درعا-سانا
بأدوات بسيطة لا تتعدى طاولة وعددا من الكراسي وفرن صاج ومواد اولية متوافرة في السوق تمكنت هدى أن تسجل اسمها كأول امرأة تفتتح محلا لصناعة الخبز والمعجنات في مدينة درعا لتتحول إلى علامة فارقة في مجتمع لم يعتد رؤية النساء تعملن بهذه المهنة.
هدى المصري أو أم محمد كما تفضل أن ندعوها افتتحت محلا خاصا بها في حي الكاشف بمدينة درعا وهي تقدم انتاجها مباشرة للزبائن.
تبدأ “أم محمد” يومها الطويل بصباح فيروزي وبنشاط وهمة عاليين حيث تعد بالتعاون مع بناتها في المنزل حشوة الفطائر المتنوعة لتأتي بها صباحا إلى محلها وتبدأ بإعداد العجين اللازم بحيث يحصل الزبون على طلبه طازجا إذ تضع صاجها وقطع العجين والحشوة أمام الزبائن وتصنع ما يطلبونه فورا.
لا تفارق الابتسامة محيا “أم محمد” وهي تعمل رغم نار الصاج اللاهبة وتجد في عملها كرامة ومتعة وهذا ما عبرت عنه خلال زيارة قامت بها مراسلة سانا إلى محلها بقولها “أولى تجاربي في البيع المباشر للناس كانت قبل عام تقريبا إذ أحضرت في أحد أيام الجمعة الفطائر والخبز الذي صنعته في منزلي وقمت ببيعه للناس والمفاجأة أن الكمية نفدت بالكامل ومن هنا تولدت فكرة تأسيس محل خاص بالمعجنات رغم ان محال المعجنات بشكل عام مهنة محتكرة من قبل الرجال لكن المحل على بساطته لاقى إقبالا مميزا من الناس”.
وتوضح أم محمد أن ضيق السبل و قلة مصادر الدخل بسبب الأوضاع الحالية وعدم وجود معيل لها ولأسرتها كانت وراء اتخاذها هذه الخطوة لتأمين مصدر دخل يساعدها على مواجهة الحياة ويمكنها من اكمال تعليم أبنائها وبناتها وفي الوقت نفسه تشير إلى أنها تعتمد على ما تعلمته في مدرسة الفنون النسوية حول كيفية إعداد الأطعمة وتقديمها بطريقة لائقة وشهية.
وتلفت أم محمد إلى أنها اعتمدت على تسعير منتجاتها انطلاقا من أسعار المواد الداخلة في إعدادها فهي تقدم فطائر اللحمة والكشك والسبانخ والجبنة البيضاء والزعتر والمحمرة كما أنها تلبي التواصي للمنازل حسب الطلب ولم تكتف بالعمل في هذا المحل لكنها علمت عددا من أبنائها كيفية إعداد الفطائر ليكونوا معها في أيام العطل وخاصة مع تزايد عدد الزبائن الذين يقصدونها بالتحديد.
عبد الرحمن الابن الأوسط طالب في الصف الثامن يساعد والدته في المحل أيام عطلته وبعد انتهائه من الدوام المدرسي وله أيضا زبائنه من أقرانه الذين يقصدونه خصيصا وتقبل أم محمد المبالغ التي يدفعونها حتى لو كانت غير كافية.
لما المسالمة