النحات العالمي علاء محمد يقدم التاريخ السوري بطريقة حضارية

طرطوس-سانا

شاب سوري يجسد في منحوتاته التاريخ السوري بطريقة حضارية ويدمج بين الماضي والحاضر ليقدم مشهدا نحتيا بطريقة فنية مميزة تعكس موهبته المصقولة أكاديميا والمطعمة بالهوية السورية إنه الفنان الشاب علاء علي محمد الذي شكل بمنحوتاته النمط الاجتماعي السوري على نمط المدارس الفنية الغربية والشرقية.3

بدأت موهبة علاء تظهر مبكرة في المرحلة الابتدائية ليبدع منحوتات صغيرة ويقدمها لأصدقائه على شكل هدايا تذكارية فيقول لنشرة سانا الشبابية “ظهرت موهبتي الفنية منذ الصغر لتنمو وتتطور بفضل رعاية وتشجيع أهلي ومدرسي مادة التربية الفنية”.

درس علاء النحت أكاديميا فهو خريج كلية الفنون الجميلة قسم النحت واختار بعد تخرجه العمل الميداني في مدينته طرطوس حيث أقام معرضه الفني الفردي الأول عام 2001.

عمل الفنان على تزيين المشهد الجمالي السوري وتصويره بطريقة تشكيلية مبدعة استخدم فيها مفردات وتفاصيل المجتمع السوري بطريقة واقعية ورمزية.

يدخل الحجر والخشب في خامات أعمال علاء النحتية وله عدة مجسمات ونصب تذكارية قيمة موجودة بدول أوروبية وعربية فهو يلتزم المدرسة الواقعية التعبيرية مع الاستعانة ببعض الرمزية لإغناء العمل النحتي حيث تتميز منحوتاته بالضخامة والاتقان في العمل.2

كما استحضر الفنان المرأة في أعماله الفنية بطريقتين الأولى المرأة التي تحمل الهوية السورية ببيئتها وزيها التراثي بشكل واقعي والثانية منحوتة بمدرسة واقعية رمزية لتثبت مواكبة الفن السوري للفنون العالمية من خلال نمط يشابه اتجاه المدارس الحديثة التي تواكب تطور الحضارة الإنسانية وربط عناصر هذا العمل بمجموعة رموز تحاكي المنطقة.

في عام 2007 أنجز علاء عملا بانوراميا ضخما كان ثمرة لقائه مع أحد أحفاد الشيخ المجاهد خليل الخطيب وهو عدنان صفي الدين الخطيب من بلدة برمانة المشايخ إذ تعتبر المنحوتة الأضخم في الوطن العربي وهي منحوتة على جرف صخري في مساحة تزيد على 300 متر مربع تحوي 9 وجوه يتوسط العمل البانورامي وجه الشيخ خليل الخطيب وعلى يمينه ويساره وجوه لأشخاص عاصروه وكانوا من رجالات الثورة السورية الكبرى.

ويقول “استفدت في بداية العمل من مجموعة خريجين منهم نزار بلال وقصي النقري ومحمد علي محمد وسامر الروماني وحسن محمد وشرورش فان وباسل ابراهيم الذين عملوا معي لمدة شهر واحد لأتابع بعدها العمل بمفردي بما يقارب السنة تقريبا لإنجاز العمل”.

وأضاف: “إلى جانب العمل البانورامي كنا بصدد عمل اضخم منحوتة للقرآن الكريم في التاريخ على مساحة 2000 متر مربع منحوتا على شكل كتاب مفتوح مخطوطا بكامل سوره وآياته وقد تم افتتاحه رسميا ولكن بسبب الظروف تم التوقف آملين العودة للمشروع”.

ويرى علاء أن الموهبة الشخصية أساس الفن النحتي وهي تختلف من إنسان لآخر لكن متابعتها أكاديميا تصقلها وتشذبها وتسرع في عملية التقاط المعلومات لإظهار الصورة الأجمل والأحسن.

وكان علاء أسس مركز انانا للفنون الجميلة بطرطوس وهو أحد مؤسسي الملتقى الثقافي العائلي في مشتى الحلو ومشارك في النصب التذكاري للشهداء في مدينة القنيطرة وبلدة برمانة المشايخ بطرطوس وآخر في مدينة وادي العيون ويحضر حاليا لنصب تذكاري للشهداء في مركز المحافظة بطرطوس.4

يشار إلى أن الفنان النحات علاء علي محمد خريج كلية الفنون الجميلة قسم النحت عام 1996 وحاصل على دبلوم دراسات عام 1998 وشارك بمعظم المعارض الشبابية في المحافظات السورية منها ملتقى الديماس الأول والثاني وملتقى حلب الأول للنحت كما شارك بملتقى النحت الأول بقرية الملاجة بطرطوس في مهرجان السنديان إضافة إلى ملتقى مشتى الحلو عام 2006 ومهرجان صيف طرطوس الأول عام 2010 وملتقى الدلبة الأول والثاني في مشتى الحلو وفي ملتقى النحت الأول على الخشب في طرطوس عام 2014.

لمى الخليل