عواصم-سانا
أعلنت كوريا الديمقراطية أنها باتت تمتلك تقنية الصواريخ العابرة للقارات القادرة على حمل رؤوس نووية بفضل الاختبار الناجح الذي أجرته أمس.
وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الديمقراطية اليوم إن “القوات الاستراتيجية في البلاد قامت خلال إطلاقها التجريبي للصاروخ البالستي العابر للقارات هواسونغ 14 أمس باختبار تقنية إعادة إدخال رأس الصاروخ إلى الغلاف الجوي وتفريقه” لافتة إلى أن الرئيس كيم جونغ أون أشرف شخصيا على عملية الإطلاق التجريبي لهذا الصاروخ.
وأوضحت الوكالة أن الإطلاق التجريبي للصاروخ الأخير كان بقصد التأكد من وظائف تكتيكية وسمات تقنية للصاروخ البالستي العابر للقارات القادر على حمل رأس نووي بحجم كبير والذي طورته الدولة مؤخرا مبينة أن هذه الصواريخ قادرة على “إصابة قلب الولايات المتحدة”.
ونقلت الوكالة عن الرئيس الكوري الديمقراطي تأكيده أن بلاده “لن تعرض قضية الأسلحة النووية والصواريخ البالستية على طاولة المفاوضات ما لم تتخل الولايات المتحدة الأمريكية عن سياستها المعادية تجاهها والتهديدات النووية المستهدفة لها” مشددا على أنها “لن تتنازل حتى ولو عن شبر واحد من طريقها نحو التسلح النووي”.
و تتوالى ردود الأفعال على الاختبار الذي أجرته كوريا الديمقراطية حيث أدان الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس بشدة بحسب ما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية هذا الاختبار معتبرا أنه يمثل “تصعيدا خطيرا وانتهاكا جديدا صارخا لقرارات مجلس الأمن الدولي”.
وأضاف غوتيريس.. “يجب على المسؤولين في كوريا الديمقراطية أن يتفادوا القيام بأي أعمال استفزازية اخرى وان يلتزموا بالكامل بواجباتهم الدولية”.
ومن المقرر أن يلتئم مجلس الامن الدولي في جلسة طارئة اليوم بدعوة من الولايات المتحدة لبحث التجربة الصاروخية الكورية الديمقراطية الجديدة.
من جهته اعتبر وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون في بيان له أن اختبار كوريا الديمقراطية صاروخا بالستيا عابرا للقارات “يمثل تصعيدا جديدا للخطر على الولايات المتحدة وعلى حلفائنا وشركائنا وعلى المنطقة والعالم بأسره” مؤكدا أن بلاده “لن تقبل ابدا امتلاك كوريا الديمقراطية السلاح النووي”.
وأشار تيلرسون إلى ان الولايات المتحدة ستسعى الى اتخاذ ما وصفها بي”اجراءات اقوى في مجلس الامن الدولي لمحاسبة بيونغ يانغ على هذه التجربة الصاروخية غير المسبوقة”.
إلى ذلك أطلقت القوات الأميركية والكورية الجنوبية اليوم صواريخ بالستية خلال مناورات تحاكي هجوما على كوريا الديمقراطية في تصعيد جديد يزيد التوتر القائم في شبه الجزيرة الكورية.
وذكرت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية أن القوات الأميركية والكورية الجنوبية أطلقت عدة صواريخ قصيرة المدى سقطت في بحر اليابان مشيرة إلى أن الهدف من ذلك هو توجيه “رسالة تحذير قوية” لكوريا الديمقراطية.
ونقلت عن الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي أن المؤيد لاستئناف الحوار مع كوريا الديمقراطية قوله أن “الاستفزاز الخطير من قبلها يتطلب منا ردا أكثر من مجرد بيان” فيما صرح قائد القوات الاميركية في كوريا الجنوبية الجنرال فينسنت بروكس بأن “ضبط النفس خيار وهو يفصل بين الهدنة واطلاق النار”.
وكان التلفزيون الرسمي لكوريا الديمقراطية أعلن اجراء اختبار ناجح لصاروخ باليستى عابر للقارات بحضور الرئيس كيم جونغ أون مشيرا إلى ان الصاروخ من طراز “هواسونغ 14” وقد بلغ ارتفاع 2082 كم وأصاب هدفه بدقة بعد 39 دقيقة من إطلاقه.
وسبق أن اجرت كوريا الديمقراطية في منتصف أيار الماضي تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ باليستي متوسط المدى حيث حلق الصاروخ لمدة 30 دقيقة وقطع مسافة بلغت 800 كيلومتر قبل سقوطه فى بحر اليابان.