طهران-سانا
أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أن منطقة الشرق الاوسط تعاني من ازدواجية المعايير التي يتبعها الغرب إزاء خطر الإرهاب داعيا إلى محاسبة داعمي التنظيمات الإرهابية التي أدت إلى مقتل المدنيين وتدمير البنى التحتية الاقتصادية في سورية والعراق.
وقال شمخاني خلال استقباله اليوم في طهران رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق دومينيك دو فيلبان “إن عدم الاهتمام بحق سيادة الدول واتخاذ الاجراءات اللامسؤولة من قبل ما يسمى التحالف الدولي ضد الإرهاب الذي تقوده الولايات المتحدة سيجعل الظروف الأمنية والسياسية الهشة أكثر تعقيدا وخير دليل على عدم جدوى التحالف الدولي الذي تشكل تحت ذريعة مكافحة الإرهاب ما يجري حاليا في مدينة عين العرب شمال سورية” داعيا إلى القضاء على جذور الإرهاب التكفيري وأرضياته السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وأشار شمخاني إلى الإجراءات الخاطئة لبعض الدول الغربية في استخدام الارهاب كاداة للتدخل في المنطقة مشيرا إلى أن عدم الاهتمام بالاستراتيجيات المقترحة من قبل إيران في دعم اصوات الشعب واحترام الديمقراطية الحقيقية أفضى إلى إيجاد وضع اخذت الدول الأوروبية تشعر بخطره ايضا.
وحول الملف النووي الايراني السلمي لفت امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني الى التعاون الواسع بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية موءكدا على حق ايران في استخدام الطاقة النووية السلمية وفي اطار معاهدة حظر الانتشار النووي دون تمييز في هذا المجال مشددا على ان ايران جادة في استمرار المحادثات النووية مع مجموعة خمسة زائد واحد للتوصل الى اتفاق شامل في الموعد المحدد.
ودعا شمخاني الدول الغربية الى الاستفادة من الفرصة التي لا تتكرر والتي وفرتها ايران من خلال عدم اثارة المطالب المبالغ فيها والاوهام وكذلك احترام الحقوق النووية لايران والغاء العقوبات غيرالقانونية المفروضة ضدها وتعزيز التعاون بين ايران وفرنسا والاتحاد الاوروبي وخاصة في المجال الاقتصادي.
من جهته أكد دو فيلبان أن الغرب ارتكب أخطاء إزاء انتشار التطرف والإرهاب في منطقة الشرق الاوسط مشيرا إلى أن الدول الغربية تشعر بالقلق حاليا بشان انخراط شبان أوروبيين في صفوف التنظيمات الارهابية.
وبشأن الملف النووي الإيراني اعتبر دو فيلبان معالجة القضية النووية الإيرانية بأنها تأتي عن طريق استمرار المفاوضات موءكدا ان الاتفاق النووي النهائي بين إيران ودول مجموعة خمسة زائد واحد سيحظى بالاهمية المناسبة.
وكان شمخاني اكد في موءتمر صحفي الاسبوع الماضي في السفارة الإيرانية بدمشق أن إيران رفضت وترفض أي تدخل أجنبي في شوءون المنطقة وأن ما يقوم به التحالف الدولي من ضربات جوية عمل غير منطقي يجب عدم القبول به وهو انتهاك لسيادة الدول وهو لا يتمتع بالشرعية الدولية لأنه هو من هيأ الفضاء السياسي لتنظيم داعش الإرهابي لكي يعمل من خلاله لافتا إلى أن ما يقوم به التحالف هو عمل أبتر وهو لم يأت لتثبيت الأمن والاستقرار في المنطقة وإنما لدعم هيمنة الإرهاب ومن دعموه في هذه المنطقة.
ظريف لـ دوفيلبان: الشعب السوري صاحب القرار حيال مستقبله السياسي
إلى ذلك أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مجددا أن “الشعب السوري هو صاحب القرار الوحيد حيال مستقبله السياسي وأن الأزمة في سورية ليس لها أي حل عسكري وإنما حلها يتم عن طريق الحل السياسي حيث ينبغي الأخذ بعين الاعتبار دور الشعب والحكومة السورية”.
وقال ظريف خلال لقائه في طهران رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق دومينيك دوفيلبان.. “إن حل الأزمة في سورية يكون عبر الطريق السياسي” منتقدا أولئك الذين يسعون إلى تغيير الحكومة السورية ويريدون أن “يكون تنظيم داعش الإرهابي هو البديل”.
وحول الملف النووي الإيراني أوضح ظريف أن إيران قدمت اقتراحات متعددة خلال جولة المفاوضات الأخيرة مع مجموعة خمسة زائد واحد والتي وصلت الآن إلى مرحلة حساسة داعيا الطرف المقابل إلى إثبات إرادته الجدية في التوصل إلى حل نهائي.
ودعا وزير الخارجية الإيراني إلى تطوير العلاقات الثنائية بين إيران وفرنسا في جميع المجالات.
بدوره أكد دوفيلبان أن الغرب ارتكب أخطاء إزاء انتشار التطرف في الشرق الأوسط مشيرا إلى أن الغرب قلق الآن من التحاق الشباب الأوروبي بتنظيم داعش الإرهابي.
وخلال لقائه سفير بلجيكا الجديد في طهران فرانسوا ديله أكد وزير الخارجية الإيراني أن بعض الدول تواصل سياساتها الخاطئة إزاء الأزمة التي تشهدها سورية.
