موسكو-سانا
قال الكاتب والمحلل الجيوسياسي الكندي مهدي داريوس ناظمروايا إنه على الرغم من أن واشنطن أبلغت سورية مسبقا بنيتها استهداف مواقع لتنظيم /داعش/ الإرهابي داخل الأراضي السورية إلا أن ذلك لا يعطي الولايات المتحدة الغطاء الشرعي للقيام بذلك مؤكدا أن عدم وجود غطاء شرعي من الأمم المتحدة لقصف واشنطن معاقل التنظيم الإرهابي في سورية دفع البنتاغون إلى الزعم أن هذا يأتي في سياق “حماية الولايات المتحدة” من هجوم وشيك كان يخطط له مسبقا من قبل التنظيم.
وتساءل الكاتب في مقال نشره موقع (روسيا اليوم) باللغة الإنكليزية: ألن يدفع ذلك بخلايا التنظيم الموجودة مسبقا في الولايات المتحدة إلى المضي قدما في مخططاتها.. مشيرا إلى أن واشنطن تحاول خلط الأمور عبر اتخاذ سلسلة من الخطوات المتباينة في مسعى لشرعنة خرقها للقانون الدولي.
ولفت الكاتب ناظمروايا الى إن مشاركة خمس دول عربية في قصف أهداف لتنظيم /داعش/ الإرهابي شمال شرق سورية في 22 أيلول الجاري تزامن مع إسقاط الاحتلال الإسرائيلي لطائرة حربية سورية كانت تستهدف نفس المسلحين الذين يزعم “التحالف الدولي” أنه يلاحقهم.
وأضاف.. “إنها كذبة تلو الأخرى من جانب واشنطن وما فعلته الإدارة الأميركية بتوليها رئاسة مجلس الأمن في التاسع عشر من الشهر الحالي ما هي إلا محاولة للحصول على دعم المجلس والعالم لنيتها قصف تنظيم داعش الارهابي” مشيرا إلى أن ذلك يبقى خارج نطاق الشرعية الدولية لعدم حصول واشنطن على دعم وتأييد مجلس الأمن.
وأوضح الكاتب أن الولايات المتحدة كانت على علم بالأساليب والممارسات الوحشية لتنظيم /داعش/ الإرهابي منذ سنوات إلا أن اعترافها بذلك الآن على لسان وزير خارجيتها جون كيري هو ذريعة لشيء آخر تريده لافتا الى ان التنظيم الإرهابي ستار لشيء أكبر وقد تعمدت الولايات المتحدة التهويل في تهديدات التنظيم عبر وسائل الإعلام لتبرير الهجوم على مواقعه في سورية ما يعني أن واشنطن تعمل على إنشاء حشد عسكري تقوده في الشرق الأوسط.
وتساءل الكاتب عن الصدفة التي تقاطع فيها اتهام واشنطن لسورية بخرق الاتفاق الموقع مع منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية وحشد الولايات المتحدة لتحالف دولي يهدف إلى قصف تنظيم /داعش/ الإرهابي.
ولفت الكاتب إلى أن إعادة طرح مسألة الأسلحة الكيميائية في سورية دليل واضح على أن الإدارة الأمريكية ما زالت تستهدف الحكومة السورية ورأى ان هذه الادارة عمدت إلى طرح هذه المسألة كجزء من السياسة التي تتبعها واشنطن لتبرير حملتها لقصف تنظيم /داعش/ الإرهابي في سورية أي “أن واشنطن تسعى لتوسيع ضرباتها الجوية غير القانونية”.
وكانت وزارة الخارجية والمغتربين قالت في بيان لها الأحد الماضي.. إنه في ضوء انجازات الجيش العربي السوري في مكافحة التنظيمات الإرهابية في غوطة دمشق وريف حماة الشمالي ومناطق أخرى تتناقل بعض الأوساط الاقليمية والدولية المعادية لسورية وأدواتها من التنظيمات الإرهابية ادعاءات عن احتمال استخدام قوات الجيش العربي السوري السلاح الكيميائي في عملياته العسكرية مضيفة إن الجمهورية العربية السورية أكدت مرارا وهي تؤكد مجددا أنها لم ولن تستخدم السلاح الكيميائي تحت أي ظرف كان وفي الوقت ذاته تحذر من احتمال قيام الأطراف الاقليمية والدولية المتآمرة عليها بتزويد التنظيمات الارهابية المسلحة بالأسلحة الكيميائية لاستخدامها ضد شعبنا بهدف اتهام الجيش العربي السوري بذلك.
ودعا الكاتب كيري إلى “التوقف عن استحضار التاريخ كلما حاولت الإدارة الأميركية التسويق إلى حرب ما أو تغيير نظام ما” مضيفا إن “الولايات المتحدة تسخر التاريخ في خطاباتها لمصلحة أهدافها ولو كانت الإدارة الأمريكية تصدق حقا ما تقوله لما خلقت هؤلاء الوحوش وأطلقتهم ضد السكان في سورية والعراق”.
وقال الكاتب إن الولايات المتحدة والتحالف الذي تقوده لا يهدف إلى محاربة “فرق الموت” في سورية والعراق لأن واشنطن رعت هؤلاء الإرهابيين الذين يعملون حقا كجنود لها على الأرض وعملاء لما اصطلح تسميته بالفوضى البناءة.
وأضاف الكاتب: “بينما تستمر إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالتأكيد أن واشنطن لن تتدخل بريا في سورية والعراق تتدفق تصريحات لجنرالات ومسؤولين أميركيين أن الأمر سيفضي بالنهاية إلى نشر قوات برية تحت حجة مراقبة الضربات الجوية والقيام بعمليات استطلاع”.
وأشار الكاتب إلى: “أن الولايات المتحدة تقول إن الحملة ضد تنظيم /داعش/ الإرهابي قد تستغرق سنوات اي انها عبارة مشفرة لنيتها نشر وجود عسكري دائم لها في المنطقة وفي قراءة لما بين السطور علينا النظر من الأعلى لما يتم التخطيط له لنرى أن إدارة أوباما تعمل على إعادة نشر واسع للجيش الأمريكي في الشرق الأوسط” مضيفا إن الوجود العسكري للتحالف لن يكون لمجرد قتال تنظيم /داعش/ الإرهابي بل للبقاء في المنطقة وانه لا يمكن التنبؤ بما يمكن أن يقوم به هذا التحالف.