دمشق-سانا
تشهد منطقة البرامكة الواقعة في قلب مدينة دمشق يوميا ازدحاما كبيرا يشتد وقت الذروة بين الساعة الواحدة والرابعة ظهرا وذلك بسبب توقف أصحاب السرافيس والباصات الكبيرة للتزود بالوقود من المراكز المحددة ومنها مركز البرامكة للمحروقات.
الرتل الطويل الممتد على مدار المحطة وورشات الصيانة المتوقفة على الأرصفة ناهيك عن الأكشاك والبسطات المنتشرة هنا وهناك شكلت ازدحاما يفوق الوصف وحالة مربكة تضطر السيارات أحيانا للتوقف أكثر من ساعة للعبور باتجاه مفارق جديدة.
عشرات السرافيس وباصات النقل العام تتوقف عن نقل الركاب في وقت الذروة “تذهب لتعبئة الوقود ظهرا” بالتالي يعاني الموظفون وطلاب الجامعات والمدارس من إيجاد وسيلة نقل بعد انتهاء دوامهم.
مندوبة سانا التقت عددا من أصحاب السرافيس الذين أبدوا انزعاجا من وقوفهم لساعات طويلة للحصول على الوقود لمتابعة عملهم وقالوا: إن “توقفهم يكون خلال ساعات الصباح والظهر التي يحتاج فيها المواطنون للتنقل ما يؤدي إلى خلق طوابير من الناس المنتظرين وسيلة نقل”.
الأمر ليس كله سلبيا بالنسبة لأصحاب السرافيس فهم مرتاحون لوجود المحطة داخل المدينة ما يسهل حصولهم على الوقود إضافة لكون “الخدمة في المركز ممتازة من حيث تنظيم الدور والسعر حيث يحصلون على المادة بسعرها النظامي فيما يدفعون مبالغ إضافية في حال قاموا بالتعبئة من أي مكان آخر” مؤكدين أنهم مستعدون للوقوف فترات طويلة مقابل حصولهم على المادة بسعرها النظامي.
واقترح أصحاب السرافيس أن يتم تخصيص ورديات للعمل في المحطة لتخفيف الازدحام “أي أن يصبح بإمكانهم التعبئة ليلا” حيث تكون الطرقات أقل ازدحاماً.
وقال أحد السائقين: “المشكلة أن أوقات التعبئة تكون هنا صباحاً وظهراً وكذلك محطة المعضمية أوقات التعبئة فيها من الساعة الحادية عشرة إلى الواحدة ظهراً أي ذروة العمل وعند عودة الطلاب والموظفين إلى منازلهم”.
وخلال لقائنا عددا من المواطنين أشارت الطالبة الجامعية اليسا طليعة إلى أنها تقطن في منطقة جرمانا وتجد صعوبة كبيرة في التنقل خلال ساعات النهار إذ إنها بحاجة إلى أكثر من ساعتين للوصول يوميا إلى جامعتها ومثلها للعودة مبينة أن الصعوبة الأكبر في التنقل والعثور على وسيلة نقل تكون ظهرا كون معظم أصحاب السرافيس يتذرعون بالتوقف عن العمل للتزود بالوقود وبعضهم الآخر تعاقد مع إحدى المدارس لإيصال الطلاب.
ولفت الطالب أحمد الحموي إلى أنه تعاقد منذ بداية العام الدراسي مع إحدى وسائل النقل لإيصاله مع زملائه بشكل يومي إلى الجامعة فيما انضم الموظف محمد الحسين إلى رأي أصحاب السرافيس بضرورة أن تعمل المحطة مساء حتى لا تتوقف حركة السير.
وعلى أحد الأرصفة في البرامكة وقف عدد من المواطنين بانتظار حافلة تقلهم إلى منازلهم وخلال ذلك أكدوا لـ سانا أن معاناتهم مع المواصلات يومية وهي مشكلة أرهقتهم جسديا ونفسيا وماديا إذ إنهم ينتظرون أحيانا أكثر من ساعة ليعودوا إلى منازلهم لافتين إلى أن أغلب أصحاب السرافيس يتخذون من تعبئة الوقود ذريعة لعدم إيصال المواطنين إضافة إلى أن عددا كبيرا من السرافيس متعاقد مع روضات وموظفين ما يجعلهم ينتظرون ساعات طويلة على أرصفة الطرقات حتى باتت حياتهم “انتظارا في انتظار” بحسب وصفهم.
الطالبة وفاء زبداني من صحنايا أشارت إلى أن معاناتها يومية إذ تضطر في أحيان كثيرة للانتظار أكثر من ساعة لتذهب إلى جامعتها التي تصلها دائما متأخرة وتتلقى التوبيخ من أساتذتها لتأخرها عن الدرس رغم أنها تخرج من منزلها في ساعات الصباح الأولى.
وفي الجهة المقابلة وخلال تواصلنا مع عضو المكتب التنفيذي لقطاع المواصلات والنقل في محافظة دمشق هيثم ميداني أوضح أن دمشق تمتلك ثلاث محطات رئيسية لتوزيع المحروقات للسرافيس وباصات النقل الداخلي وتتوزع في البرامكة ونهر عيشة ومشروع دمر أي نقاط التمركز الأساسية لمعظم المواطنين مبينا أن منطقة البرامكة تعاني من ازدحام كونها وسط المدينة ما يتسبب عند وقوف السرافيس لتعبئة الوقود على دوار البرامكة بعرقلة السير واعدا بأن يتم تلافي المشكلة وحلها من خلال التواصل مع عناصر الشرطة المتواجدين في المكان لتنظيم حركة السير.
قد يكون تنظيم السير أحد العوامل المساعدة في حل مشكلة عرقلة السير لكن يبقى السؤال كيف ستحل مشكلة تأمين المواصلات للمواطنين في وقت الظهيرة طالما هذه السرافيس متوقفة عن العمل وهو ما يوجب على قطاع المواصلات في المحافظة أن يقدم حلولا أكثر مرونة ومنها إلزام المحطة بتحديد وقت للتعبئة مساء أو فتح محطات تعبئة صغيرة كالتي انتشرت مؤخراً في بعض المناطق.
سكينة محمد