وأشار إلى “أن إيران لن تقبل بأي اتفاق حول ملفها النووي لا يضمن حقوق الشعب الإيراني”.
وأعرب ظريف عن أمله في أن تشهد العلاقات بين طهران وبروكسل المزيد من التطور لاسيما في المجال الاقتصادي.
بدوره أعرب سفير بلجيكا عن أمله في أن تشهد العلاقات الثنائية المزيد من التطور وقال.. “إن هناك طاقات وإمكانيات هائلة في البلدين يمكن أن تساهم في تعزيز التعاون بين إيران وبلجيكا”.
وكان وزير الخارجية الايراني دعا أمس إلى احترام آراء وارادة الشعب السورى كوسيلة لحل الأزمة في سورية مشيرا إلى أن محاولات إضعاف الدولة السورية التى تقودها الولايات المتحدة تؤدي إلى تقوية تنظيم داعش الإرهابي وهذا التناقض يعاني منه التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم الإرهابي.
ولايتي يجدد دعم بلاده المتواصل لحكومات سورية والعراق ولبنان في تصديها للإرهاب
من جهته أكد مستشار قائد الثورة الإيرانية للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي في تصريح له إثر لقائه دوفيلبان عمق العلاقات المتينة التي تجمع بين إيران وسورية والعراق ولبنان مجددا دعم إيران المتواصل وتقديم كل المساعدات لحكومات هذه الدول وفقا للقوانين الدولية وخاصة في تصديها للإرهاب حيث ترى إيران أن هذا الأمر جزء من مسؤولياتها.
وأعرب ولايتي عن أمله في استمرار الحرب التي بدأت ضد الإرهاب والتنظيمات الإرهابية بشكل حقيقي وجاد مؤكدا أن الإرهاب انتشر في المنطقة بمساعدة الغرب وبعض دول المنطقة والذي اصبح وبالا عليهم.
وأشار ولايتي إلى أنه تم التأكيد خلال اللقاء على أن بعض الأطراف في المنطقة والعالم تقوم حتى الان بتقديم الدعم للتنظيمات الإرهابية ولم تتعظ من موضوع الإرهاب اضافة لدعوة هذه الأطراف إلى الكف عن تقديم هذا الدعم موضحا أن إيران كانت من الدول الأولى التي رفعت راية مكافحة الإرهاب في المنطقة.
وقال ولايتي “إننا نتابع الاوضاع في سورية و لبنان والعراق بدقة لان امن واستقرار هذه الدول في غاية الأهمية للمنطقة والعالم “مؤكدا دعم إيران لأمن و استقرار سورية والعراق.
من جهة أخرى أكد ولايتي أن إيران دولة قوية في المنطقة ولها دور مؤثر في التطورات الدولية ولم ولن تتخلى عن مواقفها المبدئية كما انها لن تتراجع عن حقوقها النووية المشروعة بل وتصرعليها.
وأضاف ولايتي إن موقف طهران واضح وهو الذي أكد عليه قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي في العديد من المناسبات بشأن مسيرة المفاوضات النووية بين ايران ومجموعة خمسة زائد واحد لافتا إلى أن الطرف الآخر اقتنع بأهمية العلاقات الطيبة مع إيران.
وحول مدى تأثير رفع بعض العقوبات عن إيران من قبل وزارة المالية البريطانية على قرار الاتحاد الأوروبي أوضح ولايتي أن الإجراءات التي اتخذتها بعض الأوساط مثل المحاكم الأوروبية برفع الحظر عن بعض البنوك والشركات الايرانية والأشخاص تكشف أحقية إيران كبلد قوي ومؤثر وإدراكها لهذا الموضوع مشيرا إلى أن إيران اعتادت ومنذ سنوات على تحمل عقوبات الطرف الآخر.
وبخصوص لقائه اليوم رئيس وزراء فرنسا الأسبق قال ولايتي “لقد استعرضنا خلال اللقاء العديد من المواضيع بما فيها المفاوضات النووية كما بحثنا القضايا الاقليمية والارهاب الذي انتشر في المنطقة بمساعدة الغرب وبعض دول المنطقة”.
وأشار مستشار قائد الثورة الاسلامية الإيرانية للشؤون الدولية إلى أنه “فهم من حديث رئيس وزراء فرنسا الأسبق أن فرنسا على الأقل مستعدة للتحرك إيجابيا” مشيرا إلى أن دوفيلبان أكد على هذا الموضوع وأن إيران دولة قوية وصاحبة نفوذ واسع في المنطقة وبإمكانها تقديم الدعم الأكبر في مجال محاربة الإرهاب.
بدوره قال دوفيلبان كانت لدي زيارات عديدة ناجحة لإيران” مشيرا إلى “أنه سيتم خلال هذه الزيارة تبادل وجهات النظر حول القضايا الاقليمية والدولية مع المسؤولين الإيرانيين”.
أفخم: دعم الحكومة والشعب السوري لمواجهة اعتداءات الإرهابيين
من جانبها أكدت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم ضرورة دعم الحكومة والشعب السوري لمواجهة الإرهابيين الذين يعتدون على منطقة عين العرب السورية وإرسال المساعدات الإنسانية لأهاليها ومهجريها.
وانتقدت أفخم الموقف المتجاهل للمجتمع الدولي تجاه ما يواجهه أهالي هذه المنطقة مشيرة إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية سترسل قريبا المساعدات الإنسانية إلى مهجري هذه المنطقة عن طريق الحكومة السورية.