بيروت-سانا
أكد الكاتب الأردني ناهض حتر أن الحلف الأمريكي الرجعي المتكون تحت يافطة محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي هو نفسه الحلف المتكون ضد الجمهورية العربية السورية منذ وقت طويل وهو نفسه الذي اعتمد ويعتمد التنظيمات الإرهابية لتحقيق مآربه السياسية كما حدث في بلدان عدة.
وقال الكاتب في مقال له بصحيفة الأخبار اللبنانية نشرته اليوم تحت عنوان “سورية.. النقاط على الحروف”: إن هذه الحرب ضد تنظيم “داعش” تبدو لعبة أكثر منها حربا وهي لعبة مثيرة للسخرية طالما أنها في الواقع “حرب أخوة” فالحلف المتكون ضد هذا التنظيم الإرهابي هو نفسه الذي أطلقه وموله وسلحه ومنحه المعلومات الاستخباراتية وتآمر معه للسيطرة على الموصل وتحويله لاعبا رئيسيا في المنطقة.
ورأى الكاتب أن ضربات التحالف الأمريكي ضد “داعش” لا تزال غير مؤثرة على وجود التنظيم وحركته في العراق وسورية فيما الضربات الأكثر مباشرة هي تلك التي تستهدف منشآت البنى التحتية السورية بحجة تجفيف مصادر تمويل التنظيم الإرهابي مع أن تلك المهمة أبسط بكثير حيث يكفي التوقف عن استيراد النفط من “داعش” بدلا من تدمير المنشآت موضحا أن تنظيم “داعش” يكذب أيضا التحالف فيما يتصل بعدد قتلاه نتيجة القصف الجوي ويمكن للمرء أن يصدقه فأسلوب انتشار عناصر التنظيم لا يسمح بتحقيق ضربات مباشرة بالأفراد ويمكنه نسبيا أن يعرقل حركات التنقل الواسعة لا غير وبالتالي فإن هذا التنظيم لا يمكن استئصاله بالقصف الجوي.
ولفت الكاتب إلى أن قرار الحرب الأمريكية على “داعش” تضمن تدريب وتجهيز من يسميهم الأمريكيون “مقاتلين معتدلين” يحلون محلهم ما يعني استمرار قرار الحرب ضد سورية لأن جوهر الصراع حولها وفيها له محور واضح يتعلق بموقع دمشق الاستراتيجي وفي أي خندق تقف والإجابة على هذا السؤال تحدد الإجابات الأخرى مشيرا إلى أن سورية المقاومة تحتاج إلى جيش قوي واقتصاد وطني يقوم على الصناعة والزراعة وتحالف اجتماعي وطني لا يستثني أحدا كما يحتاج إلى تحالفات إقليمية ودولية معادية للإمبريالية والصهيونية.
وأكد الكاتب أن معركة سورية الآن وعلى رغم ما يتحمله السوريون من مآس ليست معركتها وإنما هي معركة فلسطين ومعركة وحدة المشرق ومعركة العلمانية والمدنية والثقافة ومعركة التصنيع وتجاوز التخلف ومعركة الوجود العربي في التاريخ الصاعد للأمم التي قررت كسر القطبية الأمريكية الواحدة ولهذا لا يمكن السماح بتركها وحيدة تخوض كل هذه المعارك.
وأوضح الكاتب أن صمود سورية وانتصارها لا يعتمد لا على حليف ولا صديق وإنما يعتمد على إرادتها السياسية وهنا ينبغي وضع النقاط على الحروف بأنه لا مكان للتراجع فالحرب لا تزال مستمرة على سورية وستتواصل تحت عناوين مختلفة مثل مكافحة “داعش” أو دعم وإرسال “المعتدلين” والتحريض الطائفي والمذهبي والحصار والهاونات والتجويع ولكن قرارنا النهائي هو النصر.