S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
القدس المحتلة-سانا
انطلقت الاحتفالات بأعياد الميلاد المجيدة في مدينة بيت لحم مهد السيد المسيح تحت شعار “القدس عاصمة فلسطين” رغم حالة الغضب التي تعم القدس والضفة الغربية وقطاع غزة احتجاجا على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب القدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي والممارسات القمعية لقوات الاحتلال ضد ابناء الشعب الفلسطيني.
وأضافت مدينة بيت لحم هذا العام إلى زينة وشجرة الميلاد ومغارة مالطه الميلادية في ساحة المهد يافطات كتب عليها عبارة “القدس عاصمة فلسطين” لتؤكد بذلك على مقولة أن بيت لحم والقدس توأم ديني وتاريخي.
ووصل موكب المدبر الرسولي المطران بيير باتستا بيتسابالا الذي يترأس دائما قداس منتصف الليل بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى مدينة بيت لحم قادما من مدينة القدس بعد أن انطلق في مسيرته التقليدية من ديوان البطريركية اللاتينية إلى ساحة المهد فيما قرعت أجراس الكنيسة معلنة البدء باحتفالات الميلاد وسط ترانيم دينية خاصة.
وقال محافظ بيت لحم جبرين البكري “إن بيت لحم تؤكد اليوم رفضها لكل السياسات التعسفية الرامية لسلخ مدينة القدس توأمها الروحي” مشيرا إلى أن المشهد الاحتفالي الأجمل هو الحضور الكبير للقدس وهذا بحد ذاته تأكيد على عروبتها وأنها العاصمة الأبدية لدولة فلسطين.
بدورها قالت سفيرة فلسطين في ألمانيا خلود دعيبس “إن بيت لحم اليوم تظهر بصورتها الفلسطينية بامتياز حيث حرص سكانها على إحياء عيد الميلاد المجيد ردا على سياسة المحتل الرامية لقتل الروح فيها”.
وأشارت دعيبس إلى أن حضور السياح الأجانب والمشاركة في الاحتفالات دلالة واضحة على تضامن حقيقي مع الشعب الفلسطيني وقضيته.
وكانت ساحة المهد شهدت خلال الأيام الماضية وقفات احتجاجية ضد إعلان ترامب الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال وقال رئيس بلدية المدينة أنطون سلمان “إن القدس أساس السلام ومفتاحه وبالرغم من قرارات الأمم المتحدة إلا أنه لا يوجد سلام في الأرض المقدسة حيث ما زالت فلسطين تعاني تحت الاحتلال الإسرائيلي”.
وأضاف سلمان “إن السلام لن يسود إلا إذا كان قائما على احترام الحقوق وليس على قانون الأقوى” معتبرا أن إعلان ترامب انتهاك لحقوق الشعب الفلسطيني.
وقررت بلدية رام الله إلغاء فعالية القافلة التي تجوب المدينة في أعياد الميلاد يوم الثامن والعشرين من شهر كانون الأول من كل عام بحيث تقتصر الاحتفالات على إضاءة شجرة الميلاد.
وحملت إضاءة شجرة عيد الميلاد هذا العام المرارة والألم فبعد أن تمت إضاءة الأشجار في المدينة قبل فترة أطفأت في اليوم التالي بعد قرار ترامب لتعود اليوم وتضيئ أنوارها.
وقالت مسؤولة العلاقات العامة في بلدية رام الله مرام طوطح “بفعل تسارع الأحداث وتصاعد الاعتداءات الإسرائيلية بحق أبناء الشعب الفلسطيني تحاول بلدية بيت لحم ترجمة فعاليات الاحتفال هذا العام كفعل وطني ومساند ومناصر لما تتعرض له مدينة القدس المحتلة”.
بدوره قال رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا “في عيد الميلاد نؤكد أن فلسطين أرض مقدسة ومباركة لشعب يناضل من أجل الحرية ويكافح من أجل العيش بكرامته في ظل دولة مستقلة عاصمتها القدس”.
وأضاف حنا “لم يغب المسيحي يوماً عن أخيه المسلم في ساحة النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي وكان كل منهما سندا للآخر فالمسيحيون والمسلمون متشبثون في هذه الأرض ومتمسكون بالهوية العربية الفلسطينية”.
وشدد حنا على أن القدس ستبقى عاصمة فلسطين الأبدية فيما القرار الأمريكي لن يزيد الفلسطينيين إلا ثباتا وصمودا.
من جهته قال البطريرك ميشيل صباح “إن القدس مكان مقدس للديانات السماوية الثلاثة ومن أراد سلاما فيها يجب أن يخضع لنظامها فالقوة لن تصنع سلاما”.
ويحضر احتفالات الميلاد هذه العام في بيت لحم العديد من النشطاء الأوروبيين والأمريكيين الذين أكدوا دعمهم لنضال الشعب الفلسطيني من أجل استعادة حقوقه ورفضهم لقرار ترامب الأخير.
وتسبب قرار ترامب في إلغاء العشرات من مجموعات السياح رحلاتها إلى الأراضي المحتلة للاحتفال بعيد الميلاد وقال مدير مشروع “زور فلسطين” السياحي الإلكتروني سامي خوري “لا يشعر الشخص أنه عيد الميلاد فالكثير من الوفود السياحية التي كان من المفترض أن تصل في 24 و25 كانون الأول ألغت رحلاتها”.
من جهته قال القس متري الراهب راعي كنيسة الميلاد اللوثرية الانجيلية في بيت لحم إن “أجواء عيد الميلاد لهذا العام يمتزج فيها الحزن مع الفرح بسبب قرار ترامب حول القدس”.
وأضاف الراهب “إن الاحتفال بعيد الميلاد نوع من المقاومة المبدعة فنحن لا ننكفئ على أنفسنا ولا نيأس بل نصمد ونحتفل بالطفل الذي ولد في هذه المدينة المقدسة”.
وعمدت قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى تعزيز وجودها العسكري في القدس وبيت لحم ونشرت وحدات إضافية على نقاط العبور إلى بيت لحم ما تسبب في عرقلة وصول السياح والزوار.
