعري السوري الذي ظهر خلال سنوات الحرب على سورية بينت أن هذه الحرب أثرت سلبا على شريحة واسعة فعلا صوت الحزن والمراثي على صوت الأمل والتفاؤل لكنها تؤكد أن الغلبة لطابع التحدي وحب الحياة لدى أبناء هذه الأرض فأخذوا يقاومون الرصاص بالكلمات وينثرون الحروف على مواكب الشهداء.

شتيان التي نشأت في ريف حماة تجد أن الطبيعة الريفية أغنت مخيلة شعرائها وجعلتهم أكثر ابداعا في صوغ القصيدة فالشاعر ابن بيئته ويستخدم عناصرها في بناء نتاجه الفكري. وتؤكد شتيان أن انتماء عدد من المبدعين والشعراء للطبقات الكادحة ردة فعل على واقع يفيض بالمعاناة والحرمان والحزن والفقد والمعوقات التي تذخر بها حياة الشاعر فيحيلها من أسباب للإعاقة إلى دوافع للنجاح والتميز معربة عن اعتقادها أن الإبداع لا يأتي من سعة في العيش او فراغ في القلب.

وتقول شتيان “الوضع المادي قد يعرقل انتشار الشاعر ويعيق طباعة دواوينه او الاحتفاء بها وفي زحمة المتطلبات وغلاء المعيشة يضطر الشاعر لأن يؤجل إصدار الديوان لكن نوعية العطاء تأتي ناضجة وغزيرة لدى هؤلاء الشعراء”.

وتميل شتيان للمذهب الرومنسي الإبداعي جراء ما تعرضت له من معاناة وألم ولا سيما أنها فقدت والدها في مرحلة مبكرة من عمرها كما أن للبيئة الريفية التي ولدت فيها أثرها في نتاجها الشعري وذكرها المتكرر لعناصر الطبيعة ومكوناتها.

يشار إلى أن سوسن شتيان من مواليد محافظة حماة حاصلة على إجازة جامعية في الأدب الفرنسي لها مجموعة شعرية صادرة بعنوان “جسد الكلام” كرمت مرات عدة في مهرجان الشعر ومن جمعية العاديات في مدينة سلمية.

محمد خالد الخضر