الشريط الإخباري

اللقاح الصناعي للخيول العربية الأصيلة طريقة لزيادة السلالات النادرة 

دمشق-سانا

للخيول العربية مكانة خاصة في قلوب عشاقها طغت على الكثير من أولوياتهم في الحياة حتى أضحت الشغل الشاغل لهم بتربيتها والحفاظ عليها كموروث أصيل ضارب جذوره في عمق التاريخ يكاد لا يخفى على الصغير قبل الكبير في المجتمع السوري.

ويتسابق مربو الخيول على إقتناء السلالات الأصيلة التي يعود تاريخها إلى قرون طويلة في سورية فنجدهم يتنقلون من مربط لآخر بين المحافظات بحثا عن الأنساب المتميزة من الذكور والإناث لضمها إلى مرابطهم الأساسية وإنتاج المزيد من الخيول ذات النسب المعروف محليا وعالميا لكن يبقى الطموح بتطوير هذه الثروة كبير ولا سيما بوجود صعوبات تحد من زيادة الإنتاج.

وفي تصريح لمندوب سانا الرياضي قال المربي عبد الله السدة: إن الخيول السورية تتميز بنقاء سلالتها على مر العصور فمن المعروف عنها ولا سيما في الدول التي قطعت أشواطا كبيرة في تربية الجواد العربي أنها تنحدر من سلالات مختلفة وقديمة تنفرد كل واحدة عن الأخرى بصفات محددة كالقوة والسرعة والتحمل والجمال ما دفع العديد من المربين المتخصصين بهذه الأنواع إلى الاستفادة منها في إنتاج خيول تناسب إهتماماتهم لكونها تحمل مورثات ستنقلها حتما إلى أبنائها وبالتالي المشاركة بهذه الأنواع بالبطولات الدولية لأنها ستكسبها حكما بصفاتها الفريدة.

وأضاف السدة الذي يعد من المربين المتميزين محليا وخارجيا إن المحافظة على الخيول السورية النادرة وتحسين إنتاجها ما زال بحاجة إلى مزيد من الإهتمام والدعم في ظل وجود الرغبة القوية لدى الكثيرين في تطويرها من حيث زيادة المواليد وبالتالي زيادة عدد الخيول والذي بدوره سينعكس إيجابا على زيادة حجم المشاركة في البطولات والسباقات التي طالما عانى منها المربون والتي جرت خلال السنوات القليلة الماضية.

وتابع السدة: أن تربية الخيول العربية وتحسين إنتاجها قطع أشواطا كبيرة في الكثير من دول العالم فمع تطور الطب بدا الانتاج يأخذ منحى جديدا فمن المعروف لدى الجميع أن الاخصاب الصناعي للسلالات النادرة فرض وجوده كطريقة مثلى وفرت عناء التنقل على المربين بين المحافظات أو حتى بين الدول لإيجاد الجواد المناسب لإلقاح خيولهم من السلالة نفسها حيث توفر العديد من الدول أماكن متخصصة تتواجد فيه القشات الخاصة بالإلقاح تم إستخراجها من الخيول العربية النادرة ليتم حفظها لسنين طويلة عبر أجهزة متخصصة تكون في متناول المربين لإلقاح خيولهم في الوقت المناسب وهذا ما نفتقده في سورية التي تعد الموطن الأصلي للجواد العربي.

وأشار السدة إلى أن اختيار الجياد المناسبة من السلالات النادرة واعتمادها للقاح دون غيرها ضمن مركز محدد يكون المسؤول عن تنظيم إلقاح الخيول وتسجيلها سينظم عملية الانتاج اكثر وسيحد من الالقاح العشوائي مبينا أن المربين بحاجة إلى تخصيص أراض من وزارة الزراعة والاصلاح الزراعي كونها المعنية بهذه الثروة والمسجل الوحيد والمعتمد للجواد العربي في سورية وبهذه الطريقة يتمكن المربون من إقتناء مزيد من الخيول ومضاعفة الانتاج.

وختم السدة: أصبحنا بحاجة إلى تطبيق الخطوات الحديثة لتطوير الجواد العربي في سورية والتشجيع على الاهتمام به ولا سيما أنه يحظى بمكانة
متميزة في العالم بصفاته الشهيرة التي دفعت أهم المربين إلى القدوم إلى سورية وإنشاء المرابط للاقتراب من هذه الخيول على الواقع وإنتاج الممكن منها لتصديرها لاحقا.

محمد الرحيل